وسط مخاوف أميركية من "بن جفير".. خلافات في إسرائيل بشأن الضفة والقدس خلال رمضان

حكومة نتنياهو تبحث القيود الأمنية بالأقصى وتحذيرات من توتر مع فلسطينيي الداخل

time reading iconدقائق القراءة - 7
مصلون فلسطينيون يصطفون أمام الحواجز الإسرائيلية في محاولة لدخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة. 9 فبراير 2024 - Reuters
مصلون فلسطينيون يصطفون أمام الحواجز الإسرائيلية في محاولة لدخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة. 9 فبراير 2024 - Reuters
دبي -الشرق

عبَّر مسؤولون أمنيون إسرائيليون، عن قلقهم إزاء تصاعد الأحداث في القدس الشرقية والضفة الغربية خلال شهر رمضان والمقرر في 11 مارس المقبل، وذلك بالتزامن مع مخاوف مسؤولين في الولايات المتحدة من إمكانية أن يثير وزير الأمن الداخلي (اليميني المتطرف) إيتمار بن جفير "التوترات في الحرم القدسي خلال شهر رمضان".

وتناقش الحكومة الإسرائيلية، الأحد، في اجتماعها، الإجراءات التي ستتخذها أجهزة الأمن الإسرائيلية، خلال شهر رمضان، ووضْع معايير لدخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى وسط وجهات نظر متعددة حتى بين الأجهزة الأمنية نفسها.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، في وقت متأخر السبت، إن الشرطة أوصت بالحد من عدد الفلسطينيين الذين يمكنهم الوصول إلى الحرم القدسي، وأدّى ذلك إلى خلق خلافات في الرأي بين الشرطة والجيش الإسرائيلي والشاباك، الذين أوصوا بالموافقة على دخول المصلين دون قيود.

وعبَّر مسؤولون أمنيون خلال المناقشة، عن قلقهم من أن يتخذ بن جفير، قرارات من شأنها أن تؤدي إلى التصعيد في القدس الشرقية والضفة الغربية.

مخاوف التصعيد

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية، إلى أن معضلة الأجهزة الأمنية هي ما إذا كان سيُسمح بدخول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى القدس خلال شهر رمضان، والمخاطرة بإمكانية وقوع هجمات ضد القوات الإسرائيلية، أو منع دخولهم وبالتالي توقُّع حدوث مظاهرات واضطرابات بسبب هذا القرار، وسط اعتقاد إسرائيلي بأن حركة "حماس" ستحاول "التسبب في تصعيد" بين فلسطينيي الداخل في إسرائيل، والشرطة في القدس خلال شهر رمضان.

ونوهت "مكان" إلى أنه "قد يكون قرب حلول شهر رمضان هو السبب الذي يجعل حماس تتلكأ في مفاوضات إطلاق سراح المختطفين وتتشدد في مواقفها، من أجل تأخير الوقت للاقتراب من شهر رمضان، وبالتالي محاصرة إسرائيل بمجموعة من المخاطر والسيناريوهات".

ولفتت إلى أن الحكومة تناقش، في اجتماعها، الأحد، مسألة الدخول إلى الحرم القدسي، وسيتعين عليها اتخاذ قرارات، على خلفية التهديدات المتزايدة لهجمات في الضفة الغربية والقدس.

وانتقد وزراء في الحكومة الإسرائيلية، رئيسها بنيامين نتنياهو، الذي امتنع عن اتخاذ قرارات بشأن هذه القضية حتى الآن. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزراء قولهم إن "هناك عدم اهتمام من جانب رئيس الوزراء وكذلك في مجلس الوزراء منذ أسابيع، بمسألة مهمة، فنحن ندخل فترة رمضان بشكل سيئ، إنه أمر مثير".

كما هاجم الوزراء، نتنياهو، قائلين إن هناك شعوراً بأن "بن جفير أخذ رئيس الوزراء رهينة".

