أفادت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، بأن حكومة الحرب قررت سحب صلاحيات وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير المتعلقة بالمسجد الأقصى مع اقتراب شهر رمضان، فيما طالب الوزير الإسرائيلي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بنفي هذه الأنباء، بينما أشارت تقديرات أولية بأنه سيسمح بدخول من 50 إلى 60 ألف مصل.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن قرار سحب الصلاحيات من بن جفير، جاء بسبب مخاوف في مجلس الحرب من اشتعال ساحة القدس والضفة الغربية، في ظل إصرار وزير الأمن الوطني على فرض قيود على دخول العرب في إسرائيل إلى المسجد، وكذلك الفلسطينيين في الضفة.
وأضافت أن القرار اتخذ بعد ضغوطات مارسها عدد من الوزراء، ومن بينهم وزير الدفاع يوآف جالانت، وعضوا مجلس الحرب بيني جانتس وجادي آيزنكوت، وذلك بعدما طالبوا بعدم مشاركة بن جفير في القرارات المتعلقة بالحرم القدسي.
وبموجب القرار فإن صلاحيات وزير الأمن الوطني المعروف بمواقفه المتشددة ستوكل إلى مجلس الحرب نفسه.
ودعا بن جفير، الذي يقود حزباً يمينياً متشدداً يطالب بالسيطرة على مسجد الأقصى، الأسبوع الماضي، إلى منع المصلين من الضفة الغربية المحتلة إلى الوصول للمسجد الأقصى في القدس خلال شهر رمضان، وهي خطوة لقيت معارضة فلسطينية وأميركية.
بن جفير يطالب نتنياهو بالرد
وذكرت أنه مع بداية شهر رمضان، سيناقش أعضاء حكومة الحرب القرارات التي تعتبر مهمة، ولن يتم فرض قيود شاملة على دخول الفلسطينيين من أراضي 48، وستحدد الشرطة حصة من المصلين وفق السعة واعتبارات السلامة فقط، ولن يتم فرض قيود فردية إلّا بناءً على معلومات استخباراتية.
وبحسب التقديرات سيسمح مبدئياً بدخول 50 إلى 60 ألف مصل إلى المسجد الأقصى، بحسب الهيئة الإسرائيلية.
وفي المقابل، طالب بن جفير في بيان رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن ينفي المعلومات عن سحب صلاحياته بشان المسجد الأقصى، قائلاً: "على رئيس الوزراء نفي مفهوم بيني جانتس القائل بإن السلام يُشترى بالخضوع والاستسلام للإرهاب".
وجاء قرار الوزراء بسحب صلاحيات بن جفير من هذا الملف الحساس بعد تحذير من ضباط في قيادة الشرطة، فيما لم تتضح طبيعة القيود التي من الممكن أن تفرض على الفلسطينيين في الضفة الغربية، لكن الاعتقاد السائد أن يتم السماح لمن هم فوق 60 عاماً بالدخول.
دعوات أميركية
وكانت الولايات المتحدة حثت، في وقت سابق الأربعاء، إسرائيل على السماح للمصلين من الضفة الغربية المحتلة بالوصول إلى المسجد الأقصى في القدس خلال شهر رمضان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحافيين: "في ما يتعلق بالأقصى، فإننا نواصل حثّ إسرائيل على تسهيل وصول المصلين المسالمين خلال شهر رمضان بما يتفق مع الممارسات السابقة".
وأضاف: "هذا ليس فقط الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله، ولا يتعلق الأمر فقط بمنح الناس الحرية الدينية التي يستحقونها، ولهم الحق فيها، ولكنها أيضاً مسألة مهمة بشكل مباشر لأمن إسرائيل". وتابع: "ليس من مصلحة إسرائيل الأمنية تأجيج التوترات في الضفة الغربية أو في المنطقة الأوسع".
وتقيّم إسرائيل سبل إدارة تدفق المصلين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان الذي يبدأ في 10 أو 11 مارس.
ويأتي شهر رمضان في الوقت الذي تواصل إسرائيل حملتها عسكرية في قطاع غزة رداً على هجوم شنته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.
من جهتها، دعت حركة "حماس" إلى تحرك جماهيري في الأقصى مع بداية شهر رمضان، إذ قال رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية، في خطاب متلفز، الأربعاء: "نداء إلى أهلنا في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل بأن يشدوا الرحال إلى الأقصى منذ اليوم الأول لشهر رمضان، زرافاتٍ ووحداناً، للصلاة فيه والاعتكاف والقيام، وأن يكسروا الحصار عنه".