أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، الثلاثاء، أن مسيّرة أميركية من طراز MQ-9 تحطّمت قبالة سواحل اليمن بعدما أصيبت على ما يبدو بصاروخ أطلقه الحوثيون، فيما تواجه سفينة بريطانية "خطر الغرق" في خليج عدن جرّاء الهجمات الحوثية.
وهذه هي المرة الثانية التي تُفقد فيها مسيّرة من هذا الطراز بالقرب من اليمن في الأشهر الأخيرة، وقد أكد مسؤولون أميركيون العام الماضي أن الحوثيين سبق أن أسقطوا قبل أعوام مسيّرة من هذا النوع الذي يمكن استخدامه للاستطلاع والضربات.
وقالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية سابرينا سينج إنه "في 19 فبراير، أُسقطت مسيّرة MQ-9 أميركية، أو سقطت قبالة سواحل مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، في البحر الأحمر".
ولفتت إلى "مؤشرات أولية تفيد بأن المُسيّرة أُسقطت بصاروخ أرض-جو أطلقه الحوثيون".
وكان الحوثيون أعلنوا، الاثنين، إسقاط الطائرة المسيرة الأميركية في أجواء محافظة الحديدة بصاروخ أرض-جو، ونشروا مقطع فيديو يظهر استهدافها، وانتشال بقايا المسيرة.
استهداف سفن أميركية
وفي السياق، أفادت القيادة المركزية الأميركية، الأربعاء، بأن الحوثيون استهدفوا سفينتي شحن أميركيتين في إطار هجماتهم المستمرة منذ أشهر على الشحن البحري في المنطقة.
وأصاب صاروخان بالستيان مضادان للسفن سفينة شحن الحبوب "سي تشامبيون" Sea champion المملوكة لجهة أميركية وترفع العلم اليوناني، ما ألحق بها أضراراً طفيفة، فيما أصابت مسّيرة سفينة الشحن "نافيس فورتونا" Navis Fortuna المملوكة أيضاً لجهة أميركية وترفع علم جزر مارشال.
وقال مسؤول أميركي لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الثلاثاء، إن الحوثيين استهدفوا عمداً لأول مرة "سفناً حربية أميركية" في البحر الأحمر بـ"الصواريخ الباليستية"، الأحد الماضي.
وذكرت الصحيفة أن الضربات الحوثية تثير تساؤلات جديدة لإدارة الرئيس الأميركي بشأن كيفية وقف الهجمات، ومنع الحرب المستمرة في قطاع غزة من تأجيج صراع إقليمي أكثر زعزعة للاستقرار.
وكان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي يحيى سريع، أعلن في وقت سابق، الثلاثاء، مهاجمة عدة سفن أميركية في البحر الأحمر وبحر العرب باستخدام طائرات مسيرة.
سفينة بريطانية تواجه خطر الغرق
وتواجه سفينة شحن بريطانية خطر الغرق في خليج عدن، بعد أن استهدفها الحوثيون، في "أبرز ضربة" منذ بدأت الجماعة شن هجمات الخريف الماضي في البحر الأحمر، وفق "وول ستريت جورنال".
وقالت شركة "فانجارد تيك" البريطانية للحلول الرقمية، إن الهجوم الذي شنه الحوثيون على سفينة "روبيمار" البريطانية في البحر الأحمر، الأحد، أجبر طاقمها على المغادرة خشية غرقها.
وذكرت مسؤولة الاستعلامات في "فانجارد تيك" إيلي شفيق، أن من غير المرجح إنقاذ السفينة من الغرق.
وقال آمي دانيال، الرئيس التنفيذي لشركة "ويندوارد" البحرية ومقرها لندن، إنه إذا غرقت سفينة "روبيمار" فإنه "من المحتمل جداً أن يزيد ذلك من الحذر بشكل أكبر من قبل أطراف متعددة تعمل في المنطقة المحيطة باليمن".
ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من إسرائيل أو إليها، تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي مدمر منذ السابع من أكتوبر.
"خياران" لإنهاء هجمات الحوثيين
وقال ويليام ويشسلر، مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق والذي يشغل الآن منصب مدير برامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، لـ"وول ستريت جورنال"، إن "إدارة بايدن يجب أن تفكر في شن حملة عسكرية موسعة، بما في ذلك ضربات تستهدف قادة الحوثيين بشكل مباشر".
في المقابل، قال كيفن دونيجان، الذي قاد الأسطول الخامس من عام 2015 إلى عام 2017، إن "الطريقة الأكثر فعالية للحد من تهديد الحوثيين، هي وضع حد للحرب في غزة".
وأضاف دونيجان للصحيفة الأميركية: "علينا أن نعمل على حل الصراع في غزة أو إيقافه بأي طريقة ممكنة".
وجاء في بيان للقيادة العسكرية المركزية الأميركية (سنتكوم)، الأربعاء، أن "طائرة وسفناً حربية تابعة للولايات المتحدة والحلفاء" أسقطت 10 مسيّرات للحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن يومي الاثنين والثلاثاء.
وقالت "سنتكوم" إنّ مدمّرة أميركية أسقطت صاروخ كروز مضاداً للسفن كان "موجّها نحوها" في وقت مبكر الثلاثاء، فيما دمّرت قوات أميركية مسيّرة ومنصة لإطلاق الصواريخ في اليمن الاثنين.