رمضان في القدس.. قيود إسرائيلية مشددة ومنع الآلاف من دخول الأقصى

time reading iconدقائق القراءة - 5
قوات الاحتلال الإسرائيلي تفحص هويات الفلسطينيين عند نقطة تفتيش في الطريق إلى المسجد الأقصى في القدس لصلاة أول جمعة في شهر رمضان. 15 مارس 2024 - REUTERS
قوات الاحتلال الإسرائيلي تفحص هويات الفلسطينيين عند نقطة تفتيش في الطريق إلى المسجد الأقصى في القدس لصلاة أول جمعة في شهر رمضان. 15 مارس 2024 - REUTERS
القدس -الشرق

منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، آلاف المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى في الجمعة الأولى من رمضان الذي تستقبله مدينة القدس المحتلة هذا العام في ظل إجراءات إسرائيلية مشددة، تضمنت تواجداً كثيفاً لقوات الشرطة الإسرائيلية في أنحاء المدينة، وعلى أبواب المسجد الأقصى.

وغابت مظاهر الزينة والاحتفالات في المدينة خاصة في البلدة القديمة، وبدت أسواق البلدة القديمة هادئة وخالية من الزحام، تعبيراً عن التضامن مع قطاع غزة واستمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع لليوم الـ 160 على التوالي.

كان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن قبل أسبوع من بداية شهر رمضان، عزم حكومته السماح بدخول مصلين مسلمين إلى الحرم الشريف خلال الأسبوع الأول من رمضان، بنفس أعداد السنوات الماضية، دون تحديد العدد، على أن تعقد الحكومة جلسة أسبوعية لتقييم الموقف في ما يخص الوضع الأمني والسلامة العامة، واتخاذ قرار وفقاً للتطورات، لا سيما بعد الجمعة الأولى من رمضان.

وكانت الحكومة تناقش ما إذا كان ينبغي السماح لفلسطينيي الداخل (عرب 48) بدخول المسجد دون قيود، فقررت عدم تقييد دخولهم بسن معينة، ثم ناقشت دخول سكان الضفة الغربية، لكنها في النهاية قررت منع أهالي الضفة من الدخول إلا الرجال فوق 55 عاماً، والنساء فوق 50 عاماً، والأطفال تحت سن 10 سنوات وبشرط حيازتهم تصريح ممغنط ساري المفعول.

قمع وعراقيل بأول ليالي رمضان

في الليلة التي سبقت أول أيام رمضان، وهي الليلة التي تقام بها أول صلاة تراويح، توافد العديد من المصلين على باحات المسجد الأقصى لأداء صلاتي العشاء والتراويح، لكنهم قوبلوا بالقمع والعنف.

وعلى الرغم من العراقيل الإسرائيلية، إلا أن المئات منهم، تمكنوا من أداء الصلاة، بينما فشل الباقون في دخول المسجد من جميع الأبواب، ما دفعهم لأداء الصلاة في الشوارع وعند الأبواب المؤدية إلى المسجد في أزقة البلدة القديمة. 

وقوبلت مشاهد الاعتداءات وقمع المصلين في الليلة الأولى لصلاة التراويح، باستياء عالمي، ما دفع الشرطة إلى التراجع خطوة إلى الوراء.

وعلق الصحافي الإسرائيلي نير حسون، مراسل بصحيفة "هآرتس" ويغّطي الأحداث في القدس منذ أكثر من 14 عاماً، على ما حدث بقوله إنه "كان بداية خطأ إسرائيلي"، معتبراً أن الفيديوهات التي سجلت ما حدث في باحات المسجد هي ما يساعد حماس التي تسعى منذ 7 أكتوبر إلى تحويل الحرب في غزة إلى ما سماه "فيضان الأقصى" وهو ما من شأنه أن يجرف الضفة الغربية والقدس والدول المجاورة، إلى الحرب.

ونقل حسون عن مصدر في دائرة الأوقاف الإسلامية لم يسمه، قوله إنه جرى التوصل إلى أن تتعامل الشرطة بمرونة، بعد حوار بين جهات محلية في البلدة القديمة والشرطة.

ووفقاً لتقديرات دائرة الأوقاف الاسلامية، دخل 35 ألف شخص لأداء صلاتي والعشاء التراويح في المسجد الأقصى في الليلة الأولى، و45 ألف في الليلة الثانية، و40 ألف في الليلة الثالثة.

وأطلق مقدسيون حملة "صلاتي في الأقصى" تهدف إلى أداء الصلاة والرباط في المسجد خلال رمضان، لإفشال مخططات السلطات الإسرائيلية من الانفراد بالمسجد، وكسر الحصار المفروض عليه منذ 7 أكتوبر.

قيود عمرية

وقال مدير نادي الأسير في القدس، ناصر قوس، إن هناك تشديدات على دخول المصلين إلى المسجد، خاصة على الشباب الذين لديهم سوابق أمنية عند الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى منعهم من دخول المسجد وإعادتهم عند أبوابه، فيما أعيد بعضهم عند أبواب البلدة القديمة، معرباً عن أمله في انتهاء هذه الإجراءات، وأن يسمح لجميع المقدسيين والفلسطينيين بأداء الصلوات في ساحات المسجد في شهر رمضان.

وأضاف قوس لـ"الشرق"، أن تسليم قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، يشكّل سياسة خفية للسلطات الإسرائيلية بمنع الفلسطينيين أداء الصلاة في الأقصى خاصة في رمضان، موضحاً أن الاحتلال أبعد المئات قبل حلول رمضان، مشيراً إلى أن هذا التقييد يصيب الوضع الاقتصادي في البلدة القديمة بالركود، لأن معظم التجار كانوا ينتظرون حلول رمضان لتنشيط حركة البيع، وكانوا يأملون أن يشكل انفراجة اقتصادية.

وقال هاني السيوري، صاحب متجر هدايا وملابس واكسسوارات في سوق القطانين بجانب المسجد الأقصى: "نحن لا زلنا في الأيام الأولى من رمضان ومتفائلين بالخير، جميع التجار والمحال التجارية يجهزون البضائع وجميعنا نتوقع أن يكون عام خير، نحن نعلم أنه لن يكون كباقي الأعوام، لكننا نطمع في 30% من الأعوام الماضية".

تصنيفات

قصص قد تهمك