أشرف الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، على تدريبات وحدات عسكرية مظلية بهدف إظهار قدرة قواته على احتلال "منطقة معادية بضربة واحدة"، حسبما أفادت وسائل الإعلام الرسمية في بيونج يانج، السبت، والتي أشارت إلى كيم استقل سيارة أهداها له الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
جاءت هذه التدريبات بعد أيام من إجراء كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مناورات عسكرية مشتركة.
وأولت بيونج يانج، اهتماماً خاصاً بالتدريبات الجوية، إذ يقول خبراء إنّ سلاح الجو الكوري الشمالي هو الحلقة الأضعف في منظومة البلاد العسكرية.
والسبت، ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، أنّ كيم أشرف على تدريبات تهدف إلى "التحقق من مدى جاهزية المظليّين للتعبئة في أيّ بيئة عملياتية في ظلّ ظروف غير متوقّعة في زمن الحرب" وتقييم قدراتهم.
ونقلت الوكالة عن زعيم كوريا الشمالية تأكيده على أهمية "تطبيق أساليب تدريب واقعية وعلمية" من أجل "تحقيق أقصى قدر من الفاعلية القتالية في ساحات الوغى، كما تتطلّب ذلك الحرب الحديثة".
وأضافت أنّ كيم كان "راضياً جداً" عندما نجحت قواته في أن تحتلّ "بضربة واحدة"، "الأهداف العسكرية الرئيسية للعدو".
وبحسب الوكالة، فإنّ القوات برهنت على "قدرتها القتالية التامة لاحتلال منطقة العدو بضربة واحدة، بمجرد تلقيها الأمر بذلك".
وأظهرت صور نشرتها صحيفة رودونج سينمون الرسمية الكورية الشمالية، كيم جو أي، ابنة كيم جونج أون، وهي تتابع التدريبات بمنظار إلى جانب والدها ومسؤولين عسكريين كبار، وأظهرت صور أخرى تموضع قوات بينما كان عشرات المظليين يهبطون في الخلفية.
مناورات "درع الحرية"
تأتي هذه التدريبات التي أجريت بالذخيرة الحيّة، عشية اختتام سول وواشنطن مناوراتهما السنوية المشتركة المسماة "درع الحرية".
وشملت المناورات تدريبات على اعتراض صواريخ، والتصدّي لهجمات جوية، في تدريبات سنوية تندّد بها باستمرار بيونج يانج التي تمتلك السلاح النووي.
وتعتبر كوريا الشمالية، هذه المناورات، تدريبات على غزو محتمل لأراضيها.
وسبق لبيونج يانج أن ردّت على مناورات "أميركية-كورية جنوبية" بإجراء تجارب أسلحة جديدة.
وحذرت بوينج يانج من أن البلدين سيدفعان "الثمن غالياً"، جراء هذه المناورات.
وفي 7 مارس، تفقد وزير الدفاع الكوري الجنوبي، شين وون سيك، المقر العام لقيادة العمليات الخاصة، خلال مناورات تهدف إلى "امتلاك تقنيات القتال المتقدمة".
واعتمدت المناورات على شن عمليات تهدف إلى التحرك داخل "منشآت كورية شمالية أساسية" في حال شنت بيونج يانج هجوماً.
وقال شين خلال الزيارة: "في حال شن كيم جونج أون الحرب يجب أن تصبحوا وحدة الحرب الخاصة الأقوى في العالم القادرة على القضاء سريعاً على قادة العدو".
"أقوى" دبابة في العالم
والخميس، أعلنت بيونج يانج أنّ كيم قاد بنفسه "دبابة قتالية من نوع جديد" خلال مناورات عسكرية أجريت بالتوازي مع المناورات السنوية المشتركة بين واشنطن وسول. ووصفت الدبابة بأنها "الأقوى في العالم".
وبثّت الوكالة صوراً بدا فيها الزعيم، مرتدياً سترة جلدية سوداء، ويحيّي العسكريين الذين ارتدوا الزي العسكري المرقّط، وهلّلوا فرحاً بلقائه، قبل أن يشرف على تدريبات "المسيرة التدريبية".
ومنذ مطلع 2024، حددت بيونج يانج جارتها الجنوبية على أنها "عدوها الرئيسي"، وأغلقت الوكالات الممكلفة بشؤون إعادة التوحيد والحوار بين البلدين، وهددت بشن حرب عند أي انتهاك لأراضيها.
سيارة بوتين
ونقلت "رويترز" عن وسائل إعلام رسمية، السبت، قولها إن كيم جونج أون استقل علناً سيارة أهداها له الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في "دليل واضح" على تعزيز الصداقة بين البلدين.
وأقامت بيونجيانج وموسكو علاقات أوثق منذ لقاء كيم وبوتين، في سبتمبر الماضي، وتعهدا بتعميق العلاقات العسكرية. وينفي البلدان الاتهامات الغربية بأن كوريا الشمالية تزود روسيا بقذائف مدفعية وصواريخ استخدمت في الغزو الروسي لأوكرانيا.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية، نقلاً عن كيم يو جونج شقيقة الزعيم أن رحلة كيم، الجمعة، بسيارة ليموزين روسية من طراز أوروس هي "دليل واضح على الصداقة بين كوريا الديمقراطية وروسيا، والتي تتطور بطريقة شاملة في مرحلة عالية جديدة".
وقالت الوكالة إن كيم جونج أون، أشرف على تدريبات على الحرب الجوية، الجمعة، وحث على الاستعداد "الفعلي" للقتال بعد اختتام التدريبات السنوية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
"لا نية لتجنب حرب"
ونقلت الوكالة عن كيم قوله: "التدريب الفعلي المرتبط مباشرة بالحرب هو وحده القادر على إعداد الجنود كمقاتلين حقيقيين".
وكانت التدريبات المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة هي الأولى، منذ أن ألغت بيونج يانج في نوفمبر اتفاقاً عسكرياً بين الكوريتين تم إبرامه في عام 2018، كان يهدف إلى تهدئة التوتر.
وفي يناير، قال كيم جونج أون، إنه لن يتردد في "إبادة" كوريا الجنوبية، إذا تجرأت على ضرب بلاده، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية في البلاد.
وخلال تفقده مصانع كبرى للأسلحة، ذكر أن سول هي "العدو الرئيسي" لبيونج يانج، مشدّداً على أن الأولوية بالنسبة لبلاده يجب أن تكون "تعزيز القدرات العسكرية للدفاع عن النفس وردع الحرب النووية قبل كل شيء".
وأضاف كيم، أن كوريا الشمالية لن تشعل "أحادياً" مواجهة، لكن "لا نية لديها لتجنب حرب".
وتابع: "إذا تجرأت جمهورية كوريا (كوريا الجنوبية) على محاولة استخدام القوات المسلحة ضد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية أو تهديد سيادتها وأمنها، وسنحت فرصة كهذه، فلن نتردد في إبادة جمهورية كوريا عبر حشد كل ما لدينا من وسائل وقوات"، بحسب الوكالة.