قال مستشارون في حملة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الانتخابية، الأحد، إن الحملة تعتزم التعامل بعدم اكتراث مع حاكمة ولاية ساوث كارولاينا السابقة نيكي هيلي بعد فوزه بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية ساوث كارولاينا، السبت.
واكتسح ترمب بسهولة جميع منافسيه الخمسة من الحزب الجمهوري حتى الآن، بعدما فاز بالانتخابات التمهيدية في ولايات الغرب الأوسط والشمال الشرقي والجنوب والغرب.
وصار نيل ترمب ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة أمراً حتمياً بعد الفوز الذي حققه، السبت، في ساوث كارولاينا، مع تضاؤل آمال هيلي التي لا تزال تتعهد بمواصلة النضال.
وأعرب مستشارون لترمب عن عزمهم تجاهل هيلي، وهو ما يمثل تغييراً في أسلوب الحملة التي وجهت انتقادات قوية لحاكمة ولاية ساوث كارولاينا السابقة خلال الأسابيع الماضية.
وعلى هامش إحدى الفعاليات المؤيدة لترمب، كشف كريس لاسيفيتا، المدير المشارك في حملة ترمب، ملامح الحملة الانتخابية بإيجاز عند حديثه عن هيلي، وقال لوكالة "رويترز": "من تكون نيكي؟".
ورغم فوز ترمب بالانتخابات في ساوث كارولاينا، فإنه سيواجه تحدياً كبيراً في حالة خوضه الانتخابات العامة أمام الرئيس الحالي جو بايدن في نوفمبر، فيما من المتوقع أن يلعب الناخبون المستقلون والمعتدلون دوراً حاسماً بتحديد الفائز في الانتخابات.
ومن بين الناخبين المستقلين في ساوث كارولاينا، اختار 6 من كل 10 هيلي، وفقاً لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة "إديسون" للأبحاث.
وقال الخبير الاستراتيجي تشيب فيكل المنتمي للحزب الجمهوري، إن حصول هيلي على 40% من الأصوات، السبت، مقابل 60% لترمب هو هامش فوز ضئيل للأخير خالف توقعات الكثيرين.
أمل هيلي
يثير قرار هيلي المضي قدماً في خوض الانتخابات رغم هزيمتها في ساوث كارولاينا عدداً من التساؤلات بشأن ما اذا كان نتيجة ضغوط سياسية أو بعض الكبرياء، أم انها تعول على انسحاب منافسها ترمب بشكل غير متوقع من السباق الذي يبدو أنه بات محسوماً.
وفي خطاب ألقته السبت، رفضت هايلي بشكل قاطع الاستسلام، مؤكدة لمؤيديها أنها "لن توقف المعركة".
وحين كان كل المعلقين السياسيين يتحدثون عن الفوز الساحق الذي حققه ترمب، انطلقت هيلي إلى ميشيجان حيث ستعقد تجمعاً عاماً قبل الانتخابات التمهيدية، الثلاثاء.
ولا تزال تحظى بدعم عدد كبير من المانحين، وستتوجه بعد ذلك إلى مينيسوتا وكولورادو ويوتا، 3 ولايات تصوت خلال اليوم الانتخابي الكبير "الثلاثاء الكبير" في 5 مارس المقبل.
وشعار المرشحة بسيط: "لن ننجو من 4 سنوات إضافية من فوضى ترمب"، وتعد بدلاً من ذلك باستعادة بعض "الحياة الطبيعية"، وحضت أنصارها على اختيار "جيل جديد من القادة"، لكن لا يبدو أن الناخبين الجمهوريين يتجاوبون معها.
وأظهرت استطلاعات الرأي أنه من المتوقع أن يفوز ترمب في كل الولايات التي ستجرى فيها الانتخابات التمهيدية، مستنداً إلى قاعدة قوية من المناصرين، فيما لا تبدو الآفاق السياسية لهيلي، في الوقت الراهن، مشجعة.
وقال الخبير السياسي جوليان زيليزر لوكالة "فرانس برس": إن "أملها الوحيد هو الصمود لفترة كافية حتى يتسنى للإجراءات القانونية تقويض ترشيح (ترمب)".
هو سيناريو ليس خيالياً تماماً لأن المحاكمة الأولى للرئيس السابق تبدأ خلال شهر تماماً في نيويورك قبل سلسلة محطات قضائية مرتقبة في العاصمة واشنطن وفلوريدا.
وأصبحت فرضية أن يتم توجيه التهم إليه قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل تزداد مصداقية، لكن عدداً من استطلاعات الرأي يظهر أن دعم ترشيح الرئيس السابق سينهار بشكل كبير إذا ثبتت إدانته في إحدى محاكماته.
ويمكن أن يعود اختيار المرشح الجمهوري لمسؤولين في الحزب وكثر منهم يكرهون هيلي ويعتبرون أنها خانت دونالد ترمب بترشّحها لانتخابات عام 2024.
ويبدو أنصار الرئيس السابق أكثر انفتاحاً على فكرة ترشح السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة في انتخابات مقبلة.