ترمب يرد على انتقادات موجهة لتصريحاته بشأن الناتو: جعلت الحلف قوياً

الرئيس الأميركي السابق يتمسك بموقفه: "الدفع مقابل الحماية"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يلوح خلال فعالية بنادي ترمب الوطني للجولف في نيو جيرسي بالولايات المتحدة. 13 يونيو 2023 - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يلوح خلال فعالية بنادي ترمب الوطني للجولف في نيو جيرسي بالولايات المتحدة. 13 يونيو 2023 - REUTERS
واشنطن-أ ف ب

قلل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الاثنين، من الانتقادات العديدة التي لقيتها تصريحاته بشأن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مؤكداً أن ما فعله خلال ولايته جعل التكتل العسكري الغربي "قوياً".

لكنّ ترمب الأوفر حظاً للفوز بترشيح حزبه الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية المقرّرة في نوفمبر، لم يكرّر الجزء الأكثر ضراوة من التصريحات التي أدلى بها، السبت الماضي، حين قال إنّه "سيشجع" روسيا على مهاجمة أي دولة عضو في التحالف لا تفي بالتزاماتها المالية على صعيد النفقات العسكرية، ولقيت انتقادات شديدة سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها.

والاثنين، قال ترمب في منشور على شبكته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي: "لقد جعلتُ حلف شمال الأطلسي قوياً، وحتى الجمهوريون المزيّفون والديمقراطيون اليساريون المتطرفون، يعترفون بذلك". 

وأضاف: "عندما قلتُ للدول العشرين التي لم تدفع حصّتها العادلة، إنه يتعين عليها أن تدفع وإلا فهي لن تستفيد من الحماية الأميركية، تدفقت الأموال"، وبحسب الرئيس السابق، فإن هذه المساهمات المالية تراجعت منذ خروجه من البيت الأبيض "لأنّني لم أعد هناك لأقول لهم عليكم أن تدفعوا".

وينتقد ترمب بانتظام الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لعدم وفائها بالتزاماتها على صعيد الإنفاق العسكري، وخصّص الملياردير الجمهوري جزءاً من منشوره لانتقاد إدارة خلفه الديمقراطي جو بايدن على المساعدات المالية الضخمة التي قدّمتها لأوكرانيا مقارنة ببقية أعضاء حلف شمال الأطلسي.

وقال الرئيس السابق: "نحن نساعد أوكرانيا بأكثر من 100 مليار دولار أكثر من الناتو"، مطالباً بقية الدول الأعضاء في الحلف بزيادة مساهماتها المالية لتحقيق "التعادل" مع ما تدفعه الولايات المتحدة.

وأضاف ترمب: "إذا لم تفعل فأميركا أولاً"، مكرراً شعار السياسة الخارجية التي طبعت ولايته (2017-2021)، وخلال حملته الانتخابية هدّد مراراً بالخروج من التكتّل في حال فوزه بالرئاسة.

الدفع مقابل الحماية

وقال ترمب خلال تجمع انتخابي في ساوث كارولاينا، السبت الماضي، إن رئيس "دولة كبيرة" - لم يذكر اسمها - سأله "حسناً يا سيدي، إذا لم ندفع، وتعرضنا لهجوم من روسيا، هل ستحمينا؟".

وأضاف: "قلت له: إذا لم تدفع؟ وأنت متأخر في السداد؟ قال: نعم، لنفترض أن ذلك قد حدث. قلت: لا، لن أحميكم، في الواقع، سأشجعهم على فعل ما يريدون.. عليك أن تدفع".

غضب واسع من تصريحات ترمب

بدوره، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، إن تعهد حلف شمال الأطلسي "الناتو" بالدفاع عن أعضائه بشكل جماعي يُبقي الأميركيين في أمان، معتبراً أن أي شخص يشكك في ذلك هو "خطر على المجتمع"، وذلك رداً على تصريحات ترمب.

وكتب بايدن في تدوينة على منصة "إكس" أن "تعهد الناتو أن هجوماً على واحد هو هجوم على الجميع يبقي العائلات الأميركية آمنة"، وأضاف: "الأمر بهذه البساطة"، وتابع: "أي فرد يشكك في متانة هذا العهد هو خطر على مجتمعنا".

وأفاد المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس بشأن هذه التصريحات: "تشجيع الأنظمة القاتلة على غزو حلفائنا المقربين في حلف الناتو أمر مروع وفاقد للصواب، ويعرض الأمن القومي الأميركي والاستقرار العالمي واقتصادنا في الداخل للخطر".

وفي رده على تصريحاته، قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج، في بيان: "أي إشارة إلى عدم دفاع الدول الحلفاء عن بعضها تقوّض أمننا برمته، لا سيما أمن الولايات المتحدة، وتعرّض حياة الجنود الأميركيين والأوروبيين لخطر متزايد.. وأي هجوم على الحلف سيقابل برد قوي".

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، إن حلف شمال الأطلسي لا يمكن أن يكون تحالفاً عسكرياً "انتقائياً"، يسير "وفق أهواء الرئيس الأميركي"، في تعليقه على تصريحات ترمب.

وبدوره، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، في تدوينة على منصة "إكس": "التصريحات المتهورة بشأن أمن الحلف والتضامن الوارد في المادة الخامسة (من معاهدة الحلف) لا تخدم سوى مصلحة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".

وتنص المادة الخامسة من المعاهدة على أن أي هجوم مسلح على أي دولة متحالفة مع الحلف، يعد هجوماً على جميع الدول المتحالفة، ما يستلزم رداً دفاعياً جماعياً.

وكتب الرئيس البولندي أندريه دودا، المتحالف مع المعارضة اليمينية والذي يُنظر إليه باعتباره كان صديقاً لترمب خلال فترة رئاسة الأخير، على منصة "إكس": التحالف البولندي الأميركي يجب أن يكون قوياً "بغض النظر عمن يتولى السلطة حالياً في بولندا أو الولايات المتحدة".

ورفض الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الاثنين، توعد ترمب بعدم حماية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ما لم تعزز إنفاقها الدفاعي، معتبراً أن ذلك يخدم روسيا.

وقال شتاينماير للصحافيين في نيقوسيا خلال أول زيارة رسمية لرئيس ألماني إلى قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي، إن "هذه التصريحات ليست مسؤولة، وهي تساعد روسيا".

وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني، الاثنين، إن على أوروبا الاستعداد بشكل عاجل لاحتمال ألا تحمي الولايات المتحدة شركاءها في حلف شمال الأطلسي، الذين لا ينفقون ما يكفي على الدفاع.

وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه البولندي والألماني: "الكل سمعوا تعليقات المرشح الجمهوري المحتمل في الانتخابات الأميركية في الأيام القليلة الماضية. لن أتوقف عن إقناع جميع الزعماء بأهمية تحالفنا الذي يعمل لصالح الجميع بما في ذلك الولايات المتحدة".

تصنيفات

قصص قد تهمك