استمر مقطع الفيديو الذي يظهر جندي سلاح الجو الأميركي الذي أضرم النار في نفسه، خارج السفارة الإسرائيلية في واشنطن خلال عطلة نهاية الأسبوع، في الانتشار على منصات التواصل الاجتماعي على الرغم من إزالة التسجيل الأصلي على منصة البث المرئي الحي "تويتش" المملوكة لشركة "أمازون".
وتم بث فيديو آرون بوشنيل، الذي توفي متأثراً بجراحه، على الهواء مباشرة على "تويتش"، حيث ظل التسجيل متاحاً لساعات، وفق "بلومبرغ".
وفي حين شاهد الفيديو الأصلي 6 أشخاص على الهواء مباشرة، وفقاً لمنصة تحليلات البث المباشر StreamsCharts، حصدت نسخه المنشورة عبر منصات التواصل الاجتماعي مئات الآلاف من المشاهدات.
وتم نشر أكثر من 80 نسخة من الفيديو تحت اسم بوشنيل على منصة "إكس"، اعتباراً من الاثنين.
وفي حين خضعت بعض نسخ الفيديو للرقابة، إلا أن نسخاً أخرى ظلت متاحة. وجمعت مقاطع الفيديو غير الخاضعة للرقابة على "إكس" ما يقرب من 200 ألف مشاهدة، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
ولم ترد "إكس" التي كافحت للإشراف على المحتوى الذي يتعارض مع إرشاداتها الخاصة، على طلب من الوكالة للتعليق.
ووقع حادث هذا الأسبوع قبل يوم من مرافعات أمام المحكمة العليا الأميركية بشأن ما إذا كان المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي يحتاج إلى إشراف.
جندي أميركي يحتج على حرب غزة
وكان بوشنيل قد توجه إلى السفارة الإسرائيلية قبل وقت قصير من الساعة 1 بعد ظهر الأحد وبدأ البث المباشر على موقع "تويتش"، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن شخص على دراية بالأمر، لم تذكر اسمه.
ويعتقد مسؤولو إنفاذ القانون أن الرجل بدأ بثاً مباشراً، ووضع هاتفه جانباً ثم سكب على نفسه مادة قابلة للاشتعال بشكل سريع وأشعل النيران، وفي مرحلة ما صرخ قائلاً "فلسطين حرة"، وقال إنه "لن يكون متواطئاً في الإبادة الجماعية بعد الآن".
وذكرت القوات الجوية الأميركية، في بيان، أن آرون بوشنيل (25 عاماً)، وهو متخصص في عمليات الدفاع الإلكتروني، توفي متأثراً بجروح أصيب بها في الحادث.
وقالت الكولونيل بالقوات الجوية الأميركية سيلينا نويز في البيان: "عندما تحدث مأساة كهذه، يشعر بها كل فرد في القوات الجوية.. نعرب عن تعازينا العميقة لعائلة وأصدقاء الجندي بوشنل"، فيما اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن الوفاة كانت "حدثاً مأساوياً" وإن وزير الدفاع لويد أوستن يتابع الوضع.
وأعربت حركة حماس في منشور على تليجرام عن "تعازينا القلبية وتضامننا الكامل مع عائلة وأصدقاء الجندي الأميركي"، الذي قالت إنه "خلد اسمه مدافعاً عن القيم الإنسانية ومحنة الشعب الفلسطيني المضطهد من قبل الإدارة الأميركية وسياساتها الظالمة".
سؤال قانوني
ويسلط النشر المستمر للفيديو، على الرغم من سياسات شركات وسائل التواصل الاجتماعي التي تحظر بث أعمال العنف، الضوء على التحديات التي تواجهها المنصات في التحكم في المحتوى الذي تجري مشاركته على مواقعها.
وأثار الإشراف على محتوى "تويتش" تدقيقاً من المنظمين على وجه التحديد.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام منصة البث المباشر لبث أعمال عنف. ففي عام 2019، تم استخدامها من قبل مرتكب هجوم خارج كنيس يهودي في مدينة هاله بألمانيا، أودى بحياة شخصين.
وفي عام 2022، تم استخدامها من قبل المسلح الذي يقف وراء هجوم بوفالو في نيويورك، الذي أودى بحياة 10 أشخاص وأصاب 3.
والاثنين تنظر المحكمة العليا الأميركية، وغالبية قضاتها من المحافظين، في قوانين أقرتها ولايتا تكساس وفلوريدا الجنوبيتان اللتان يقودهما الجمهوريون وتحظر على شبكات التواصل الاجتماعي حجب منشورات المستخدمين.
وهذه هي القضية الأكثر أهمية على جدول أعمال جلسة المحكمة فيما يتعلق بحرية التعبير.
وتبرر ولايتا تكساس وفلوريدا تشريعاتهما المعتمدة في عام 2021 بالحاجة إلى منع فرض "رقابة" على الآراء المحافظة على شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت مكاناً لتبادل الآراء والأفكار في العصر الحديث.
وطعنت جمعية "نت-تشويس" NetChoice التي تمثل شركات الإنترنت وجماعة الضغط المتصلة بعمالقة التكنولوجيا (رابطة صناعة الكمبيوتر والاتصالات) في تشريعات الولايتين أمام المحكمة، لا سيما على أساس أن الإشراف على المحتوى يندرج ضمن التعديل الأول للدستور، وضمان حرية التعبير.
ويحظر قانون ولاية تكساس على الشبكات الاجتماعية التي تضم أكثر من 50 مليون مستخدم نشط شهرياً، حظر المحتوى أو حذفه أو "إلغاء تحقيق الدخل منه" بناءً على الأفكار التي يعلنها المستخدم.
وفي فلوريدا، يحظر القانون أي تدخل من جانب شبكات التواصل الاجتماعي الكبرى في منشورات المرشحين السياسيين أو "الشركات الإعلامية".
وتتطلب قوانين كلتا الولايتين أيضاً تقديم "تفسير فردي" للمستخدم عند إزالة أحد منشوراته.