قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن إسرائيل بحاجة إلى "حل سياسي لا عسكرياً" لإنهاء الحرب في قطاع غزة، محذراً من أن التوترات في الضفة الغربية قد تعيق جهود إرساء السلام، وفق مجلة "بوليتيكو".
وأضاف بوريل خلال جلسة نقاش في مؤتمر "ميونخ للأمن" في ألمانيا: "نعم، يجب علينا إنهاء الحرب في غزة، ولكن الضفة الغربية هي العقبة الحقيقية أمام حل الدولتين"، محذراً من أن "الضفة الغربية تغلي".
وتابع: "الوضع في الضفة الغربية، التي يقطنها نحو 3 ملايين فلسطيني، بالإضافة إلى مئات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين، يحظى الأهمية ذاتها على أقل تقدير".
وحذَّر كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي من أنه، إذا أُجبرت الأمم المتحدة على التوقف عن دعم الفلسطينيين في الضفة الغربية، "فقد نكون على أعتاب انفجار أكبر".
أوروبا أكثر اتحاداً
وتساءل بوريل عما إذا كان هناك مجال سياسي لأوروبا لدعم حل الدولتين، مؤكداً "إذا كنا نريد أن نقوم بدورنا الجيوسياسي بشأن هذه القضية، فعلينا أن نكون أكثر اتحاداً كما كنا حيال القضية الأوكرانية".
وشدد على أنه "لا يوجد حل عسكرياً للصراع"، مشيراً إلى أن "حماس فكرة، ولا يمكنك قتل فكرة"، لافتاً إلى أنه "عليك أن تقدّم بديلاً أفضل. وبالتأكيد البديل الوحيد ليس تدمير إسرائيل كما تريد حماس".
ودعا سياسيون كبار آخرون، مثل وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون، أيضاً إلى ضرورة تبني حل الدولتين.
وكان الوضع في إسرائيل وغزة موضوعاً رئيسياً في مؤتمر ميونخ للأمن، حيث عبَّر العديد من السياسيين عن قلقهم بشأن الخسائر البشرية جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني المحاصر، لكنهم أيدوا بقوة فكرة الضغط على حركة "حماس" لإطلاق سراح المحتجزين لديها منذ السابع من أكتوبر الماضي، بحسب "بوليتيكو".
رفح وملف المحتجزين والأسرى
وفي ميونخ، التقى الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن، لمناقشة ملف إطلاق سراح المحتجزين والأسرى.
وقال هرتسوج إنه "لا يمكن إحراز أي تقدم على صعيد حل الدولتين، إلا بعد إتمام العملية العسكرية في غزة"، مضيفاً: "يجب علينا الانتهاء من القضاء على حماس".
وعلى هامش المؤتمر، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن الجيش سيواصل تنفيذ خطته لشن هجوم على مدينة رفح الجنوبية، حيث يحتمي مئات الآلاف من النازحين، مؤكداً أنه "سيتعين على إسرائيل التعامل مع رفح، لأننا لا يمكن أن نترك حماس هناك".
وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إن "إطلاق سراح المحتجزين (لدى حماس) أمر محوري، لأنه بخلاف ذلك لن نتمكن من إنقاذ الأطفال في غزة"، فيما عبَّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين عن "دعم مطلق" لإسرائيل.
وانطلق "مؤتمر ميونخ للأمن"، الجمعة الماضي، في المدينة الواقعة جنوبي ألمانيا، بمشاركة مجموعة من كبار السياسيين والضباط العسكريين والدبلوماسيين من جميع أنحاء العالم، فيما تهيمن الحرب الإسرائيلية على غزة، وقضية الدعم العسكري لأوكرانيا، والمخاوف بشأن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها، على فعالياته.
ويُعقد المؤتمر في وقت تدخل فيه الحرب على غزة شهرها الخامس، والتي قتل خلالها الجيش الإسرائيلي نحو 29 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى كارثة إنسانية وصحية في القطاع المحاصر.
ويناقش المشاركون هذا العام أيضاً موضوع الهجرة الناتجة عن تغير المناخ وعن الاضطرابات السياسية والأمنية في عديد من مناطق العالم، وتأثير ذلك على الأمن والسلم العالميين، كما يناقشون الصراعات في القرن الإفريقي، والتي تزيد من انعدام الأمن الغذائي وتشريد الملايين، إضافة إلى العلاقات بين الغرب والصين.