كشف عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" محمد نزال لـ"الشرق"، الأربعاء، عن "مطالب" الحركة للوصول إلى اتفاق مع إسرائيل من أجل بدء الهدنة المنتظرة في قطاع غزة، والتي تشمل ضرورة "عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله"، و"وضوح مسألة الوقف الدائم لإطلاق النار"، و"انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع".
وبدأت وفود إسرائيلية ومصرية وقطرية وأميركية في العاصمة القطرية الدوحة، مباحثات بشأن مقترحات لقاء باريس الثاني التي تضمنت "إطلاق سراح 10 أسرى فلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي من الأسرى المدنيين الذين تقل أعمارهم عن التاسعة عشرة وتزيد عن الخمسين"، في المرحلة الأولى، و"عودة من هم فوق الخمسين وتحت سن الثامنة عشرة من سكان شمال قطاع غزة إلى مناطق سكنهم"، بحسب ما ذكرته مصادر "حماس" لـ"الشرق"، الثلاثاء.
وعن وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطالب "حماس" بـ"الوهمية وغير الواقعية"، قال نزال لبرنامج "دائرة الشرق"، إن "هذين المصطلحين لا يعبران حقيقةً عن موقف الحركة"، مضيفاً: "إذا أردت أن أصف المفاوضات فإننا نخوض معركة تفاوضية شرسة تماماً، كما نخوض المعركة الميدانية العسكرية الشرسة على الأرض".
ولفت نزال إلى أن نتنياهو "يريد أن يحقق، بالسياسة ومكائده ومراوغاته ومناورته، ما لم يستطع أن يحققه على الأرض وفي الميدان"، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تنقل حقيقة ما يجري على طاولة المفاوضات.
وأضاف: "عندما يقول نتنياهو إنه لا يريد الانسحاب من قطاع غزة مطلقاً، ويرفض وقف إطلاق النار بشكل دائم، ويريد التحكم بحركة الأفراد والبضائع من وإلى القطاع، ويقوم بعملية تجويع للشعب الفلسطيني عموماً وفي شمال غزة خصوصاً، فهل الشروط التي تطرحها (حماس) غير واقعية؟".
شروط "حماس"
وفي سؤاله عن تصريحات مسؤول بـ"حماس" بشأن وجود "اتفاق مبدئي" بين الحركة وإسرائيل على إدخال المساعدات، قال نزال إن "اتفاقية الإطار التي صدرت عن مؤتمر باريس 1 تحدثت عن إطار من 3 مراحل، وكان إطاراً فضفاضاً وعاماً ولم يدخل في التفاصيل"، أما "الإطار الصادر عن مؤتمر باريس 2 والذي أقيم، الجمعة الماضية، دخل في التفاصيل أكثر، لكنه يتحدث عن مرحلة واحدة فقط وهي واضحة".
وأوضح أن "المرحلة الثانية والثالثة مجهولتان"، لافتاً إلى وجود "إحالة للقضايا للمرحلة الثانية والثالثة، فنحن نطالب بعودة النازحين مثلاً إلى شمال غزة، والاحتلال في ورقته وافق على العودة، لكنه يستثني الشباب وهم الفئة الأكبر، ويتركوا كبار السن والنساء والأطفال فقط هم الذين يمكنهم العودة إلى الشمال".
وعن مطالب "حماس" للوصول إلى اتفاق مع إسرائيل، بيّن نزال أن "الحركة تطرح ضرورة وضوح مسألة وقف إطلاق النار، فلابد من وقف دائم لإطلاق النار عاجلاً أم أجلاً، وليس بالضرورة أن يكون في المرحلة الأولى".
وشدد على أهمية أن يفضي الاتفاق مع إسرائيل إلى "وقف لإطلاق النار"، مؤكداً على ضرورة "انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، فيمكن لها أن تبدأ بالتموضع خارج المناطق السكنية الكبيرة، ولكن بعد ذلك لابد من خروجها من القطاع".
مطالب "حماس" للوصول إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن غزة
- عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله
- ضرورة وضوح مسألة الوقف الدائم لإطلاق النار
- انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة
- إدخال المواد الغذائية والدوائية والنفطية دون ضوابط أو شروط إلى غزة
- إدخال كل ما يتعلق بالإيواء المؤقت للنازحين
- إجراء صفقة لتبادل الأسرى
كما أكد نزال أن الحركة تطالب بضرورة "إدخال المواد الغذائية والدوائية والنفطية دون ضوابط أو شروط"، كما دعا إلى "إدخال كل ما يتعلق بالإيواء المؤقت للنازحين، فهم يحتاجون إلى كرفانات وخيم، ريثما يتم البدء بإعادة الإعمار بعد أن تضع الحرب أوزارها".
وأضاف: "هناك أيضاً ما يتعلق بصفقة الأسرى، وهي قضية تفصيلية يمكن الحديث فيها أو التفاهم حولها فيما بعد".
المفاوضات مستمرة
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت هذه هي شروط "حماس" للموافقة على بدء المرحلة الأولى من الهدنة في 10 من مارس المقبل، أجاب القيادي في الحركة: "أياً كان موعد البدء، فليس المهم 10 مارس، إذ يمكن أن تبدأ غداً أو بعد غد، المهم أن نتفاهم على هذه القضايا وتكون واضحة أمامنا".
وأكد أن "عملية التفاوض جارية ومستمرة ولا ينبغي أن نيأس لأننا معنيون بإيقاف العدوان على أهلنا وشعبنا في قطاع غزة، لهذا نحن مستمرون في عملية التفاوض حتى نحقق ما نريد جنباً إلى جنب مع المعركة الميدانية".
وعما يمكن أن يحصل في حال رفض مطلب مسؤولي "حماس" بضرورة كتابة بند واضح في الاتفاق بشأن وقف إطلاق نار دائم ونهائي ولكن بعد المرحلة الأولى، ذكر نزال أنه "لن يكون في هذه الحالة هناك اتفاق نهائي بل سيكون اتفاق جزئي".
وأشار إلى أنه لن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي يتم بموجبه الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، ووضع النقاط على الحروف في جميع ملفات الخلاف، في حال "أصرّ الإسرائيليون على غموض مواقفهم إزاء هذه النقاط".
وتأتي مطالب "حماس" بضرورة الوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب، بينما تقول إسرائيل إنها لن تدرس سوى "هدن مؤقتة"، ولن تنهي الحرب حتى تقضي على "حماس" التي شنت هجومها في السابع من أكتوبر الماضي.
وكشفت القناة 13 الإسرائيلية، في وقت سابق الأربعاء، عن وثيقة تفصّل بشكل أساسي المرحلة الأولى من الصفقة التي تشمل "إطلاق سراح 5 مجندات إسرائيليات"، و"إطلاق سراح 404 من الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل"، و"زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".