حمّل الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، نظيره الروسي فلاديمير بوتين مسؤولية وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني في محبسه، وقال إن واشنطن تنظر "في عدد من الخيارات" بشأن ما يمكن فعله ضد روسيا، فيما جدد تأكيده على وجوب وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف بايدن خلال كلمة في البيت الأبيض بشأن وفاة نافالني، أنه "لم يتفاجأ"، لكنه "غاضب"، وأشار إلى أنه "لا يعرف بالضبط ما حدث، لكن لا شك أن وفاته كانت نتيجة بوتين وعصاباته".
وتابع: "السلطات الروسية ستروي قصتها الخاصة. لكن لا تخطئ. لا تخطئ، بوتين مسؤول عن وفاته".
وقال الرئيس الأميركي إنه "يفكر" في خطوات إضافية لمعاقبة روسيا في أعقاب وفاة نافالني، مشيداً بزعيم المعارضة لوقوفه "بشجاعة" في وجه "فساد" حكومة بوتين و "عنفها".
وكان نافالني أحد أبرز المعارضين لبوتين، وواجه حكماً بالسجن لمدة 19 عاماً بتهمة "التطرف"، بعدما ألقي القبض عليه في يناير 2021، بعد عودته إلى روسيا من فترة نقاهة في ألمانيا إثر محاولة تسميم حمّل مسؤوليتها لسلطات بلاده.
ورأى الرئيس الأميركي أن الوقت حان ليكثف الكونجرس الأميركي جهوده من أجل دعم أوكرانيا، معتبراً أن "التاريخ يراقب مجلس النواب، وأن الفشل في دعم كييف في هذه اللحظة الحرجة لن يُنسى أبداً".
وافق مجلس الشيوخ الأميركي الذي يقوده الديمقراطيون، الثلاثاء، على حزمة مساعدات بقيمة 95.34 مليار دولار لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، وأرسل مشروع القانون إلى مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون حيث تواجه فرص إقراره صعوبات.
مخاطر الفضاء
وتطرق بايدن إلى ما أثارته الولايات المتحدة بشأن قدرات روسية في الفضاء تمثل تهديداً للأمن القومي، قائلاً إنه "لا يوجد دليل على أن روسيا اتخذت قراراً بفعل أي شيء في الفضاء".
وأطلقت الولايات المتحدة تحذيراً بشأن قدرات روسية جديدة على نشر أسلحة نووية في الفضاء، يستند إلى معلومات استخباراتية، قالت إنها تثير مخاوف من "تهديد خطير" للأمن القومي، وهو الأمر الذي رفضته موسكو، ووصفته بأنه "افتراء ماكر".
وأثارت المعلومات الاستخباراتية تحذيراً عاجلاً ولكنه غامض، الأربعاء، من جانب الرئيس الجمهوري للجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي النائب مايك تيرنر، الذي حض إدارة بايدن على رفع السرية عن المعلومات بشأن ما وصفه بـ"تهديد خطير" للأمن القومي.
وذكر منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي الخميس، أن تهديدات الأمن القومي الخاصة بروسيا تتعلق بقدرات مضادة للأقمار الاصطناعية، وأن الولايات المتحدة اتخذت عدة إجراءات بينها الانخراط دبلوماسياً مع روسيا، في أول تأكيد رسمي للتقارير المتواردة بشأن نوع التهديد.
دعم الناتو
وفي كلمته الجمعة، شدد بايدن على أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب حلفاء الناتو "طالما أنني الرئيس"، مضيفاً: "يجب علينا جميعاً رفض تصريحات ترمب (الرئيس السابق دونالد) بشأن الناتو".
وقال ترمب، المرشح الأقرب لنيل بطاقة الترشح في الانتخابات الرئاسة المقبلة عن الحزب الجمهوري، إنه لن يدافع عن حلفاء الناتو "الذين فشلوا في إنفاق ما يكفي على الدفاع".
حرب غزة
وقال بايدن إنه أجرى محادثات مكثفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأيام الأخيرة، وحث خلالها على وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة.
وأكد بايدن الحاجة إلى "وقف مؤقت لإطلاق النار" من أجل "إخراج الرهائن"، مضيفاً أنه "ما زال يأمل بأن ذلك ممكن".
وأضاف الرئيس الأميركي لدى سؤاله عن العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في رفح "آمل في الأثناء ألا ينفّذ الإسرائيليون عملية برية كبيرة".
وأجرى بايدن اتصالاً بنتنياهو، الخميس، في ثاني مكالمة بينهما خلال الأسبوع الجاري، وسط مخاوف بشأن عدم إحراز تقدم كبير على صعيد محادثات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، واحتمال شن الجيش الإسرائيلي عملية برية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، تعارضها واشنطن.