انقسام في حكومة نتنياهو يعيد تشكيل الخارطة السياسية قبيل انتخابات مرتقبة

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإلى جانبه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت والوزير في حكومة الطوارئ بيني جانتس. تل أبيب، إسرائيل. 28 أكتوبر 2023 - AFP
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإلى جانبه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت والوزير في حكومة الطوارئ بيني جانتس. تل أبيب، إسرائيل. 28 أكتوبر 2023 - AFP
دبي-AWPرويترز

شهد حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي بزعامة بيني جانتس انشقاقاً يرى خبراء ومحللون أنه سيغيّر الخارطة السياسية الإسرائيلية على نحو يعاد فيه ترتيب كثير من الأوراق الانتخابية بما يصب في صالح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأعلن جدعون ساعر أحد قادة "معسكر الدولة"، الثلاثاء، تفكيك المعسكر الذي يتكون بالأساس من حزبين، الأول يقوده جانتس عضو مجلس الحرب ويحمل اسم "أزرق أبيض" والثاني حزب "أمل جديد" ويقوده ساعر، وذلك بعدما تقدمت كتلة "أمل جديد" بطلب فوري إلى الكنيست للانفصال عن "معسكر الدولة".          

ويرى مراقبون أن خطوة ساعر أحدثت صدمة سياسية في إسرائيل، ففي حين كانت استطلاعات الرأي تمنح حزب "معسكر الدولة" تقدماً كبيراً على حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، بات هناك الآن ترقباً جديداً للاستطلاعات بشأن مكانة جانتس عقب هذا الانشقاق.

وقال ساعر في مؤتمر صحافي: "منذ فترة طويلة لم نُخفِ أنا ورفاقي انتقاداتنا لسير الحرب في غزة، ويجب ألا نخفّف الضغط العسكري ونبطئ التقدم في تدمير قوات حماس وحكمها، ويجب ألا نسمح لحماس بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية".

وباتت الحرب في غزة وطريقة إدارتها محور خلافات عديدة داخل الأحزاب الإسرائيلية، والمجتمع الإسرائيلي ذاته.

حالة انقسام

وتعد مثل هذه التحولات سمة مستمرة في السياسة الداخلية لإسرائيل، ومن غير المفترض أن تكون لهذه الخطوة تأثيراً فورياً على استقرار الحكومة، مع احتمال مطالبة ساعر بمقعده في حكومة الحرب.

وبعد أشهر من تعليق الأعراف السياسية المعتادة، يُنظر إلى الانقسام على نطاق واسع على أنه مؤشر مبكر على تحديد المواقف قبل إجراء انتخابات محتملة خلال الأشهر المقبلة دون انتظار موعدها المقرر في أكتوبر 2026.

وكان جانتس، المرشح الأوفر حظاً ليصبح رئيس وزراء إسرائيل المقبل، قد أزعج بالفعل الشركاء اليمينيين والقوميين المتدينين في الائتلاف بزيارة هذا الشهر إلى واشنطن ولندن والتي قام بها دون موافقة نتنياهو.

وقال في كلمة ألقاها في الكنيست، الأربعاء: "لا يمكننا أن نتجاهل أن هناك تحديات في أداء الحكومة"، لكنه دعا إلى الوحدة وحث الأحزاب على "فعل ما هو في صالح إسرائيل".

ونشرت القناة 12، وهي إحدى محطات التلفزيون الرئيسية في إسرائيل، الأربعاء، استطلاعا للرأي يظهر تزايد التأييد لإجراء انتخابات مبكرة إما على الفور أو بمجرد انتهاء الحرب في غزة، بتأييد ما يصل إلى 50% من الناخبين اليمينيين.

وواصل حزب "الوحدة الوطنية" بزعامة جانتس، وفقاً للاستطلاع، الحفاظ على تقدمه الكبير مقابل الليكود، مع تقدم جانتس شخصياً 12 نقطة على نتنياهو.

"صدمة لجانتس"

المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور قال لوكالة أنباء العالم العربي AWP، "ما حدث شكَّل صدمة لجانتس"، موضحاً أن ساعر شخصية يمينية تشبه نتنياهو إلى حد كبير في المواقف ويعارض الدولة الفلسطينية وكان ينافس نتنياهو على رئاسة حزب الليكود.

ويشير منصور إلى أن ساعر بات على قناعة بأن نتنياهو لا يصلح لرئاسة الوزراء بسبب اتهامات الفساد التي تلاحقه، ولهذا خرج من الليكود، لكنه ظل قريباً من نتنياهو خلال الحرب.

وأضاف: "ساعر عارض زيارة جانتس الأخيرة إلى واشنطن لأن هذه الزيارة والدعوة من الولايات المتحدة برأيه يجب أن تكون لرئيس الوزراء وليس لوزير في مجلس الحرب".          

ويعتقد منصور أن الانقسام الجديد سيصب في مصلحة نتنياهو ما يجعله أقوى مما هو عليه الآن خاصة أمام الوزيرين المتطرفين، وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين قال إنهما "يبتزانه على الدوام".      

وأضاف: "انسحاب ساعر يعني أنه سيأخذ معه 3 أعضاء في الكنيست، وهذه ورقة قوة لنتنياهو".

ويعتقد منصور أن جانتس سيواصل تقدمه في استطلاعات الرأي حتى بعد هذا الانقسام، لكنه لن يحظى بالنسبة الكبيرة التي كانت تمنحه إياها استطلاعات الرأي والتي كانت تعطيه أكثر من 40 مقعداً في الكنيست من أصل 120 مقعداً.

خلافات إيديولوجية

أرجع عضو الكنيست زئيف إلكين، شريك ساعر في حزب "أمل جديد"، انسحاب الحزب من معسكر الدولة لوجود ما أسماه "خلافات إيديولوجية" بينه ورئيس "معسكر الدولة" بيني جانتس، وقال إن حزب "أمل جديد" بات يمثل صوتاً مغايراً.       

وقال إلكين في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، إن الخلاف في الرأي بشأن طريقة إدارة الحرب في قطاع غزة هو الذي أدى إلى مثل هذا القرار.

وأضاف: "كنا نعتقد أن العمل العسكري في رفح قد أصبح وراءنا منذ وقت طويل، وأنه كان ينبغي أن نتصرف بشكل أكثر حسماً وسرعة، ونرى أن إسرائيل يجب أن تقضي على الذراع المدنية لحكومة حماس".

ورفض إلكين المزاعم القائلة بأنه وساعر سينضمان إلى الليكود وقال: "لم ندعم نتنياهو قبل الحرب، ولن ندعمه بعدها".

وأضاف: "يشعر كثيرون بخيبة أمل تجاه نتنياهو". 

وقالت هيئة البث إن ساعر يسعى لدخول مجلس الحرب الإسرائيلي إلا أنه سيكون هناك تحفظاً من جانتس على هذه الخطوة. إذ بموجب اتفاق دخول جانتس إلى مجلس الحرب، فإنه يحق له الاعتراض على دخول أي شخصيات جديدة للمجلس.

تصنيفات

قصص قد تهمك