أفاد مصدر مطلع على المفاوضات الخاصة بالاتفاق المحتمل لإبرام هدنة في قطاع غزة، بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تنتظران رد حركة "حماس" على وقف القتال في القطاع لمدة 6 أسابيع، والاقتراح الجديد الهادف لتبادل الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، مقابل الأسرى الإسرائييليين.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، الجمعة، بأن وفداً إسرائيلياً زار مصر، هذا الأسبوع، لمناقشة تفاصيل صفقة محتملة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، مشيرة إلى أن الوفد يعود إلى القاهرة، الأسبوع المقبل، لإجراء مزيد من المحادثات.
كان الوفد الذي يضم رئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، ومسؤول ملف الأسرى بالجيش نيتسان ألون.
ونقلت الصحيفة عن "القناة 12" الإسرائيلية، قولها، إن الوفد قدَّم للقاهرة قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين "الذين لا تبدي إسرائيل استعداداً للإفراج عنهم في حالة التوصل إلى اتفاق" مع "حماس".
وقال مصدر مطلع لمجلة "بوليتيكو" الأميركية، الخميس، إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وقطريين، عملوا في العاصمة الدوحة خلال الأيام الماضية، على التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين بحلول، الاثنين، بحسب المصدر الذي استبعد أن تنتهي هذه الجهود في نهاية الأسبوع الجاري.
واستبعد الرئيس الأميركي جو بايدن وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" بحلول، الاثنين، وهو الموعد الذي كان يتوقعه في وقت سابق هذا الأسبوع.
ورداً على أسئلة صحافيين، في وقت سابق، الخميس، بشأن توقعاته لما يمكن أن يحدث، قال بايدن إن "الأمل لا ينضب"، وإنه تحدث إلى قادة المنطقة بشأن وقف إطلاق النار، لكنه أضاف: "لن يحدث على الأرجح بحلول الاثنين".
إلى ذلك، أكد بايدن أن بلاده تتحقق من "الروايتين المتضاربتين" عن إطلاق نار وقع عند نقطة توزيع مساعدات في غزة، مشيراً إلى أن من شأن ما حدث أن يتسبب في تعقيد مفاوضات وقف إطلاق النار.
وقال بايدن للصحافيين لدى سؤاله عن الحادث الذي قالت وزارة الصحة في غزة إنه أودى بحياة 112 شخصاً برصاص القوات الإسرائيلية: "نتحقق من الأمر حالياً. هناك روايتان متضاربتان عمّا حدث ولا جواب لدي حتى اللحظة".
ولدى سؤاله عما إذا كان يعتقد بأنها ستعقد المفاوضات الرامية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، أجاب: "أعرف أنها ستتسبب في ذلك".
وتحدث الرئيس الأميركي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشأن الاتفاق المحتمل لوقف إطلاق نار "فوري ومستدام" في غزة لمدة 6 أسابيع على الأقل مقابل إطلاق سراح المحتجزين، بحسب بيان للبيت الأبيض الذي قال إن بايدن ناقش في اتصالين منفصلين "الحادث المأساوي والمثير للقلق" أثناء تسليم مساعدات في شمال غزة.
ويأتي تراجع بايدن، في الوقت الذي يواجه فيه ضغوطاً متزايدة في حملته الانتخابية، ليثبت للناخبين أنه يدفع الحكومة الإسرائيلية لتقليل الضحايا بين المدنيين في غزة، مع الحفاظ أيضاً على دعم إسرائيل الذي يعد أقوى حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وضغط بايدن بقوة من أجل وقف القتال في الأسابيع الماضية، لتمكين تدفق المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، والسماح بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، بحسب المجلة.
تفاصيل الاتفاق
وتضمنت المباحثات بشأن مقترحات لقاء باريس الثاني، الذي عقد الجمعة الماضي، "إطلاق سراح 10 أسرى فلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي من المدنيين الذين تقل أعمارهم عن 19 وتزيد عن 50 سنة"، في المرحلة الأولى، و"عودة من هم فوق سن الـ50 وتحت سن 18 من سكان شمال قطاع غزة إلى مناطق سكنهم"، بحسب ما ذكرته مصادر "حماس" لـ"الشرق"، الثلاثاء.
وفي السياق، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، ما سماه "المطالب الوهمية لحركة حماس" مع استمرار الجهود للتوصل إلى وقف للقتال في غزة، مؤكداً "تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف الحرب".
وكان عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" محمد نزال، كشف لـ"الشرق"، الأربعاء، عن "مطالب" الحركة للوصول إلى اتفاق مع إسرائيل من أجل بدء الهدنة المنتظرة في قطاع غزة، والتي تشمل ضرورة "عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله"، و"وضوح مسألة الوقف الدائم لإطلاق النار"، و"انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع"، و"إجراء صفقة لتبادل الأسرى".
وتأتي مطالب "حماس" بضرورة الوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب، بينما تقول إسرائيل إنها لن تدرس سوى "هدن مؤقتة"، ولن تنهي الحرب حتى تقضي على "حماس" التي شنت هجومها في السابع من أكتوبر الماضي.
وكشفت القناة 13 الإسرائيلية، الأربعاء، عن وثيقة تفصّل بشكل أساسي المرحلة الأولى من الصفقة التي تشمل "إطلاق سراح 5 مجندات إسرائيليات"، و"إطلاق سراح 404 من الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل"، و"زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".