أظهرت المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي في "الثلاثاء الكبير"، فوز الرئيس الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 14 ولاية من أصل 15، فيما حقق الرئيس الأميركي جو بايدن فوزاً مريحاً في جميع الولايات التي جرى فيها التصويت.
وتوجه ملايين المواطنين في الولايات المتحدة إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أحد أهم أيام الانتخابية التمهيدية، إذ يعدّ "الثلاثاء الكبير"، الذي يشهد انتخابات في 15 ولاية ومنطقة واحدة، محطة فاصلة في السباق على الترشيح الرئاسي.
وفاز ترمب في الانتخابات التمهيدية بولايات فرجينيا، ونورث كارولاينا، وتينيسي، وأوكلاهوما، ومين، وألاباما، وماساتشوستس، وتكساس، وأركنساس، وكاليفورنيا، وذلك مع بدء ظهور نتائج انتخابات "الثلاثاء الكبير"، بحسب مؤشرات أولية نشرتها وسائل إعلام أميركية.
وحتى اللحظة، لم تفز المرشحة الجمهورية نيكي هيلي سوى بانتخابات تمهيدية واحدة في مسابقة ترشيح الحزب الجمهوري هذا العام، في مقاطعة كولومبيا، مقر العاصمة الأميركية.
وتوقعت شبكة NBC NEWS، أن تفوز هيلي بترشيح الجمهوريين في ولاية فيرمونت. وتتمتع ولاية فيرمونت بنظام تمهيدي مفتوح، يسمح للناس بالتصويت في الانتخابات التمهيدية للحزب الذي يختارونه، بغض النظر عن انتمائهم السياسي.
وخلال تجمّع حاشد في ريتشموند بولاية فيرجينيا خلال نهاية الأسبوع، قال ترمب لمناصريه: "انطلقنا مثل الصاروخ، إلى (نيل) ترشيح الحزب الجمهوري"، مشيداً بانتصاراته في أيوا، ونيوهامبشر، ونيفادا، وساوث كارولاينا.
لكنه أوضح، أنه ينظر إلى أبعد من الانتخابات التمهيدية، ويضع نصب عينيه على الانتخابات الرئاسية المقررة في الخريف (نوفمبر). وقال للحشد: "إن أكبر يوم في تاريخ بلادنا هو الخامس من نوفمبر".
ولا يستطيع ترمب إنهاء المنافسة حسابياً، الثلاثاء، لكنه يتوقع أن يتم حسم تسميته بحلول 19 مارس المقبل على أبعد تقدير، وفقاً لحملته.
بايدن يهيمن على ترشيح الديمقراطيين
في المقابل، هيمن الرئيس الأميركي جو بايدن على المنافسات التمهيدية للحزب الديمقراطي في جميع الولايات التي أفرزت الأصوات، محققاً فوزاً مريحاً على حساب المنافسين دين فيليبس وماريان ويليامسون.
وفاز بايدن في المؤتمر الانتخابي في ولاية أيوا، الذي أُجري عبر البريد، بدعم 91% من الناخبين الديمقراطيين في الولاية الواقعة في الغرب الأوسط. وكان قد فاز أيضاً في الانتخابات التمهيدية في 7 ولايات أخرى بحلول الساعة 8.45 مساءً بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة (3:45 بتوقيت جرينتش)، وفقاً لوكالة "أسوشيتد برس".
وقال بايدن في بيان، الثلاثاء، "النتائج تترك للشعب الأميركي خياراً واضحاً". وتساءل: "هل سنستمر في المضي قدماً أم سنسمح لدونالد ترمب بجرنا إلى الوراء في الفوضى والانقسام والظلام التي طبعت فترة ولايته؟".
وأضاف أن ترمب "مصمم على تدمير ديمقراطيتنا، وانتزاع حريات أساسية، مثل قدرة النساء على اتخاذ قراراتهن الخاصة بالرعاية الصحية، وإقرار جولة أخرى من التخفيضات الضريبية للأثرياء بمليارات الدولارات، وسيفعل أو يقول أي شيء للوصول إلى السلطة".
وتابع: "رسالتي إلى البلاد هي كما يلي: سيواجه كل جيل من الأميركيين لحظة يتعين فيها عليه الدفاع عن الديمقراطية. دافع عن حريتنا الشخصية. دافع عن حقنا في التصويت وحقوقنا المدنية. إلى كل ديمقراطي وجمهوري يؤمن بأميركا حرة ونزيهة: هذه هي لحظتنا. هذه هي معركتنا. معا، سننتصر".
وتشير مؤشرات الفرز الأولية إلى تمكن بايدن من نيل ترشيحات الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية في ولايات فرجينيا، ونورث كارولاينا، وتينيسي، وأوكلاهوما، ومين، وماساتشوستس، وألاباما، وكولورادو، وتكساس، بفارق كبير.
ويخوض بايدن، الذي تُشير استطلاعات الرأي إلى أنه يتخلّف عن ترمب في معظم الولايات المتأرجحة، منافسته التمهيدية الخاصة في الحزب الديمقراطي، لكن حسم ترشحه لولاية رئاسية ثانية يُعتبر إجراء شكلياً.
ويثير بايدن، الذي يُدلي بخطابه السنوي عن حال الاتحاد من أمام الكونجرس، الخميس، انقسامات أيضاً بين الديمقراطيين، رغم أنه من المتوقع أن يتغلب في الانتخابات التمهيدية على منافسيه دين فيليبس وماريان ويليامسون، وكلاهما من الشخصيات السياسية غير البارزة.
وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "نيويورك تايمز" السبت، تراجع دعم بايدن بين الفئات الانتخابية التي عادة ما كانت أصواتها شبه مضمونة لصالح الديمقراطيين، مثل العمال والناخبين غير البيض.
وبحسب الاستطلاع، قال نحو ثلثي الناخبين الذين دعموا بايدن (81 عاماً)، في عام 2020، إن سنّه أكبر من أن تسمح له بقيادة البلاد بفعالية.