أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مكالمتهما الهاتفية الأحد، أن إسرائيل قد تضطر إلى إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين مقابل كل محتجز إسرائيلي يتم إطلاق سراحه من غزة، بأكثر مما فعلت في الهدنة السابقة في القتال نوفمبر الماضي، وذلك في أي صفقة جديدة مع "حماس"، حسبما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
وقال مسؤولان أميركي وإسرائيلي إن بايدن اتفق مع نتنياهو على أن مطالب "حماس" أكثر من اللازم، لكنه ذكر أنه "نظراً لأن هذه هي عملية تفاوض، فقد تضطر إسرائيل إلى إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين بنسبة أعلى مما كان عليه الأمر في الصفقة السابقة".
وذكر مسؤول أميركي مطلع أن "النسبة لا تزال قضية معلقة". وأضاف: "لم تتم مناقشة أي مواقف ثابتة خلال المكالمة من قبل أي من الجانبين بخلاف المسارات الممكنة.. لقد اتفقا على أن بعض مطالب حماس لا يمكن بدء مناقشتها على الإطلاق".
وقال نتنياهو لبايدن خلال مكالمتهما الهاتفية، الأحد، إنه "على عكس بعض التقارير في الصحافة الإسرائيلية"، فإنه يريد أن تكون هناك صفقة جديدة بشأن المحتجزين. لكنه شدد على أنه يجب أن يكون اتفاقاً يمكن تمريره في مجلس الوزراء الإسرائيلي، حسبما قال المسؤولان.
وذكر نتنياهو أن الاقتراح الذي وافقت عليه الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر ومصر في باريس قبل أسبوعين كان "سخياً للغاية"، لأن إسرائيل وافقت على أكثر من 10 أضعاف عدد الأيام لوقف القتال؛ مما كانت عليه في الجزء الأول من صفقة المحتجزين السابقة.
ويتضمن اقتراح باريس وقفاً للقتال لمدة ستة أسابيع مقابل إطلاق سراح نحو 40 محتجزاً إسرائيلياً، في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.
واستمرت الهدنة السابقة أسبوعاً واحداً بين 24 نوفمبر إلى أن انهارت في 1 ديسمبر، وشهدت إطلاق سراح نحو 100 محتجز في غزة.
ثلاثة مقابل واحد
وقال نتنياهو إن إسرائيل مستعدة للإفراج عن ثلاثة فلسطينيين مقابل كل محتجز إسرائيلي يتم تحريره، وهي نفس النسبة المستخدمة في الصفقة السابقة، حسبما قال المسؤولان. ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على الأمر.
يشار إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حركة حماس إسرائيل بالإفراج عنهم؛ كجزء من صفقة جديدة بشأن المحتجزين، نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين.
وبينما يقول المسؤولون الأميركيون إن بايدن يتفق مع نتنياهو على أن مطلب حماس بالإفراج عن آلاف الأسرى، "مبالغ فيه"، يعتقد الرئيس الأميركي أيضاً أن إسرائيل يمكن أن تُظهر المزيد من المرونة بشأن هذه القضية.
ويرجع ذلك جزئياً إلى أن هناك خمس مجندات على الأقل من بين حوالي 40 من النساء والأطفال وكبار السن والجرحى الذين يمكن إطلاق سراحهم.
"للاستماع فقط"
والتقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، في القاهرة، الثلاثاء، مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومدير الموساد ديفيد برنيع ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، لمناقشة صفقة المحتجزين.
وقبل ذلك بساعات اتخذ نتنياهو القرار النهائي بإرسال الوفد الإسرائيلي. وجاء القرار بعد أن طلب بايدن من رئيس الوزراء الإسرائيلي في مكالمتهما الهاتفية الأحد، إرسال وفد إلى القاهرة.
وكان المسؤولون الإسرائيليون هناك فقط للاستماع، وفقاً لما نقله أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين.
وقرر الميجور جنرال نيتسان ألون، المسؤول عن قضية المحتجزين في الجيش الإسرائيلي، عدم الانضمام إلى الوفد بعد أن رفض نتنياهو منح فريق التفاوض تفويضاً لتقديم أفكار جديدة، حسب ما نقله أكسيوس عن ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر. وأرسل ألون نائبه بدلاً من ذلك.
وقالت المصادر إنه خلال المناقشات التحضيرية للرحلة إلى القاهرة، اقترح ألون مسار عمل معين للمحادثات، لكن نتنياهو رفض الأفكار، وأمر الوفد بالاستماع فقط، قائلاً "للاستماع فقط، أذنان تكفيان، لا تحتاج إلى 12"، حسبما قال مسؤول إسرائيلي رفيع لأكسيوس.
لكن نتنياهو أرسل أحد مساعديه السياسيين، عوفير فولك، مع الوفد مشيراً إلى أنه يريد ضمان تنفيذ المفاوضين لتعليماته وعدم تقديم أفكار جديدة دون موافقته.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن فولك سافر إلى القاهرة بالإضافة إلى الأعضاء الآخرين في فريق المفاوضات.