مصابون في "مجزرة المساعدات" شمال غزة: إسرائيل قصفتنا بالدبابات والمسيرات

time reading iconدقائق القراءة - 4
فلسطينيون ينقلون مصابين في القصف الإسرائيلي لمدنيين كانوا بانتظار الحصول على المساعدات. 29 فبراير 2024 - رويترز
فلسطينيون ينقلون مصابين في القصف الإسرائيلي لمدنيين كانوا بانتظار الحصول على المساعدات. 29 فبراير 2024 - رويترز
دبي-رويترز

قال فلسطينيون أصيبوا في مجزرة المساعدات الإنسانية بشمال قطاع غزة، إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار عليهم أثناء اندفاعهم للحصول على الغذاء لأسرهم، ووصفوا تفاصيل مشهد حافل بالرعب والفوضى.

وأفادت السلطات الصحية في قطاع غزة، بأن 115 فلسطينياً سقطوا بالنيران الإسرائيلية في واقعة الخميس، وأن ما حدث كان مجزرة.

وقال مسؤول إسرائيلي لوكالة "رويترز"، إن "الجنود أطلقوا نيراناً تحذيرية في الهواء ثم أطلقوا النار على من رفضوا الابتعاد على اعتبار أنهم يشكلون تهديداً".

وتبرز هذه الواقعة انهيار خدمات التوزيع المنظم للمساعدات في مناطق غزة التي تحتلها القوات الإسرائيلية مع عدم وجود إدارة، وتعطل نشاط وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

من لم يمت جوعاً مات قصفاً

وقال أربع شهود تحدثوا من مستشفى الشفاء بمدينة غزة في مقطع مصور حصلت عليه "رويترز"، إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار عليهم، وتحدث بعضهم عن دبابات وطائرات مسيرة أطلقت النيران.

وقال محمود أحمد إنه انتظر منذ مساء الأربعاء، القافلة التي وصلت صباح الخميس، وإن الجوع أجبره على المخاطرة بالذهاب إلى مكان وصول الشاحنات، على أمل الحصول على الطحين لأطفاله.

ومع وصول شاحنات المساعدات إلى شمال غزة، توجه نحوها، لكن دبابة وطائرة مسيرة، على حد قوله، بدأتا في إطلاق النار.

وقال: "ذهبنا من الساعة سبعة مساء، وبقينا هناك لثاني يوم الساعة 5 صباحاً، ولما جاءت المساعدات، بدأت الدبابة والطائرة المسيرة تطلق النار،  فأصبت بطلقين في ظهري، وبقيت أنزف لمدة ساعة إلى أن جاء أحد من أقربائي ونقلني إلى المستشفى".

وأضاف: "حين دخلت المساعدات بدأت الدبابة والطائرة المسيرة تطلقان النيران على الناس المتواجدين الناس الذين جاؤوا لجلب لقمة عيشها، لقمة أولادها".

وقال جهاد محمد إنه كان ينتظر عند دوار النابلسي على طريق الرشيد الساحلي، وهو طريق التوصيل الرئيسي إلى شمال غزة.

وأضاف: "انتظرنا دخول الشاحنات، وما لبثنا حتى بدأ إطلاق النار على كل الناس، وكان من نصيبي هذه الطلقات".

وحين سئل عما إذا كان الجيش الإسرائيلي تعمد إطلاق النار، أجاب جهاد محمد: "صحيح سواء دبابة أو جنود أو طيارة كله كان يطلق النيران".

وكان سامي محمد ممن جاءوا على طريق الرشيد مع ابنه انتظاراً لوصول قافلة المساعدات. وقال: "كنا على خط الرشيد ننتظر المساعدات الساعة الثالثة والنصف، وأطلقوا بعدها القذائف والنار على الناس، كنا على الشط، هرب ابني على الشط، ولكنه أصيب بطلقتين، الأولى تسببت بخدش برأسه، وأخرى أصابته في صدره".

وكان الولد يرقد في سرير المستشفى والضمادات على صدره وذراعه وفي وجهه جرح ظاهر.

وقال عبد الله جحا، إنه ذهب إلى هناك محاولاً الحصول على الطحين لوالديه، وأضاف" "ذهبت لأجلب كيس طحين أطعم به أهلي، نحن نموت جوعاً، لا يوجد شيء لدينا، لا نأكل أي شيء.. هاجمونا وأطلقوا علينا النار والقذائف".

وأصيب جحا، الذي وضعت كمادة على وجهه، في الرأس.

إدانات ومطالب بتحقيق دولي

وأعربت دول عدة والأمم المتحدة عن "صدمتها وقلقها"، وطالبت بـ"تحقيق دولي مستقل"، إثر سقوط عشرات الضحايا الفلسطينيين وإصابة مئات آخرين، خلال عملية توزيع مساعدات، الخميس، في شمال قطاع غزة، فيما بات يُعرف بـ"مجزرة المساعدات".

وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، شاحنات تحمل العديد من الجثث. وتحققت "رويترز" من موقع مقطع مصور في دوار النابلسي يظهر شاحنات محملة بالعديد من الجثث، بالإضافة إلى جرحى.

وأظهر مقطع فيديو آخر، أشخاصاً ملطخين بالدماء تنقلهم شاحنة وجثثاً ملفوفة بالأكفان ومسعفين يعالجون مصابين على الأرض بالمستشفى.

وقال أحد الرجال في مقطع فيديو: "لا نريد مثل هذه المساعدات. لا نريد المساعدات والرصاص معاً. لقد سقط العديد من الشهداء".

تصنيفات

قصص قد تهمك