تعتزم الولايات المتحدة طرح "بدائل للمساعدة في تحقيق أهداف" العملية العسكرية الإسرائيلية المزمعة في رفح جنوب قطاع غزة، خلال زيارة مرتقبة يجريها وفد إسرائيلي إلى واشنطن، والتي أثارت "توتراً" بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والأجهزة الأمنية في تل أبيب.
وكشف مسؤولان أميركيان رفيعان، لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، الثلاثاء، أن واشنطن ستطرح خططاً بديلة بشأن كيفية مواصلة إسرائيل لملاحقة حركة "حماس" دون تنفيذ "عملية برية كبيرة" في رفح.
وقال أحد المسؤولين للصحيفة: "لن نقول لهم لا تستطيعون تنفيذ العملية، وإنما سنقول إننا مستعدون للعمل معكم على بدائل يمكن أن تساعدكم في تحقيق أهدافكم".
ونوّه مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان لهذه الفكرة، الاثنين، حين أعلن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل طلباً من الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اتصال هاتفي في وقت سابق من نفس اليوم، بإرسال فريق حكومي إلى واشنطن.
وأوضح سوليفان، أن زيارة الوفد تهدف إلى "الاستماع إلى بواعث قلق أميركية بشأن خطط إسرائيل الحالية المتعلقة برفح، وطرح نهج بديل يستهدف العناصر الرئيسية من حركة حماس في رفح، وتأمين الحدود بين غزة ومصر دون توغل بري كبير".
محور فلادلفيا
وفي إطار الحديث عن "النهج البديل"، الذي تفكر فيه إدارة بايدن، قال مسؤول أميركي رفيع آخر، إن واشنطن تتطلع إلى أن "تركز إسرائيل بدلاً من ذلك على منع تهريب الأسلحة من مصر إلى غزة عبر ممر فيلادلفيا".
ووفقاً للصحيفة، تجنب المسؤول إلقاء اللوم على الحكومة المصرية في عمليات التهريب التي كانت مسؤولة جزئياً عن إعادة تسليح "حماس" بعد حروب متتالية مع إسرائيل خلال السنوات الـ15 الماضية؛ لكن المسؤولان قالا إن "التوصل إلى ترتيب جديد مع القاهرة، وبناء البنية التحتية اللازمة لقطع طريق التهريب سيكون أكثر أهمية لتفكيك حماس من شن هجوم بري كبير في رفح".
وأضاف المسؤول الثاني: "إذا اقتحمت إسرائيل رفح مع كل ما يترتب على ذلك من خسائر في صفوف المدنيين، فإن التعاون من جانب مصر بشأن إغلاق ممر فيلادلفيا سيكون أكثر صعوبة بكثير".
وأوضح المسؤول الأول، أن "معارضة الولايات المتحدة لغزو بري كبير في رفح، لا تعني أنها تعارض المزيد من العمليات المستهدفة ضد قيادة حماس في رفح أو في أي مكان آخر"، مشيراً إلى أن "الخطط البديلة التي تعتزم إدارة بايدن تقديمها للوفد الإسرائيلي الزائر ستركز على هذا الهدف أيضاً".
خلافات حكومة نتنياهو
في سياق متصل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، الأربعاء، بأن "توتراً" نشب بين الأجهزة الأمنية ورئيس الوزراء نتنياهو، بسبب "عدم علم الأمن" بتوجه وفد إلى واشنطن إلا من خلال إعلان رسمي نشره البيت الأبيض.
ويتوجه وفدان إسرائيليان إلى الولايات المتحدة، بشكل منفصل، لإجراء مباحثات أمنية مع المسؤولين في البيت الأبيض، وتتمحور حول العملية البرية في رفح وقضية المساعدات الإنسانية.
وأفادت الهيئة أن وفداً يترأسه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، فيما يترأس رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنجبي وفداً آخر. ومن المقرر أن يجتمع جالانت مع نظيره الأميركي لويد أوستن.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن نتنياهو "استبعد الأجهزة الأمنية من المشاورات بشأن الوفود التي ستتوجه إلى واشنطن"، مضيفة: "كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية قالوا لم نعرف بشأن إرسال الوفد إلا من خلال الإعلان الذي نشره البيت الأبيض".
ونقلت الهيئة عن مصادر (لم تشكف هوياتها)، قولها إنه "بعد نشر الإعلان الرسمي، جرت محادثات بين أعضاء في المؤسسة الأمنية، ومكتب رئيس الوزراء"، لكن الأخير لم يكشف عن تفاصيل بشأن الوفد.
وفي مناقشة مغلقة جرت في لجنة الشؤون الخارجية والأمن، سأل عضو الكنيست زئيف إلكين رئيس الوزراء نتنياهو: "إذا كان الدخول إلى رفح سيحدث على أي حال، فلماذا ترسل فريقاً إلى الولايات المتحدة لبحث هذا الأمر؟" .
وأجابه رئيس الوزراء: "سندخل رفح. وبمجرد دخولنا، سنستغرق شهرين لإنهاء العمل"، وفق ما نقلته عنهما هيئة البث الإسرائيلية.