قلق أميركي

وفي الولايات المتحدة يتزايد القلق من إمكانية أن يثير الوزير بن جفير التوترات في الحرم القدسي خلال شهر رمضان، إذ تخشى واشنطن أن يجر ذلك القدس إلى الصراع الجاري في الشرق الأوسط، والذي تسعى الولايات المتحدة إلى احتوائه، حسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الأسبوع الماضي، نقلاً عن مسؤول أميركي، وآخر إسرائيلي.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي أشرف عكة، إن الولايات المتحدة يمكنها التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، وتهدئة الأمور في الضفة الغربية والقدس لو كانت معنية بذلك.

وأضاف عكة في حديث لوكالة أنباء العالم العربي AWP: "لكن عندما نسمع أن هناك شحنة أسلحة أميركية جديدة تصل إلى إسرائيل، ودعم جديد يُقدم بالتزامن مع كل تلك الانتقادات والملاحظات على نتنياهو وسلوكه، وعلى محاولته إفشال صفقة (تبادل المحتجزين والأسرى) والمفاوضات التي جرت في القاهرة، فهذا يعني أن الولايات المتحدة معنية باستمرار التوتر".

واعتبر عكة، أنه على البيت الأبيض، الخروج من دائرة المطالبات والمناشدات لإسرائيل إلى دائرة الخطوات العملية، مشدداً على أن واشنطن "قادرة على ذلك" لوقف كل هذا التصعيد.

فيما اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، أن الولايات المتحدة هي من "يصب الزيت على النار" في المنطقة.

وقال لوكالة أنباء العالم العربي، "واشنطن تشن حربها ضد الفلسطينيين بشكل مباشر، ويبدو أنها غير معنية بالتهدئة، فمن ناحية هي من تضيق الخناق على اللاجئين من خلال حربها على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وهي من تزود إسرائيل بالسلاح والعتاد، ومن ثَم تقول إنها تريد تهدئة".

وأضاف أبو يوسف، أن "المواقف الأميركية المعلنة لا تتفق مع أفعالها على الأرض مطلقاً، ولو أرادت التهدئة لاتخذت مواقف فعلية تتحول إلى إجراءات عملية".

 قتال مستمر 

وكان عضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي، بيني جانتس، قال الجمعة، إن بلاده لن تتوقف عن القتال في قطاع غزة، حتى تتم إعادة جميع المحتجزين، ولو كان ذلك يعني استمرار العمليات العسكرية خلال شهر رمضان.

وأضاف جانتس، في مقطع فيديو عبر منصة "إكس": "أود أن أنقل رسالة إلى جميع مواطني إسرائيل، وإلى عائلات الرهائن: لن نتوقف حتى يتم إعادتهم، ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار ولو ليوم واحد قبل إعادة رهائننا، والقتال سيستمر بغض النظر عن الوقت من العام".

وتابع: "حتى مع اقتراب شهر رمضان، يمكن أن يستمر إطلاق النيران، إما أن نعيد رهائننا، أو نوسع القتال إلى رفح".

وأشار جانتس إلى أن إسرائيل "تستعد لهجوم بري على رفح، وستشارك في حوار مع شركائها، بما في ذلك مصر، وتوجيه السكان إلى المناطق المحمية".

وكان نتنياهو قال إن العملية في رفح يجب أن تنتهي مع بداية شهر رمضان في 10 مارس، حسبما أفاد مسؤول إسرائيلي لشبكة CNN، السبت.

تحذير من "أزمة إنسانية"

تأتي هذه المخاوف في الوقت الذي تخطط فيه إسرائيل أيضاً لاقتحام رفح الحدودية في جنوب غزة، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني، ما أثار قلقاً دولياً من أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بشكل حاد.

وتعهَّد نتنياهو، الأربعاء الماضي، بأن إسرائيل ستمضي قدماً في هجومها على حركة "حماس" في رفح، آخر ملجأ للفلسطينيين النازحين في جنوب قطاع غزة، بعد السماح للمدنيين بإخلاء المنطقة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، الجمعة، إن "الوضع في غزة هو إدانة مروّعة للجمود الذي وصلت إليه العلاقات العالمية".

وعندما طُلب من المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، توضيح ذلك، قال إن "جوتيريش يشير بأصابع الاتهام إلى الافتقار إلى الوحدة في مجلس الأمن، وكيف أن هذا الافتقار إلى الوحدة أعاق قدرتنا على تحسين الأوضاع في جميع أنحاء العالم".

تصنيفات

قصص قد تهمك