الحوار الفلسطيني في موسكو.. أولوية توحيد الصف من أجل غزة والضفة

لافروف: روسيا تقدم فرصة غير محدودة لمحاولة التوصّل إلى حلول مشتركة

time reading iconدقائق القراءة - 7
نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف يستقبل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق وعضو المكتب السياسي باسم نعيم في موسكو. 26 أكتوبر 2023 - Reuters
نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف يستقبل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق وعضو المكتب السياسي باسم نعيم في موسكو. 26 أكتوبر 2023 - Reuters
دبي-الشرق

انطلق في العاصمة الروسية موسكو، الخميس، الحوار الوطني بين الفصائل الفلسطينية الذي يهدف لإنهاء الانقسام وبناء الشراكة السياسية، والتوافق على شكل الحكومة المقبلة التي ستعمل على ملف إعادة إعمار قطاع غزة.

وفي بداية الاجتماع، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمام ممثلي الفصائل الفلسطينية، إن "الأحداث الدراماتيكية الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جعلت هذا الشكل من التفاعل أكثر إلحاحاً وأهمية"، أملاً بأن "تشعروا بفائدة مثل هذا التواصل أيضاً".

ووصف الوزير الروسي، الحرب في قطاع غزة بأنها "موجة غير مسبوقة من العنف"، مؤكداً على أنه "من غير المسموح" الرد على هجوم 7 أكتوبر الماضي بـ"أساليب العقاب الجماعي للفلسطينيين".

واعتبر أن أزمة غزة "نتجت إلى حد كبير بسبب الركود الطويل في عملية التسوية في الشرق الأوسط والناجم عن محاولات الولايات المتحدة احتكار جهود الوساطة ووقف عمل (اللجنة الرباعية) للوسطاء الدوليين" والتي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

واتهم لافروف واشنطن بـ"عدم الاهتمام بمصالح دول المنطقة مع أن هذه المصالح يتمّ تشويهها دون تلبيتها خلال سنوات طويلة"، مؤكداً أن الأولوية القصوى الحالية هي "وقف إراقة الدماء" في غزة.

"إنشاء الدولة الفلسطينية"

ولفت لافروف إلى أن "انتكاسات المواجهة واسعة النطاق واندلاع أعمال العنف في المنطقة ستتكرر بدون أي مفر حتى نتمكن من خلال الجهود المشتركة من القضاء على السبب الكامن وراء هذا الصراع الطويل الأمد، ويُقصد هنا حل قضية إنشاء الدولة الفلسطينية وفق قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة".

وشدد لافروف على وجوب "السماح للفلسطينيين بأن يمارسوا حقهم في إقامة دولتهم ضمن حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية"، معتبراً أن "هذا النهج العادل والقائم على القانون الدولي هو وحده قادر على تحقيق السلام المستدام في المنطقة".

وجدد دعوة بلاده إلى "استئناف الحوار المباشر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والذي جرى تجميده لعدد من الأسباب الخارجة عن سيطرة الاتحاد الروسي وأصدقائنا الفلسطينيين"، موضحاً أنه "لم يحقق نتائج حتى الآن".

وأعرب الوزير الروسي عن أمله بأن "تساعدكم جهودنا لعقد مثل هذه اللقاءات وتوفير منصة للحوار في المضي قدماً باتجاه استعادة الوحدة الفلسطينية"، موضحاً أن "فعالية جهودنا ستعتمد على ما إذا كان بوسع الجميع وضع مصالح الشعب الفلسطيني وأهدافه ومصيره فوق الفوارق التفصيلية والاختلافات الحالية في المواقف والمقاربات".

وتابع: "إذا أعلنتم عن مثل هذه الخطوة، وهي استعادة الوحدة الفلسطينية على أساس منصة منظمة التحرير الفلسطينية، فإن ذلك سيُسقط الأوراق الرابحة من أيدي تلك القوى التي استخدمت ذريعة المشاكل الداخلية في الأراضي الفلسطينية بغية مماطلة عملية التسوية في الشرق الأوسط".

واعتبر أن روسيا "تقدم فرصة غير محدودة من حيث الوقت لمحاولة التوصّل إلى حلول مشتركة رامية إلى استعادة الوحدة على أساس منصة منظمة التحرير الفلسطينية".

وعن قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتغيير الحكومة، أعرب لافروف عن أمله بأن "تشهد هذه المقاربة التي تشهد على المسعى إلى إضافة النبرة الحيادية في العملية السياسية الداخلية سوف تساهم في تنشيط الحوار الفلسطيني-الفلسطيني مثل اللقاءات التي ستُجرونها خلال هذه الزيارة إلى موسكو".

كما أعرب عن أمله بأن "تعكس هذه الحكومة (الفلسطينية المقبلة) الرغبة الهادفة إلى تجاوز الخلافات، وتضم الأشخاص الذين يمثلون مصالح كل الشعب الفلسطيني وكل فصائله". 

وكان الرئيس الفلسطيني قبل، الاثنين الماضي، استقالة حكومة محمد اشتية، وأصدر مرسوماً بذلك وبتكليفه والوزراء المستقيلين بتسيير أعمال الحكومة مؤقتاً إلى حين تشكيل حكومة جديدة.

"توحيد الصف"

من جهته، قال رئيس وفد حركة "فتح" المشارك في الحوار عزام الأحمد، إن "الأولوية الآن هي توحيد الصف الفلسطيني لحماية غزة والضفة الغربية في مواجهة إسرائيل وآلتها العسكرية والمستوطنين".

وأشار إلى أن "الاتصالات بين حركتي (فتح) و(حماس) لم تنقطع وهناك جهود للتعجيل بالتوصل إلى اتفاق للهدنة في غزة وتبادل الأسرى"، موضحاً أن "اجتماع الفصائل الفلسطينية ستتبعه جولات أخرى في موسكو، وليس في غيرها إلى حين تحقيق الأهداف الفلسطينية".

ويشارك في جولات الحوار المقامة في موسكو، ما بين 12 و14 فصيلاً وحزباً فلسطينياً، بحسب ما أكده نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف.

ويربط الفلسطينيون بين تشكيل الحكومة القادمة والشخصية التي ستتولى رئاسة الوزراء، وبين مخرجات حوارات موسكو وما يمكن أن تتمخض عنه من توافقات تؤدي إلى إنهاء حالة الانقسام بين حركتي فتح و"حماس" والتوافق على شخصية تقود المرحلة المقبلة، التي سيكون أصعب ملفّاتها توحيد الإدارة في قطاع غزة والضفة الغربية، وإعادة إعمار القطاع بعد الحرب.

وكان القيادي بحركة "حماس" أسامة حمدان أعلن، الجمعة الماضية، توصل الحركة إلى "توافق" مع الفصائل الفلسطينية على "تشكيل حكومة مهمتها إغاثة الشعب الفلسطيني"، و"إطلاق عملية إعمار قطاع غزة"، و"الإعداد لانتخابات فلسطينية".

وفي مطلع فبراير الجاري، قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، إن إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يتطلب تشكيل "حكومة وفاق وطني"، كاشفاً عن توافق مع "حماس" في هذا الشأن، جرى خلال لقاء مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، في العاصمة القطرية، الدوحة.

وتطالب حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بالمشاركة في منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل مرجعية فصائلية للحكومة الجديدة، لكن حركة "فتح" التي تقود منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية تضع شروطاً لدخول الحركتين إلى منظمة التحرير في مقدمتها الالتزام بالاتفاقات الموقعة، وتوحيد القوانين والمؤسسات والسلاح في الضفة الغربية وقطاع غزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك