قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الجمعة، إن تشغيل الممر البحري لنقل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في قطاع غزة المحاصر، من قبرص قد يبدأ مطلع الأسبوع المقبل، وذلك عقب إصدار بيان مشترك مع نيقوسيا والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا يؤيد تفعيل الممر.
وأوضحت فون دير لاين في تصريحات من مدينة لارنكا الساحلية، بينما كان الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس بجوارها: "نحن قريبون جداً من فتح هذا الممر، ونأمل أن يكون ذلك في يومي السبت أو الأحد المقبلين، وأنا سعيدة جداً لرؤية إطلاق تجريبي أولي اليوم".
وجاء في بيان مشترك وقعه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات وعدد من الدول الأوروبية "توصيل المساعدات الإنسانية مباشرة إلى غزة عن طريق البحر سيكون معقداً، وستواصل دولنا تقييم وتعديل جهودنا للتأكد من تقديم المساعدات بأكبر فعالية ممكنة".
وأضاف البيان: "بوسع هذا الممر البحري، أن يكون، ويتعين أن يكون، جزءاً من جهد متواصل لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى غزة عبر جميع الطرق الممكنة. وسنواصل العمل مع إسرائيل لتوسيع عمليات التسليم عن طريق البر، مع التأكيد على أنها تيسر عبور الطرق وتفتح معابر إضافية لتوصيل مساعدات أكبر لعدد أكبر من الناس".
وقبرص هي أقرب دول الاتحاد الأوروبي لغزة، إذ تبعد عنها نحو 370 كيلومتراً. وقد مارست ضغوطاً على مدى عدة أشهر لتدشين الممر، لكنها واجهت تحديات مثل الافتقار إلى البنية التحتية للموانئ في القطاع وقضايا أمنية.
"واجب أخلاقي"
وقالت فون دير لاين إن "الممر البحري يمكن أن يُحدث فرقاً حقيقياً.. لكن بالتوازي معه، ستستمر جهودنا بالطبع لتقديم المساعدة للفلسطينيين عبر جميع الطرق الممكنة".
وتابعت: "لا يقتصر دورنا على تقديم المساعدات فقط، بل بوقف دائرة العنف التي تشهدها المنطقة، وفي هذا الصدد أنا على اتصال مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني. كما أن الأوضاع التي تشهدها منطقة البحر الأحمر مقلقة، بسبب هجمات الحوثي التي تهدد المنطقة".
وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع سكان القطاع، على شفا المجاعة.
ومن المقرر أن يرسل المطبخ المركزي العالمي، وهو منظمة خيرية، شحنة من المواد الغذائية من قبرص الجمعة، بدعم من الإمارات.
بدوره، قال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس: "باعتبارها عضو الاتحاد الأوروبي الموجود في قلب المنطقة، تتحمل قبرص واجباً أخلاقياً بأن تبذل قصارى جهدها.. والاستفادة من دورها وعلاقاتها الممتازة مع جميع دول المنطقة".
وأضاف: "تتطلب المرحلة الحالية تعاون قبرص والاتحاد الأوروبي لتقديم مساعدة للشرق الأوسط، ما يحدث هناك يقلقنا كأوروبيين، وسيؤثر علينا جميعاً".
وتابع: "تحدثنا عن قلقنا العميق بسبب الأوضاع الإنسانية التراجيدية التي يشهدها قطاع غزة. هناك حاجة ملحة لإرسال هذه المساعدات، لذلك سنوفر ممراً وذلك يتطلب مشاركة أطراف أخرى مثل عبر مصر من خلال معبر رفح والأردن من خلال المساعدات.. نحن في مرحلة تتطلب فتح باب المشاركة لكافة الأطراف الفاعلة".
وقال خريستودوليدس: "كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي، يتوجب على قبرص لعب دور إنساني، خصوصاً وأننا نتمتع بعلاقات جيدة مع دول المنطقة. قبرص تقدر دعم الاتحاد الأوروبي والإمارات والشركاء الفاعلين على مدى الأشهر الماضية. نقف متحدين وبرؤية مشتركة لإيصال هذه المساعدات للمدنيين في غزة".
واقترحت قبرص لأول مرة إنشاء ممر بحري في أكتوبر الماضي، لكن على مدى أشهر لم يحظ هذا الاقتراح باهتمام كبير. وتجمع منظمة إغاثة، هي المطبخ المركزي العالمي، حالياً الإمدادات الغذائية في لارنكا من أجل سكان غزة بدعم من الإمارات.
وبموجب هذا الترتيب، ستخضع المساعدات لفحوص أمنية في قبرص بواسطة فريق يضم مسؤولين إسرائيليين.
ترحيب إسرائيلي
ورحبت إسرائيل، الجمعة، بفتح الممر البحري من قبرص للمساعدات الانسانية إلى قطاع غزة، بعد إجراء عمليات تفتيش أمنية، "وفقاً للمعايير الإسرائيلية".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية على منصة "إكس": "ترحب إسرائيل بفتح الممر المائي من قبرص.. وستمكن المبادرة القبرصية من زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد إجراء عمليات تفتيش أمنية وفقاً للمعايير الإسرائيلية".
وأضاف: "إسرائيل ستواصل السماح بنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وفقاً لقوانين الحرب وبالتنسيق مع الولايات المتحدة وحلفائنا في جميع أنحاء العالم".
وجاء ذلك، بعد ساعات على إعلان الرئيس جو بايدن في خطاب "حالة الاتحاد" السنوي أن الجيش الأميركي سينشئ ميناء مؤقتاً في غزة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وتدعو الخطة إلى بدء إرسال شحنات المساعدات الجديدة إلى غزة عن طريق البحر في الأيام القليلة المقبلة، على أن تتولى "شركة خاصة" التعامل مع الأمور اللوجستية.
ووفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن الرصيف المؤقت سيكون قادراً على استيعاب سفن كبيرة تحمل الطعام والأدوية والماء وملاجئ مؤقتة.