بدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واحدة من أكبر مناوراتها العسكرية المشتركة السنوية، الاثنين، بمشاركة ضعف عدد القوات مقارنة بالعام الماضي، في وقت يسعى فيه الحليفان إلى مواجهة التهديدات النووية والصاروخية المتزايدة من كوريا الشمالية.
وقالت القوات الأميركية في كوريا إن مناورات "درع الحرية" التي تستمر حتى 14 مارس الجاري، تشمل تدريبات برية وبحرية وجوية مع التركيز على مواجهة العمليات النووية، وفق ما أوردته "بلومبرغ".
بدورها، قالت وزارة الدفاع في سول إن القوات الجوية للبلدين الحليفين بدأت أيضاً مناوراتها السنوية على مستوى الكتيبة لمدة خمسة أيام، إذ أوضح الناطق باسم هيئة الأركان المشتركة الكولونيل لي سونج جون أن التدريبات تهدف في المقام الأول إلى "تحييد التهديدات النووية لكوريا الشمالية، بما في ذلك من خلال تحديد وضرب صواريخ كروز"، التي أشارت بيونج يانج إلى أنها يمكن أن تحمل رؤوساً حربية نووية.
وأضاف أنه سيتم دمج تصور لهجوم نووي في التدريبات الصيفية، فيما قال الجيشان الكوري الجنوبي والأميركي إن التدريبات تهدف إلى تعزيز وضعهما الدفاعي المشترك، موضحين أنها ستركز على عمليات متعددة المجالات من خلال استخدام الأصول البرية والبحرية والجوية والسيبرانية والفضائية، ومواجهة العمليات النووية لكوريا الشمالية.
بدورها، أفادت وكالة "يونهاب" للأنباء ووسائل إعلام كورية جنوبية أخرى بأن الولايات المتحدة "ربما تتطلع إلى إرسال مجموعة حاملة طائرات وقاذفات استراتيجية للمشاركة في التدريبات".
وهذه أول مناورات مشتركة واسعة النطاق منذ أن أدت الحدة السياسية إلى إلغاء الكوريتين لاتفاق عام 2018، الهادف إلى تقليل التوترات على حدودهما المدججة بالسلاح.
48 مناورة
ويخطط الجانبان لإجراء ما مجموعه 48 مناورة ميدانية هذا الشهر، أي أكثر من ضعف العدد خلال فترة مماثلة من العام الماضي، على الرغم من أنه لم يتم تحديد أي منها بالقرب من الحدود بين الكوريتين، وفقاً للجيش الكوري الجنوبي.
وسينضم أفراد من 12 دولة عضو في قيادة الأمم المتحدة، بما في ذلك أستراليا وبريطانيا والفلبين وتايلندا، إلى التدريبات، تحت مراقبة لجنة الأمم المحايدة للإشراف (NNSC).
وتأسست القيادة المتعددة الجنسيات عام 1950 بموجب قرار من الأمم المتحدة لدعم كوريا الجنوبية خلال الحرب الكورية، ولطالما شارك أعضاؤها بانتظام في المناورات المشتركة.
كما تعد اللجنة مكلفة بمراقبة تنفيذ هدنة الحرب الكورية التي لم تنته من الناحية الفنية بعد لأن الأطراف المتحاربة لم توقع معاهدة سلام.
بيونج يانج: تدريبات لغزونا
ويأتي تمرين "درع الحرية" بعد أن قال زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، في فبراير، إن لديه الحق القانوني في إبادة كوريا الجنوبية، وقد أدى ذلك إلى ظهور بعض التكهنات بأن كيم قد تجاوز الأزمة في نوباته العدوانية ويستعد للمعركة، في حين حذر الرئيس الأميركي جو بايدن كيم من أن ذلك سيعني "نهاية نظامه"، إذا حاول شن هجوم نووي.
ولطالما نددت بيونج يانج بالتدريبات العسكرية للحليفين ووصفتها بأنها "تدريبات على غزوها"، رغم أن سول وواشنطن صرحتا بأن هذه التدريبات "دفاعية تماماً".
وفي ديسمبر، انتقد متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الشمالية التدريبات العسكرية واسعة النطاق ووصفها بأنها "إعلان مفتوح عن المواجهة النووية لجعل استخدام الأسلحة النووية ضد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية أمراً واقعاً".
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن المتحدث، الذي لم تذكر اسمه، قوله إن "القوات المسلحة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ستحيد تماماً محاولة الولايات المتحدة والقوات التابعة لها إشعال حرب نووية".
ولم يُظهر كيم أي ميل إلى رغبته في العودة إلى محادثات نزع السلاح النووي المتوقفة، وقد طرح سلسلة من الأسلحة الجديدة المصممة لتوجيه ضربات نووية إلى الولايات المتحدة وحلفائها في آسيا.
واتهمته الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان بإرسال ذخائر إلى روسيا لمساعدتها في حربها في أوكرانيا مقابل مساعدات تساعد اقتصاد كوريا الشمالية وجيشها.
وكان نظام كيم يشعر بالغضب لسنوات بسبب نشر أصول أميركية قادرة على توجيه ضربات نووية في المنطقة، وفي أكتوبر، هددت بيونج يانج باستخدام أقوى أسلحتها، عندما أرسلت الولايات المتحدة مجموعة حاملة طائرات إلى كوريا الجنوبية.