يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن النظر في وضع شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا مضت تل أبيب قدماً في اجتياح رفح، وفقاً لما نقلته مجلة "بوليتيكو" عن 4 مسؤولين أميركيين على دراية بتفكير الإدارة الأميركية.
وأشارت المجلة الأميركية إلى أن انفتاح بايدن على اتخاذ هذه الخطوة يعكس التوترات الشديدة في علاقته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي رفض جهود إدارة بايدن لكبح جماح إدارته للحرب في غزة.
وفي حين أن بايدن لم يتخذ أي قرار بشأن الحد من عمليات نقل الأسلحة في المستقبل، قال المسؤولون إنه قد يفعل ذلك إذا شنت إسرائيل عملية جديدة تعرض المدنيين الفلسطينيين لمزيد من الخطر.
وذكر أحد المسؤولين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته على غرار المسؤولين الآخرين: "إنه شيء فكر فيه (بايدن) بالتأكيد".
وأعطى بايدن مؤشرات متباينة حول موقفه تجاه مبيعات الأسلحة المستقبلية لإسرائيل.
وقال في مقابلة مع محطة MSNBC، السبت، إنه سيواصل إرسال الأسلحة إلى تل أبيب، وخاصة نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية" الذي يحمي من صواريخ "حماس". لكن في المقابلة نفسها، قال إن الخسائر الجماعية في صفوف المدنيين في غزة كانت "خطاً أحمر" بالنسبة له. وأضاف: "لا يمكن أن يكون لديك 30 ألف ضحية فلسطيني آخر".
شروط المساعدات العسكرية
واستخدمت إدارة بايدن مجموعة متنوعة من التكتيكات الدبلوماسية للتأثير على إسرائيل. ويمكن أن يكون التحرك نحو ربط المساعدات بشروط، طريقة أخرى لجعل إسرائيل تغير تفكيرها حول حملة رفح الواسعة، بحسب "بوليتيكو".
وصرحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون، في بيان لبوليتيكو: "نحن لن نعلق على الاستنتاجات الفرضية من مصادر مجهولة، أو نضيف إلى ما قاله الرئيس في نهاية الأسبوع".
لكن عند سؤالها عن استعداد بايدن لربط المساعدات بالإجراءات الإسرائيلية المستقبلية، قالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض أوليفيا دالتون: "يعتقد أن هناك نهجاً آخر اتخذناه ونتخذه وسيكون أكثر فعالية".
وأضافت في تصريحات للصحافيين: "لا أعتقد أن من المناسب تخصيص مصطلح خط أحمر بالنسبة لمجموعة سياسات معقدة للغاية، لقد رأيتم الرئيس صريحاً وواضحاً جداً حول ما نعتقد أنه الوضع على الأرض، وما يجب أن يحدث".
وأشارت شانا كيرشنر، أستاذة سياسة الشرق الأوسط في كلية أليجيني، إلى أن إدارات سابقة، بما في ذلك الإدارات الجمهورية، فرضت شروطاً على المساعدات لإسرائيل وسط خلافات سياسية. وقالت: "إذا استمر الوضع، واستمر بالمعدل الذي نحن عليه الآن، فهذا شيء عليك التفكير فيه".
وأصبح مستقبل المساعدات العسكرية الإضافية أقل وضوحاً مع استمرار توتر العلاقة بين بايدن ونتنياهو.
وفي وقت مبكر من الحرب، اتبع بايدن استراتيجية "الدعم في العلن والضغط في الخفاء" مع إسرائيل، على أمل أن يسمح ذلك للولايات المتحدة بالحفاظ على نفوذها مع نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة.
لكن إسرائيل رفضت باستمرار نصيحة البيت الأبيض، وشنت حملة عسكرية شاملةفي غزة، وهي الحملة التي أدت إلى نقص واسع النطاق في الغذاء والماء والدواء وغير ذلك من الإمدادات في القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.2 مليون نسمة.
ولكن مع تزايد انتقاد بايدن للعمليات الإسرائيلية علناً، تحرك نتنياهو بشكل هامشي فقط. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأحد، في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو"، إن قواته ستنتقل إلى رفح، على الرغم من تحذيرات الرئيس الأميركي.
وأضاف: "سنذهب إلى هناك. لن نتركهم. كما تعلمون، لدي خط أحمر. هل تعرفون ما هو الخط الأحمر؟ ألا يحدث 7 أكتوبر مرة أخرى".
مسؤول إسرائيلي: اجتياح رفح ليس وشيكاً
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن اجتياح رفح ليس وشيكاً. وأضاف المسؤول أنه لا يزال يتعين إجلاء المدنيين وتجهيز القوات قبل الذهاب إلى المدينة على الحدود بين غزة ومصر، مؤكداً أن العملية لا يمكن أن تبدأ اليوم حتى لو أعطى نتنياهو الأمر.
وأكد مسؤول أميركي خامس أن إسرائيل لم تشارك بعد مع إدارة بايدن خطة "ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ" لحماية المدنيين في رفح. وتريد الولايات المتحدة أن ترى مثل هذه الخطة قبل أن تعطي ضوءاً أخضر ضمنياً لتقدم إسرائيل.
وذكرت "بوليتيكو" أنه إذا اجتاحت إسرائيل رفح، وهو ما يقول معظم المحللين إنه سيحدث بعد شهر رمضان، فإن السؤال الأكبر بالنسبة لبايدن بشأن اشتراط المساعدات سيظل: هل سيجبر ذلك إسرائيل على تحسين الوضع الإنساني في غزة؟
وفي وقت سابق، الاثنين، أرسل 4 أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ رسالة إلى بايدن للتأكيد على أن تنفيذ عملية عسكرية في رفح "ستكون كارثية" وأنها "خط أحمر"، مطالبين بعدم إرسال المزيد من الأسلحة القاتلة إلى إسرائيل حتى يستمع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى هذا الأمر.
ويأتي رمضان هذا العام مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها السادس، حيث قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 31 ألف فلسطينياً، وأصاب نحو 73 ألفاً آخرين، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
ونزح 1.7 مليون من السكان بسبب الحرب، ويتكدّس 1.5 مليون منهم في مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع، على الحدود مع مصر.