أصبحت مريم نواز شريف ابنة رئيس الوزراء السابق، أول إمرأة في باكستان تحكم إقليماً، الاثنين، بعد انتخابها رئيسة للوزراء في مقاطعة البنجاب التي تعد معقلاً لنفوذ عائلتها.
تولى والدها، المعروف على نطاق واسع باسم "أسد البنجاب"، رئاسة الوزراء 3 مرات، وانتهت ولايته الأخيرة في عام 2017.
ويبدو أن عمها شهباز، وهو أيضاً رئيس وزراء سابق، سيتولى الحكم مرة أخرى بعد أن وافق حزب "الرابطة الإسلامية الباكستاني" الذي تتزعمه العائلة على المشاركة في الحكومة الجديدة، في إطار ائتلاف مع حزب "الشعب الباكستاني".
وشهد التحالف أيضاً دعم نواب البنجاب من حزب "الشعب الباكستاني" لمريم لتولي منصب رئيس الوزراء، إذ ستتولى رئاسة الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه 127 مليون نسمة، أي أكثر من نصف سكان البلاد.
وأدت مريم، الاثنين، اليمين الدستورية محاطة بوالدها وعمها. وقالت إن توليها المنصب يوازي "صناعة التاريخ".
وأكدت للمشرعين الإقليميين بعد أن انتخبوها لهذا المنصب: "إنه انتصار لكل امرأة، وانتصار لكل ابنة وأم". مضيفة: "إنه دليل على أن كونك امرأة وابنة لا يمكن أن يقيد أحلامك".
العائلة تحكم
والمحسوبية متجذرة في السياسة الباكستانية، إذ تعمل الروابط العائلية في بعض الأحيان على دفع بنات النخبة إلى السلطة، على الرغم من أن المجتمع المحافظ يمنع معظم النساء من الوصول إلى السلطة.
وأصبحت بينظير بوتو أول رئيسة وزراء باكستانية في عام 1988، لكن وصولها إلى المنصب يُعزى إلى انتمائها لسلالة بوتو التي نافست تاريخياً آل شريف، وليس إلى التقدم الاجتماعي.
وتعتبر بينظير بوتو أول إمرأة تقود دولة إسلامية. وقامت بتقديم سياسات عززت تعليم النساء وحاربت التطرف.
وتم انتخاب حوالي 12 امرأة فقط لمناصب وطنية في انتخابات هذا الشهر بباكستان. وتشغل معظم المشرعات في البرلمان مقاعد مخصصة للنساء والأقليات الدينية.
وتواجه النساء اللواتي ينخرطن في السياسة انتقادات في باكستان على أساس النوع الاجتماعي، واستهدفت مريم في السابق وتم الاستهزاء بها.
ويقول محللون إنه يتم إعداد مريم البالغة من العمر 50 عاماً لخلافة الأخوين شريف، وهما في السبعينات من العمر ويعانيان من مشاكل صحية.
وشغل والدها وعمها في السابق المنصب في البنجاب قبل قيادة البلاد. وكان ابن عم مريم حمزة شهباز تولى المنصب مؤخراً.
وسُجنت مريم أيضاً في السابق بسبب الفساد مثل والدها نواز.
وعند إجراء الانتخابات في فبراير، أشارت التوقعات إلى فوز حزب "الرابطة الإسلامية" الباكستانية بعد حصوله على دعم المؤسسة العسكرية القوية.
لكن رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان حقق نتيجة مفاجئة في صناديق الاقتراع، إذ حصل المرشحون الموالون له على مقاعد أكثر من أي حزب آخر على الرغم من حملة القمع الشديدة.