قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، إن الحركة "تحلت بمسؤولية عالية وإيجابية ومرونة واسعة في مسار التفاوض برعاية قطر ومصر"، مشيراً إلى أن إسرائيل تريد المحتجزين دون التزام بوقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة.
وأضاف هنية في كلمة متلفزة، مساء الأحد، أن حماس وضعت مبادئ خلال المفاوضات التي جرت في الفترة الأخيرة، وهي ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى ديارهم، بالإضافة إلى القضايا الإنسانية، مثل إغاثة أهالي القطاع وإعادة الإعمار، وبعد ذلك التوصل إلى صفقة يتم بموجبها تبادل الأسرى.
وأكد أن الحركة وضعت ضوابط للتفاوض أيضاً، وهي التوصل لاتفاق يفضي إلى إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، و"ترجمة صمود أهل غزة وتضحياتهم إلى انجازات للشعب الفلسطيني"، بالإضافة إلى قطع الطريق على ما أسماه بـ"المخططات المشبوهة" التي تستهدف غزة، وهو ما يطلق عليه "اليوم التالي للحرب" بحسب تعبيره.
وذكر هنية أنه، بعد تواصله مع الوسطاء، فإن إسرائيل تتحدث عن إعادة انتشار لقواتها في غزة وليس انسحاباً كاملاً، كما لا تبدي التزاماً بعودة النازحين وإنما تشير إلى "عودة تدريجية" دون إعطاء تفاصيل، مشيراً إلى أن إسرائيل تريد استعادة المحتجزين لتعود وتستأنف الحرب على غزة.
وقال هنية في كلمته، إن إسرائيل تتهرب من "الاستحقاق المنطقي لموضوع تبادل الأسرى"، وإنها "تريد بقاء قواتها في محور الشهداء، ما يقسم قطاع غزة إلى نصفين".
وحمّل هنية تل أبيب مسؤولية "عدم التوصل إلى اتفاق"، مؤكداً انفتاح حركة "حماس" على التوصل لاتفاق "يحقق المبادئ التي حددناها".
وأضاف أن حركة "حماس" أبدت "إيجابية ومسؤولية في مسار المفاوضات، وتمسكنا باتفاق شامل على 3 مراحل متلازمة بضمانات دولية".
"منفتحون وفق مبادئنا"
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، أنهم لا يريدون التوقيع على اتفاق لا ينهي الحرب على غزة، ولا يعيد النازحين، ولا يخرج القوات الإسرائيلية من القطاع.
وتعهد هنية بإبداء مرونة بشأن ملف المحتجزين واستكمال الاتفاق في حال تسلم موقف واضح "بوقف العدوان وعودة النازحين"، مؤكداً الانفتاح على التفاوض وفق المبادئ التي وضعتها الحركة.
وأشار إلى أن البعض يقول إن حركة "حماس" لا تريد التوصل إلى اتفاق، لأنها تريد إشعال الأوضاع في الضفة الغربية وغزة و"في الخارج" خلال شهر رمضان، قائلاً إن الحركة "لا تقايض هذه المناسبة على أي قطرة دم من أبناء شعبنا".
وحسب هنية، فإن إسرائيل "ستدفع ثمناً" لمحتجزيها في قطاع غزة، مركداً أن الأولوية لوقف الحرب وعودة النازحين إلى القطاع. وأضاف: "العدو لم يسترد أياً من أسراه، ولن يستردهم دون اتفاق رغم كل المجازر التي يرتكبها في غزة".
وقال إن إسرائيل لن تنجح في تحقيق أهدافها بغزة، في ظل "الصمود الأسطوري لأبناء القطاع والشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي "لم ينجح في القضاء على حركة حماس أو استعادة الأسرى أو تهجير الشعب الفلسطيني".
وتطرق هنية إلى المحادثات مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، قائلاً: "نتابع ترتيبات الوضع الفلسطيني الداخلي ونحن معنيون أكثر من أي وقت مضى بوحدة شعبنا وإعادة بناء مكوناته على أسس صحيحة وسليمة"، مشيراً إلى أن موقف الحركة يرتكز على "الشراكة والديمقراطية والانتخابات".
بناء البيت الفلسطيني على 3 مستويات
وقال هنية خلال كلمته، إن "حماس" تريد "إعادة بناء البيت الفلسطيني على ثلاثة مستويات"، ويكون الأول على "مستوى القيادي، بإعادة بناء المرجعية الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية عبر إجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني".
والمستوى الثاني هو الاتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني بمهام محددة وفترة مؤقتة لحين إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، أما المستوى الثالث فهو التوافق على برنامج سياسي.
وأشار هنية إلى أن الحركة قدّمت مقاربة سياسية لإنهاء الاحتلال في الضفة وغزة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، مع حق العودة وتقرير المصير.
وشدّد على ضرورة فتح جميع المعابر البرية مع قطاع غزة، لإدخال المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى "أي مسارات أخرى".
ووجه هنية رسالة إلى الفلسطينيين "في القدس وفي الضفة والـ48 (فلسطينيو الداخل) وفي المنافي والشتات" لدعم "معركة طوفان الأقصى"، ومواجهة أي مخططات تستهدف المقدسات في القدس.
وفي وقت سابق الأحد، أفادت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصدرين أمنيين مصريين، بأن مصر تجري اتصالات مع عدد من كبار الشخصيات في حركة "حماس" وإسرائيل ووسطاء آخرين، الأحد، في محاولة لاستئناف المفاوضات بشأن هدنة في قطاع غزة خلال شهر رمضان.