انتقادات وأسئلة صعبة.. تفاصيل لقاءات جانتس في واشنطن

مجزرة المساعدات "نقطة تحول".. وهاريس للوفد الإسرائيلي: ساعدونا لنساعدكم

time reading iconدقائق القراءة - 6
عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس يصل للقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين في وزارة الخارجية بواشنطن. 5 مارس 2024 - AFP
عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس يصل للقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين في وزارة الخارجية بواشنطن. 5 مارس 2024 - AFP
دبي-الشرق

واجه عضو حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس "انتقادات لاذعة" و"أسئلة صعبة" بشأن الأزمة الإنسانية الحادة في قطاع غزة، خلال زيارته إلى واشنطن، فيما صعّد الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، لهجتهم، حيال موقف إسرائيل من إدخال المساعدات إلى القطاع.

وقال بايدن للصحافيين، الثلاثاء، إن  "لا أعذار" لإسرائيل في مواصلتها منع وصول مزيد من المساعدات إلى غزة، مؤكداً أنه "يجب علينا إدخال المزيد من المساعدات" إلى القطاع المحاصر.

كما أكد بايدن عبر منصة "إكس"، التزام واشنطن ببذل قصارى جهدها لإيصال مزيد من المساعدات إلى غزة، قائلاً: "لن نقف مكتوفي الأيدي. ولن نتوقف". في حين شدد بلينكن، على أن الوضع في القطاع "غير مقبول، ولا يمكن أن يستمر"، وحض إسرائيل على استخدام "كل السبل الممكنة" لإدخال المساعدات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الثلاثاء، إن بلينكن ناقش مع جانتس ضرورة تحرك إسرائيل بشكل عاجل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ونقل موقع "أكسيوس" عن 3 مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن عضو حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس واجه انتقادات لاذعة وأسئلة صعبة بشأن الأزمة الإنسانية الحادة في غزة، واستراتيجية الحرب الإسرائيلية، وذلك خلال اجتماعه، الاثنين، مع نائبة الرئيس كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان في البيت الأبيض.

"نفاد الصبر"

وقال مسؤول أميركي إن جانتس، "استوعب الكثير من الإحباط الذي يشعر به البيت الأبيض من الحكومة الإسرائيلية في الوقت الحالي".

وذكر "أكسيوس" أن "الرسائل القوية التي تلقاها جانتس سراً"، وما رافقها من انتقادات علنية أقوى من إدارة بايدن خلال الساعات الـ48 الماضية، تشير إلى أن البيت الأبيض "نفد صبره"، وأن الإدارة الأميركية "تصعد الضغط على الحكومة الإسرائيلية".

وأثارت زيارة جانتس إلى البيت الأبيض غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أمر السفارة الإسرائيلية في واشنطن بعدم المشاركة في الزيارة، أو مساعدة جانتس بأي شكل من الأشكال.

وجانتس منافس سياسي لنتنياهو الذي يتعرض لضغوط متزايدة في إسرائيل، مع تصاعد الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة.

"نقطة تحول"

وكانت مأساة قافلة المساعدات في غزة، الخميس الماضي، والتي قتلت إسرائيل خلالها أكثر من 100 فلسطيني، "نقطة تحول" بالنسبة لإدارة بايدن، وفق الموقع الأميركي.

ورأى المسؤولون الأميركيون أن ما حدث "يجسد جميع إخفاقات السياسة الإسرائيلية في غزة"، وأنهم فوجئوا باللامبالاة من الجانب الإسرائيلي بما حدث، حسبما قال مسؤولون أميركيون لموقع "أكسيوس".

وقرر بايدن، الجمعة، بدء عمليات إنزال جوي أميركية للمساعدات في غزة، مصحوبة ببيان شديد اللهجة، إذ قال الرئيس الأميركي إن إسرائيل يجب أن تسهل المزيد من المساعدات إلى القطع، مشدداً على أنه "لا أعذار".

كما استخدمت هاريس خطابها، الأحد، في مدينة "سلما" بولاية ألاباما، للتأكيد على أن "الناس يتضورون جوعاً في غزة". ووصفت الوضع هناك بأنه "كارثة إنسانية" وكررت رسالة بايدن بأنه "لا أعذار" لإسرائيل.

وحذرت الأمم المتحدة من أن "المجاعة تكاد تكون حتمية" في غزة إذا لم يتغير شيء.

وقبل وقت قصير من وصول جانتس إلى البيت الأبيض، الاثنين، قال بايدن في منشور عبر منصة "إكس": "لا يوجد أي عذر. الدعم الذي يتدفق إلى غزة ليس كافياً على الإطلاق، وليس بسرعة كافية".

وفي الوقت نفسه تقريباً، اتصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن بالوزير المقرب من نتنياهو، رون ديرمر، بشأن هذه القضية. وفي خطوة غير معتادة، أعلنت وزارة الخارجية سريعاً عن هذه المكالمة. 

وقال المتحدث باسمها ماثيو ميلر، في مؤتمر صحافي: "سنواصل الضغط. تخبرنا حكومة إسرائيل بأنها تريد ضمان وصول المساعدات إلى أولئك الذين يحتاجون إليها. لكن في النهاية النتائج هي المهمة، وليس النية".

"ساعدونا لكي نساعدكم"

وقال مسؤول إسرائيلي كبير بأن جانتس بدأ يدرك أن "الحكومة الإسرائيلية في مأزق عميق" بالنسبة لكيفية رؤية الولايات المتحدة لمسؤولية إسرائيل عن الأزمة الإنسانية في غزة.

وأمضى جانتس ثلاث ساعات في البيت الأبيض. وضغطت هاريس بجانب سوليفان على جانتس بشأن الوضع الإنساني، وقالا إن غزة بحاجة إلى تدفق المساعدات، وأن من مسؤولية إسرائيل إيجاد حلول تسمح بذلك، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين وأميركيين.

وذكر المسؤول الإسرائيلي أن هاريس أبلغت جانتس بأن الإدارة الأميركية تريد مواصلة دعم إسرائيل، لكن على الحكومة الإسرائيلية القيام بدورها. ونقل عنها: "قالت نائبة الرئيس: ساعدونا لكي نساعدكم".

وأوضح المسؤول أن جانتس لم يفاجأ فقط بقوة الانتقادات حول الأزمة الإنسانية، ولكن أيضاً بمدى التباعد بين إسرائيل والولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بعملية محتملة في رفح.

وقال مسؤولان أميركيان وإسرائيليان إن هاريس وسوليفان سألا جانتس عن المكان الذي تخطط إسرائيل لنقل أكثر من مليون مدني فلسطيني موجودين في رفح إليه، وأعربا عن شكوكهما العميقة في إمكانية ذلك.

وحاول جانتس أن يطمئن هاريس وسوليفان بأن إسرائيل لن تدخل رفح دون إخلاء السكان المدنيين، وشدد على أن تل أبيب لديها طرق للقيام بذلك، ولكنه أدرك أيضاً أن البيت الأبيض لا يؤمن بالتأكيدات السابقة التي تلقاها من نتنياهو حول هذه القضية، وفقاً للمسؤول الإسرائيلي الكبير.

وخلص المسؤول الإسرائيلي الكبير إلى أن زيارة جانتس إلى واشنطن "تأخرت قرابة شهرين". وشدد على أن "هناك صعوبة كبيرة في العلاقات مع الولايات المتحدة الآن، ويجب أن نجد وسيلة للتغلب على ذلك".

تصنيفات

قصص قد تهمك