وقع الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، على أمر يؤجل بموجبه ترحيل الفلسطينيين المتواجدين في الولايات المتحدة 18 شهراً، مشيراً إلى الأزمة الإنسانية وتدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وسط تصاعد الغضب بسبب دعمه للهجوم الإسرائيلي على غزة في عام الانتخابات.
وأشار بايدن في المذكرة التي أوردها البيت الأبيض، إلى "تدهور الظروف الإنسانية بشكل كبير في الأراضي الفلسطينية، وفي المقام الأول في غزة"، وذلك في أعقاب "الرد العسكري الإسرائيلي" على هجوم السابع من أكتوبر الماضي.
وأضاف: "بينما أنا مستمر بالتركيز على تحسين الوضع الإنساني، لا يزال هناك خطر على العديد من المدنيين، لذلك أمرت بتأجيل ترحيل بعض الفلسطينيين الموجودين في الولايات المتحدة".
وأشار بايدن في المذكرة إلى أن ذلك يأتي "وفقاً لسلطته الدستورية لإدارة العلاقات الخارجية الأميركية"، معتبراً أن قرار "تأجيل إبعاد أي فلسطيني لمدة 18 شهراً، من مصلحة السياسة الخارجية للولايات المتحدة".
لكن مذكرة التأجيل استثنت عدة أشخاص منهم "من عاد طوعاً إلى الأراضي الفلسطينية بعد تاريخ المذكرة"، أو "الذين لم يقيموا بشكل مستمر في الولايات المتحدة منذ تاريخ المذكرة".
كما استثنى القرار "المدانون بأي جناية أو اثنتين أو أكثر من جنحة ارتكبت في الولايات المتحدة"، أو "الذين يعتبر وزير الأمن الداخلي أن وجودهم ليس من مصلحة الولايات المتحدة، أو يمثلون خطراً على السلامة العامة".
واستثنى القرار كذلك كل من يعتقد "وزير الخارجية ولأسباب معقولة أن وجودهم في الولايات المتحدة قد يكون له عواقب سلبية خطيرة على السياسة الخارجية الأميركية".
"ملاذ آمن مؤقت"
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في بيان إنه "في ظل الصراع المستمر والاحتياجات الإنسانية، وقع الرئيس بايدن مذكرة يوجه فيها بتأجيل ترحيل بعض الفلسطينيين الموجودين في الولايات المتحدة، ومنحهم ملاذاً آمناً مؤقتاً"، مبيناً أن "أي شخص يعود طوعاً إلى الأراضي الفلسطينية سيفقد الحماية التي يتمتع بها".
وأوضح أن القرار يؤجل بموجبه بايدن "المغادرة القسرية لمدة 18 شهراً للفلسطينيين الموجودين حالياً في الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن القرار "يوفر الحماية لمعظم الفلسطينيين في الولايات المتحدة مع بعض الاستثناءات".
وقال مسؤول في إدارة بايدن لوكالة "رويترز" إن حوالي 6 آلاف فلسطيني مؤهلين للحصول على التأجيل بموجب برنامج الهجرة المسمى "المغادرة القسرية المؤجلة".
وفي ظل استمرار الصراع في غزة منذ 4 شهور، تتصاعد الضغوط على الرئيس الأميركي لبذل المزيد من الجهود لحماية الفلسطينيين في غزة وإدخال المساعدات إلى القطاع.
كما واجه بايدن انتقادات من قبل العرب الأميركيين والمسلمين لعدم دعوته إلى وقف دائم لإطلاق النار في الصراع، فيما زار مسؤولون في إدارة بايدن مؤخراً ولاية ميشيجان التي يقيم فيها عدد كبير من المسلمين، للتواصل مع قادة المجتمع المحليين بشأن مخاوفهم إزاء الحرب.
ويواجه بايدن بانتظام متظاهرين يلوحون بالأعلام الفلسطينية خلال مهرجاناته الانتخابية، وبعضهم يردد هتافات مثل Genocide Joe (جو الإبادة الجماعية)، مع مقاطعة خطاباته باستمرار من قبل المتظاهرين.
وفاز بايدن بشكل حاسم بين العرب والمسلمين عام 2020، لكن المحللين يحذرون من أن الكثيرين من الأميركيين العرب قد يلازمون منازلهم خلال الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، أو يصوتون لحزب ثالث عام 2024.
وأشار المدير التنفيذي للجنة الأميركية-العربية لمكافحة التمييز عابد أيوب في بيان، إلى وجود "حاجة ماسة" لاتخاذ إجراءات لحماية الفلسطينيين في الولايات المتحدة.
وأضاف "نرى أن الوضع في غزة وفلسطين لا يتحسن" لكن "القرار موضع ترحيب، ويسعدنا أن نراه يطبق".
كما يأتي قرار التأجيل أيضاً في وقت يواجه الرئيس الديمقراطي انتقادات متزايدة بشأن الهجرة، خاصة الأعداد الكبيرة من المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية بشكل غير قانوني من المكسيك إلى الولايات المتحدة.