قال البيت الأبيض إن كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي التقت مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في ميونيخ، الجمعة، وحثت حكومة بغداد على منع الهجمات التي تستهدف العسكريين الأميركيين.
وذكر البيت الأبيض في بيان أن هاريس أكدت للسوداني التزام الولايات المتحدة بدعم بلاده في تحقيق مستقبل آمن ومستقر لشعبه، لكنها شددت على أن سلامة الأميركيين في العراق أولوية قصوى لواشنطن التي "ستتصرف دفاعاً عن النفس عند الضرورة".
وأضاف البيان أن هاريس والسوداني بحثا أيضاً أهمية استمرار التعاون في مجالي الاقتصاد والطاقة، كما أكدا على ضرورة استمرار اللجنة العسكرية العليا المشتركة للانتقال إلى شراكة أمنية ثنائية دائمة بين البلدين.
وأبدى الجانبان كذلك الاهتمام المتبادل بشراكة قوية ودائمة وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين، كما جددت هاريس دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء العراقي لزيارة البيت الأبيض.
وأثارت الهجمات الأميركية في العراق، ومنها الغارة التي قتلت قيادياً في "كتائب حزب الله" في بغداد، مؤخراً، غضباً داخل العراق، وانتقادات لحكومة محمد شياع السوداني، بسبب طريقة إدارتها لملف "التحالف الدولي لمكافحة داعش"، الذي تقوده واشنطن، والذي وصفته بغداد بأنه تحوّل إلى "عامل عدم استقرار".
وحذّر خبراء عسكريون وسياسيون عراقيون من تداعيات هذا الاغتيال على الساحة العراقية، معتبرين أنها تضع الحكومة في أضعف حالاتها، وتزيد احتمالات شن الفصائل المسلحة لعمليات ضد القوات الأميركية، ما يعقد مساعي بغداد نحو إنهاء وجود التحالف الدولي.
وأعلنت الولايات المتحدة مسؤوليتها عن اغتيال القيادي في "كتائب حزب الله" أبو باقر الساعدي، بواسطة طيران مسير استهدف مركبة كانت تقلهم، شرقي العاصمة بغداد، رداً على الهجمات ضد جنودها.
ويشهد العراق وسوريا هجمات متبادلة شبه يومية بين الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران والقوات الأميركية المتمركزة في المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة، أكتوبر الماضي.
الانسحاب الأميركي
وينخرط العراق، في محادثات مع الولايات المتحدة، بهدف مناقشة وجدولة إنهاء مهمة التحالف الدولي، حسبما أعلن متحدث باسم القوات المسلحة العراقية.
وأطلقت بغداد وواشنطن المحادثات أواخر يناير في إطار "لجنة عسكرية عليا" مشتركة، لكنها علّقت في 28 يناير، بفعل هجوم بطائرة مسيرة أدى إلى سقوط 3 جنود أميركيين في الأردن على الحدود مع سوريا.
وتملك الولايات المتحدة 2500 جندي في العراق، يقدمون المشورة والمساعدة للقوات المحلية لمنع عودة تنظيم "داعش" الذي سيطر في عام 2014 على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا قبل هزيمته، ويشارك في التحالف أيضاً مئات الجنود من دول معظمها أوروبية.
وتقول الحكومة العراقية إن "داعش" هُزِم، وأن مهمة التحالف انتهت، لكن من المرجح أن يؤدي الانسحاب الأميركي إلى زيادة القلق في واشنطن بشأن نفوذ إيران، وفق ما أوردت "رويترز".
ويحرص العراق على إقامة علاقات ثنائية مع أعضاء التحالف، بما في ذلك التعاون العسكري في مجال التدريب والعتاد.