قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إن التوصل إلى اتفاق يتعلق بإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة "حماس" ما زال ممكناً، لكن هناك قضايا "صعبة جداً" لا يزال يتعين حسمها.
وانتهت محادثات شاركت فيها الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر بشأن اتفاق يهدف للتوصل إلى هدنة في حرب غزة الدائرة منذ أربعة أشهر دون تحقيق انفراجة الثلاثاء.
ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق لإحلال هدنة قبل بدء شهر رمضان في 10 مارس المقبل تقريباً، قال بلينكن إن رد حركة "حماس" السابق على اتفاق محتمل تضمن بعض "الأمور غير القابلة للتنفيذ بوضوح"، لكنه أشار إلى إمكانية العمل على التوصل إلى اتفاق.
وأضاف بلينكن في مؤتمر صحافي أثناء زيارة لألبانيا: "نحن الآن نعمل مع نظرائنا من قطر ومصر وإسرائيل على الأمر، ونعمل بشكل مكثف جداً عليه بهدف محاولة التوصل إلى اتفاق وأعتقد أن هذا ممكن".
وتابع: "هناك بعض القضايا الصعبة جداً التي يتعين حسمها.. لكننا ملتزمون ببذل كل ما في وسعنا للمضي قدماً واستكشاف ما إذا كان بوسعنا التوصل إلى اتفاق".
ووصل بلينكن الخميس، إلى ألبانيا، وأشاد في أول زيارة له بـ"الشراكة الاستثنائية" بين واشنطن وتيرانا، مظهراً الدعم للبلد الحليف الواقع في منطقة البلقان.
مدير CIA في تل أبيب
وفي السياق، قال مصدر إسرائيلي مطلع إن وليام بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA زار إسرائيل، الخميس، لإجراء مزيد من المحادثات.
وذكر المصدر لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التقى مع بيرنز في تل أبيب، بحضور رئيس المخابرات "الموساد" ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار.
وأكد المسؤول الإسرائيلي، الذي لم تسمه الصحيفة، أن "الضغط العسكري الشديد والضغط بقوة في المفاوضات" هو فقط ما سيجبر "حماس" على تغيير مطالبها بشأن صفقة المحتجزين، على حد قوله.
وشارك بيرنز في محادثات القاهرة الثلاثاء، مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، ومدير الاستخبارات الإسرائيلية ديفيد برنياع.
واشترط نتنياهو، الأربعاء، تغيير حركة "حماس" لمواقفها قبل المضي قدماً في مفاوضات تبادل المحتجزين في قطاع غزة، عبر المحادثات الرباعية بالقاهرة، بين مصر والولايات المتحدة وقطر وإسرائيل، وقال إن إسرائيل "لن ترضخ لمطالب حماس الواهمة"، فيما رفض إرسال وفد إلى مصر لمتابعة المفاوضات الخميس.
ونفى مكتب نتنياهو في بيان أن تكون حركة "حماس" قد قدمت لإسرائيل مقترحاً جديداً في ملف المحتجزين، خلال مفاوضات الثلاثاء، بالقاهرة.
"قرارات منفردة"
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، أن الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو، كان قريباً من "الانهيار"، بعدما بحث الوزيران البارزان بيني جانتس وجادي آيزنكوت الانسحاب من مجلس الحرب، متهمين نتنياهو بـ"الانفراد بقرارات مصيرية"، تتعلّق بصفقة محتملة لتبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة "حماس".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، إن نتنياهو بعث مراقباً خاصاً به من خارج الأجهزة الأمنية لحضور "محادثات القاهرة" مع مصر وقطر والولايات المتحدة.
واستُبعد جانتس وآيزنكوت بشكل شبه كامل من عملية صنع القرار فيما يتعلق بـ"محادثات القاهرة" سواء بحجم التفويض الممنوح للوفد الإسرائيلي، أو بمنع الوفد من التوجه مرة أخرى إلى العاصمة المصرية للمشاركة في جولة مفاوضات جديدة، وفق ما تكشَّف في إسرائيل من معلومات تداولتها وسائل إعلام.
واتخذ نتنياهو قرار منع الوفد من التوجه إلى القاهرة مجدداً، رغم أن رئيس الموساد ورئيس الشاباك، أخبراه بعد عودتهما إلى إسرائيل أن هناك سبباً كافياً يدعو لمواصلة المفاوضات من أجل التوصل إلى صفقة جديدة، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.