قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الأحد، إن القضية الفلسطينية لا تحتاج إلى "عملية سياسية"، وإنما تحتاج إلى تحول حقيقي لوضع حل يتمثل في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مطالباً بفرض عقوبات دولية على إسرائيل، بسبب "الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني".
وأضاف في تصريحات لـ"الشرق"، على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن: "بجميع الأحوال الشعب الفلسطيني يريد حلاً، فهو يعاني من الاحتلال منذ 75 عاماً".
وأشار اشتية إلى أن "الفلسطينيين موحدون في الرؤية السياسية، فلا أحد يتحدث إلّا عن حل الدولتين"، معتبراً أن "الأمر بالنسبة لنا ليس شعاراً، فنحن نريد أن يُترجم هذا الموضوع إلى فعل، وهذا ما قلناه في المؤتمر (ميونخ للأمن)".
وأوضح أن فلسطين "لا تحتاج إلى عملية سياسية، بل تحتاج إلى ما يسمى تحولاً جدياً وحقيقياً من أجل أن ننتقل مما يسمى مسار، إلى حل"، لافتاً إلى أن "الحل معناه بالنسبة لنا، أن يتم الاعتراف بدولة فلسطين عضوة في الأمم المتحدة من جهة، وأن يتم الاعتراف بفلسطين بشكل ثنائي من جهة أخرى".
وأردف: "أتحدث في هذا الأمر عن الولايات المتحدة، وعن أوروبا، فهناك 9 دول أوروبية تعترف بفلسطين، وهناك 140 دولة في العالم اعترفت بفلسطين".
وتابع اشتية في حديثه لـ"الشرق": "نحن نريد أن نترجم هذه الاعترافات، من كونها لفظية إلى فعلية، وأن يضع العالم (الأمم المتحدة ومجلس الأمن) جدولاً زمنياً لإنهاء هذا الاحتلال".
"لا شركاء" في إسرائيل
واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني أنه "لا يوجد شريك في إسرائيل الآن، وبجميع الأحوال لن يكون هناك شريك في إسرائيل، لذلك فإن على المجتمع الدولي أن يفرض حل الدولتين".
وفي ما يتعلق برفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحل الدولتين، قال اشتية: "على العالم أن يلزمه"، متابعاً: "إسرائيل دولة احتلال، ودولة معتدية، لذلك يجب أن لا تترك الأمور لها. لا يوجد دولة احتلال تريد أن تنهي احتلالها، يجب أن تُجبر إسرائيل على إنهاء هذا الاحتلال".
وطالب اشتية، بفرض عقوبات دولية على إسرائيل، بسبب "الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وبسبب الاحتلال المديد منذ عام 1967، وبسبب كل الجرائم التي ارتكبتها والمخالفات للقانون الدولي والشرعية الدولية".
اجتماع موسكو
وفي السياق، قال رئيس الوزراء الفلسطيني، إن روسيا دعت فصائل فلسطينية للاجتماع في موسكو يوم 26 فبراير، مضيفاً أن السلطة الفلسطينية مستعدة للتعامل مع حركة "حماس".
وأضاف أمام مؤتمر ميونخ للأمن "سنرى ما إذا كانت حماس مستعدة للنزول معنا على الأرض"، مضيفاً: "نحن مستعدون للتعامل. إذا لم تكن حماس مستعدة فهذه قصة مختلفة. نحن بحاجة إلى الوحدة الفلسطينية".
ولفت اشتية إلى "أنه كي تكون حماس جزءاً من هذه الوحدة يتعين عليها أن تفي بشروط مسبقة معينة"، موضحاً أن "فلسطين مستعدة. لدينا المؤسسات والقدرات، لكن مشكلتنا هي أننا نرزح تحت الاحتلال. إننا نخضع لاحتلال إسرائيلي، ونريد نهاية له".
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان إشراك "حماس" في الإطار الأوسع لمنظمة التحرير الفلسطينية سيستعدي شركاء دوليين، قال اشتية إن "حماس جزء من الساحة السياسية الفلسطينية".
وأضاف: "حتى تصبح حماس عضواً في منظمة التحرير الفلسطينية، ينبغي أن تكون هناك شروط مسبقة على حماس أن تقبلها وهي الإطار السياسي للمنظمة والتفاهم بشأن قضية المقاومة، فنحن ندعو لمقاومة شعبية، وليس شيئاً آخر".
وقال اشتية إنهم حالياً في محادثات مع حماس، مضيفاً: "عليهم أن يتوافقوا مع برنامجنا السياسي. اتجاهنا واضح تماماً. دولتان على حدود 1967 من خلال السبل السلمية. يتعين أن يكون الفلسطينيون تحت مظلة واحدة".
ودائماً ما رحبت حركة "حماس" بجهود المصالحة الروسية. وكثيراً ما زار زعماء الفصائل الفلسطينية موسكو التي تقيم علاقات جيدة مع "حماس".