أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الاثنين، مرسوماً بقبول استقالة رئيس الوزراء محمد اشتية، والتي قدمها خلال وقت سابق، الاثنين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأضافت الوكالة أن عباس كلف اشتية ووزراءه المستقيلين بتسيير أعمال الحكومة مؤقتاً إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
وأعلن اشتية، في وقت سابق الاثنين، وضع استقالة حكومته تحت تصرف الرئيس محمود عباس، مشيراً إلى أن القرار "يأتي في ضوء المستجدات السياسية، والأمنية، والاقتصادية المتعلقة بالعدوان على أهلنا في قطاع غزة، والتصعيد غير المسبوق في الضفة الغربية ومدينة القدس، وما يواجهه شعبنا وقضيتنا الفلسطينية ونظامنا السياسي من هجمة شرسة وغير مسبوقة".
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني: "أود أن أُبلغ المجلس الكريم، وشعبنا العظيم أنني وضعت استقالة الحكومة تحت تصرف السيد الرئيس، وذلك يوم الثلاثاء الماضي 20 فبراير 2024، واليوم أتقدم بها خطياً".
حكومة "تكنوقراط"
وفي مطلع فبراير الجاري، كشفت مصادر مطلعة، لـ"الشرق"، أن الرئيس الفلسطيني يُعد لتشكيل حكومة جديدة، استعداداً لليوم التالي للحرب على غزة، تكون أولويتها أمن غزة وإعادة إعمارها.
وقالت المصادر حينها إن الحكومة الجديدة ستكون حكومة خبراء (تكنوقراط)، وليس حكومة سياسية، وأن رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى هو مرشح الرئيس الفلسطيني لرئاستها.
وقالت المصادر إن فريقاً من الخبراء أعد خطة لإعادة إعمار قطاع غزة، بطلب من الرئيس، وأن أبرز ملامح هذه الخطة هو تأسيس هيئة لإعادة الإعمار، تعمل تحت إشراف البنك الدولي، وتخضع لشركة محاسبة دولية.
كما أشارت تقارير سابقة إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اقترح على الرئيس الفلسطيني، في زياراته إلى الضفة الغربية، الاستعداد لليوم التالي للحرب، وعدم الانتظار إلى أن تنتهي. واقترح إقامة حكومة أوسع تمثيلاً للشعب الفلسطيني، ووضع خطة للإصلاح وإعادة الإعمار.
توافق مع حماس
وأعلن القيادي بحركة "حماس" أسامة حمدان، الجمعة، توصل الحركة إلى "توافق" مع الفصائل الفلسطينية على "تشكيل حكومة مهمتها إغاثة الشعب الفلسطيني"، و"إطلاق عملية إعمار قطاع غزة"، و"الإعداد لانتخابات فلسطينية".
وفي مطلع فبراير الجاري، قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، إن إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يتطلب تشكيل "حكومة وفاق وطني"، كاشفاً عن توافق مع "حماس" في هذا الشأن، جرى خلال لقاء مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، في العاصمة القطرية، الدوحة.
ومن المقرر أن تجري الفصائل الفلسطينية، بينها وفد يمثل حركة "فتح" وآخر يمثل حركة "حماس" حواراً في العاصمة الروسية موسكو، في 29 فبراير الجاري.
وقالت مصادر مطلعة، إن عباس ينتظر مخرجات الحوار قبل أن يعلن تشكيل الحكومة الجديدة.