قمة مصرية أوروبية في القاهرة من أجل "شراكة استراتيجية شاملة"

تستضيف القاهرة، الأحد، قمة "مصرية-أوروبية" تشهد الإعلان عن رفع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى مستوى الشراكة "الاستراتيجية والشاملة"، وفق بيان للرئاسة المصرية.

وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيستقبل بقصر الاتحادية في القاهرة، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس وزراء بلجيكا والرئيس الحالي للتكتل ألكسندر دي كرو، ورؤساء دول وحكومات قبرص وإيطاليا واليونان والنمسا.

وأضاف فهمي أن "من المقرر أن يعقد السيسي لقاءات ثنائية مع القادة الأوروبيين لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية"، لافتاً إلى أنه "سيتم عقد اجتماع قمة للتباحث بشأن تطوير العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في مختلف المجالات، وعلى رأسها العلاقات السياسية، ومكافحة الإرهاب، والتعاون الاقتصادي، وملفات الطاقة، والصناعة، والتكنولوجيا، والتعليم، والهجرة".

كما ستناقش القمة "الأوضاع الإقليمية، وخاصة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكيفية استعادة الأمن والاستقرار في الإقليم، وتجنُّب تداعيات التوترات الجارية على السلم الدولي"، بحسب بيان الرئاسة المصرية.

تمويل 8 مليارات دولار

وقال مسؤول كبير في المفوضية الأوروبية إن الاتحاد الأوروبي سيقدم تمويلاً لمصر قدره 7.4 مليار يورو (8.06 مليار دولار) في الفترة من 2024 إلى 2027 بموجب اتفاق لتوسيع نطاق التعاون سيُعلن في القاهرة، الأحد، وفق وكالة "رويترز".

وأضاف المسؤول أن التمويل يشمل مساعدات مالية قدرها 5 مليارات يورو، واستثمارات بقيمة 1.8 مليار يورو، ومِنَح قدرها 600 مليون يورو.

وذكر أن تمويلاً طارئاً قدره مليار دولار من ضمن المساعدات المالية سيُصرف في 2024.

وقبل أيام، قالت "بلومبرغ" إن التكتل الأوروبي يدرس تقديم حزمة مساعدات إلى مصر بقيمة إجمالية تقارب 7.4 مليار يورو، أي ما يزيد على 8 مليارات دولار.

غزة والسودان والهجرة

وتأتي حزمة المساعدات الأوروبية لمصر وسط مخاوف من أن تؤدي الحرب على قطاع غزة، والحرب في السودان إلى تفاقم المشكلات المالية في القاهرة، وزيادة ضغوط الهجرة على أوروبا، وفق صحيفة "فاينانشال تايمز".

ويتضمن الاتفاق بين الجانبين، دعم قطاع الطاقة في مصر، والمساعدة في التعامل مع العدد المتزايد من اللاجئين السودانيين في البلاد، وكذلك المساعدة في تحصين حدود مصر مع ليبيا، حيث يعبر الراغبون في الهجرة البحر الأبيض المتوسط في طريقهم إلى أوروبا، وفقاً لعدد من مسؤولي الاتحاد الأوروبي المطلعين على الأمر.

ونقلت "فاينانشال تايمز" عن مسؤول مشارك في الاستعدادات قوله إن الاتفاق "جوهري لكنه مهم من الناحية الاستراتيجية"، مضيفاً: "نحن قلقون بشأن حدودين، الحدود السودانية المصرية، حيث يدخل السودانيون البلاد، والحدود المصرية الليبية، حيث يدخل الناس إلى البلاد، ثم يخرجون من هناك".

شريك مهم

وفي السياق، قال مسؤول ثانٍ بالاتحاد الأوروبي اطلع على المناقشات، إن الاتفاق من المرجح أن يعيد صياغة بعض برامج الدعم الحالية من الاتحاد الأوروبي لمصر، التي "ظلت منذ فترة طويلة شريكاً مهماً للتكتل".

ويأتي الاتفاق، الذي سيُعلن عنه بين مصر والاتحاد الأوروبي، ضمن سلسلة اتفاقيات للاتحاد الأوروبي مع دول شمال إفريقيا، مثل تونس وموريتانيا، بهدف تجنب عدم الاستقرار الاقتصادي في الدول المجاورة للقارة العجوز، ووقف الهجرة غير الشرعية من إفريقيا.