كشف استطلاع رأي فلسطيني، الأربعاء، تراجع التأييد الشعبي لحركة "حماس" في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن تأييد هجوم السابع من أكتوبر الماضي بقي من دون تغيير تقريباً، فيما ارتفعت نسبة تأييد حل الدولتين لـ45%، مع معارضة 52% من المستطلعين لهذا الحل.
وبلغ حجم العينة في هذا الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، بين 5 و 10 مارس الجاري، 1580 شخصاً منهم 830 شخصاً تمت مقابلتهم وجهاً لوجه في الضفة الغربية، و750 شخصاً في قطاع غزة.
وتناول هذا الاستطلاع ملفات عدة منها تبعات الحرب على توازن القوى الداخلي، والتأييد لهجوم السابع من أكتوبر الماضي، وعلى العلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية، والعملية السياسية.
وأظهر الاستطلاع ارتفاع تأييد حل الدولتين بشكل ملحوظ، وانخفاض التأييد للكفاح المسلح بشكل ملحوظ أيضاً، موضحاً أن التأييد المتزايد لحل الدولتين جاء فقط من قطاع غزة، في حين بقيت نسبة التأييد في الضفة الغربية مستقرة.
حل الدولتين
أيد 45% من المستطلعين فكرة حل الدولتين، فيما عارضها 52%، علماً أنه قبل 3 أشهر بلغت نسبة التأييد لهذا الحل 34%، وقبل 6 أشهر 32%.
وجاء ارتفاع التأييد لهذا الحل في الاستطلاع الحالي من قطاع غزة فقط، بارتفاع قدره 27 نقطة مئوية، فيما بقيت نسبة التأييد مستقرة في الضفة الغربية بـ34%.
واعتبر 61% من المستطلعين، مقارنة مع 65% قبل 3 أشهر، أن حل الدولتين لم يعد عملياً بسبب التوسع الاستيطاني، لكن 37% تعتقد أنه لا يزال عملياً.
وعند السؤال عن تأييد أو معارضة إجراءات سياسية محددة لكسر الجمود الحالي، أيّد 62% الانضمام إلى المزيد من المنظمات الدولية، وأيّد 45% اللجوء لمقاومة شعبية غير مسلحة، وأيد 55% العودة للمواجهات والانتفاضة المسلحة، وأيد 58% حل السلطة الفلسطينية، وأيد 24% التخلي عن حل الدولتين والمطالبة بدولة واحدة للفلسطينيين والإسرائيليين.
وعند النظر في 3 خيارات لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، أشارت النتائج الحالية إلى انخفاض قدره 17 نقطة مئوية في تأييد الكفاح المسلح، وزيادة قدرها 5 نقاط مئوية في تأييد المفاوضات، وارتفاع قدره 5 نقاط مئوية في تأييد المقاومة السلمية.
من يحكم غزة بعد الحرب؟
وسأل الاستطلاع الجمهور عن "الطرف الذي يفضله" للسيطرة على قطاع غزة بعد الحرب، وقالت نسبة من 59% (64% في الضفة و52% في غزة) أن هذا الطرف هو "حماس"، واختار 13% السلطة الفلسطينية دون الرئيس محمود عباس، واختار 11% عودة السلطة الفلسطينية تحت إدارة محمود عباس، واختار 3% دولة عربية أو أكثر، واختار 1% فقط الأمم
المتحدة، فيما اختار 1% الجيش الإسرائيلي.
وفي سؤال بشأن الموافقة أو رفض "الخطة بعيدة المدى لليوم التالي التي تقوم فيها الولايات المتحدة وتحالف عربي يضم مصر والسعودية والأردن، بوضع تصور لتعزيز وإصلاح السلطة الفلسطينية، والعودة إلى المفاوضات على أساس حل الدولتين، وتحقيق سلام وتطبيع عربي-إسرائيلي"، عارض 73% من الجمهور المستطلع هذه الخطة، فيما قال 23% فقط أنهم يدعمونها.
وأوضح المركز الفلسطيني أن نسبة التأييد لهذه الخطة بين سكان قطاع غزة أعلى بكثير منها بين سكان الضفة الغربية، أي 36% و14% على التوالي.
تراجع التأييد لـ"حماس"
وعند السؤال عن الحزب السياسي أو الاتجاه السياسي الذي يؤيدونه، قالت النسبة الأكبر وهي 34% أنها تفضل "حماس"، وجاءت بعدها حركة "فتح" بـ17%، فيما اختار 11% قوى ثالثة، وقال 37% من المستطلعين أنهم لا يؤيدون أياً منها أو لا تعرف.
وتراجعت نسبة التأييد لحركة "حماس"، إذ قبل 3 أشهر أيّد 43% "حماس"، في حين دعّم 7% حركة "فتح".
وفي الضفة الغربية بلغت نسبة التأييد لـ"حماس" 35%، مقارنة مع 44% قبل 3 أشهر، أما لحركة "فتح" فقد وصلت 12% مقارنة مع 16% قبل 3 أشهر.
أما في قطاع غزة، فتراجعت نسبة التأييد لـ"حماس" إلى 34% مقارنة مع 42% قبل 3 أشهر، فيما دعّم 25% "فتح" مقارنة مع 18% قبل 3 أشهر.
وتعتقد نسبة أقل من سكان الضفة الغربية اليوم، مقارنة بالوضع قبل 3 أشهر، أن قطاع غزة سيبقى تحت سيطرة "حماس"، كما يعتقد المزيد من سكان غزة الآن أن الحركة ستكون هي القوة الحاكمة في المستقبل.
وعند سؤال المستطلعين عن السيطرة التي يفضلونها، ارتفعت نسبة تأييد سكان غزة لاستمرار حكم "حماس" على القطاع إلى أكثر من 50%، أي بزيادة قدرها 14 نقطة مئوية.
هجوم 7 أكتوبر
وبشأن قرار "حماس" بشن هجوم 7 أكتوبر، هل كان صائباً أم غير صائب، قالت الغالبية العظمى، أي 71% مقارنة بـ 72% في ديسمبر الماضي، إنه كان قراراً صائباً.
وقال المركز الفلسطيني إنه على الرغم من استقرار هذه الإجابة، فإن النتائج تظهر تغيراً مهماً عند النظر في مواقف سكان المنطقتين الفلسطينيتين بشكل منفصل، فالانطباع بأن قرار الهجوم كان صائباً انخفض في الضفة بمقدار 11 نقطة مئوية، لكنه ارتفع في غزة بمقدار 14 نقطة مئوية.
وأظهرت النتائج كذلك أن ثلاثة أرباع الفلسطينيين يعتقدون أن الهجوم قد وضع القضية الفلسطينية-الإسرائيلية في "بؤرة الاهتمام"، وقضى على سنوات من الإهمال للقضية على المستويين الإقليمي والدولي، ووفقاً للمركز.
وأشارت النتائج إلى أن نصف سكان الضفة الغربية متفائلون بوقف إطلاق النار قريباً، فيما أن نحو ربع سكان غزة فقط يعبرون عن نفس التوقعات، لكن النسبة الأكبر من سكان القطاع تتوقع استمرار الحرب.