تكثّف الولايات المتحدة ضغوطها على إسرائيل من أجل "جدول زمني محدد" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، واتخاذ تدابير إضافية لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، بأن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان طلب من الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس، إنهاء العمليات العسكرية والحرب على قطاع غزة، وفق "جدول زمني محدد".
وقالت الهيئة، إن الولايات المتحدة تشعر أن خطط الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "لم يتم شرحها لهم بما فيه الكفاية".
وأشارت إلى أن سوليفان، الذي اجتمع مع جانتس في واشنطن، شكك في إمكانية إنشاء "إدارة دولية خاصة بالمساعدات دون السلطة الفلسطينية".
وأضافت: "أصر سوليفان على إنهاء المهمة في غزة وفق جدول زمني، وعلى الجانب الأميركي، يشعرون بأن خطط الحرب الإسرائيلية لم يتم شرحها لهم بما فيه الكفاية، حتى أنهم توقعوا أن تنتهي الحرب في يناير".
وفيما يتعلق بالقضية الإنسانية يرى الأميركيون، بحسب الهيئة، أن هناك مشكلة في سلوك إسرائيل، إذ أنها "لم تروّج لحل أوسع لقضية المساعدات التي تتطلب الآن حلاً سريعاً من خلال المنظمات الدولية.
وأبدى جانتس استعداد إسرائيل لدراسة عدة خيارات، طالما أن المساعدات لا تصل إلى حركة "حماس"، بما في ذلك احتمال وصول المساعدات في المستقبل عبر "إدارة دولية".
من جانبه، أعرب سوليفان عن شكوكه في إمكانية إنشاء مثل هذه الإدارة بدون السلطة الفلسطينية، لكنه قال إن الولايات المتحدة مستعدة للمحاولة.
وأعربت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، خلال لقائها مع جانتس، الاثنين، عن قلقها بشأن الوضع الإنساني، وقضية النازحين، والعملية التي تلوح بها إسرائيل في رفح.
وقال البيت الأبيض، في بيان: "هاريس وجانتس ناقشا الوضع في رفح والحاجة إلى خطة إنسانية ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ قبل التفكير في أي عملية عسكرية كبيرة هناك نظراً للمخاطر التي يتعرض لها المدنيون".
وأوضح البيان: "حثّت (نائبة الرئيس الأميركي)، إسرائيل على اتخاذ إجراءات إضافية بالتعاون مع الولايات المتحدة والشركاء الدوليين لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وضمان توزيعها بشكل آمن على المحتاجين".
وقالت هيئة البث: "في الولايات المتحدة لا يعرفون كيف يمكن إجلاء السكان قبل عملية برية في معقل حماس الجنوبي في المدينة"، لافتة إلى أن الجانب الإسرائيلي يواجه صعوبات في شرح موقف إسرائيل من مسألة إخلاء سكان رفح قبل التحرّك العسكري، فيما يشكك الجانب الأمريكي في الموضوع.
ووصل جانتس، الاثنين، الولايات المتحدة، للاجتماع مع مسؤولين أميركيين ومناقشة "وقف إطلاق النار" في غزة، و"الحاجة إلى المزيد من المساعدات الإنسانية" للقطاع، وسط تصاعد الخلافات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفائه.
وبينما يصر جانتس مثل أي زعيم آخر في إسرائيل على أن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بعد تدمير "حماس"، إلا أنه أكثر انفتاحاً على الحوار مع الفلسطينيين من نتنياهو وحلفائه من حركة الاستيطان مثل وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أو وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير.
ومع تزايد الضغوط الأميركية والدولية من أجل إحياء الجهود الرامية للتوصل إلى حل الدولتين، فإن استعداد جانتس للتفكير في نهاية سياسية للصراع قد يجعله شريكاً أسهل في التعامل معه من نتنياهو، الذي طالما تفاخر بمقاومته لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
خلافات حكومة نتنياهو
وأثارت رحلة جانتس إلى واشنطن، توترات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إذ نقلت "تايمز اوف إسرائيل" عن مصادر مقربة من نتنياهو، أن رئيس الوزراء "أوضح للوزير جانتس أن دولة إسرائيل لديها رئيس وزراء واحد فقط".
وأضافت أن الرحلة تتعارض مع اللوائح الحكومية التي تتطلب من كل وزير الحصول على موافقة مسبقة من رئيس الوزراء، بما في ذلك الموافقة على خطة السفر".
ويأتي ذلك أيضاً في الوقت الذي انقسمت فيه الحكومة الإسرائيلية ومجلس الحرب بشأن كيفية المضي قدماً في عملية إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى "حماس"، ومفاوضات وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر.