
حسمت "الحقوق الإنجابية" نتائج انتخابات ولاية ألاباما الخاصة في الولايات المتحدة، وذلك بعد فوز الديمقراطية مارلين لاندز، الثلاثاء، بمقعد في مجلس نواب الولاية بمنطقة يسيطر عليها الجمهوريون منذ فترة طويلة، بعد أن ركزت حملتها على تعزيز الوصول إلى حق الإجهاض والتخصيب الاصطناعي في المختبر (IVF).
ووفقاً لموقع "أكسيوس"، فقد حظيت الانتخابات الخاصة في الولاية الحمراء باهتمام وطني باعتبارها "اختباراً حقيقياً" لاستجابات الناخبين لحملة ارتكزت على حماية حقوق الإنجاب وتعزيز الوصول إلى خيار التخصيب الاصطناعي.
وجعلت لاندز، التي خاضت الانتخابات في عام 2022، وخسرت بفارق 7 نقاط، من حماية الحقوق الإنجابية محوراً لحملتها الانتخابية، بما في ذلك مشاركتها تجربتها الخاصة مع الإجهاض في إعلان تليفزيوني.
وقالت لاندز في بيان: "اليوم، أرسلت النساء والأسر في ألاباما رسالة واضحة سيصل صداها إلى أنحاء البلاد. يجب على مجلسنا التشريعي إلغاء حظر الإجهاض بدون استثناءات في ألاباما، وإعادة الوصول إلى التخصيب الاصطناعي بشكل كامل، وحماية الحق في استخدام وسائل منع الحمل".
وكان هذا السباق الأول من نوعه في ألاباما منذ صدور حكم المحكمة العليا المثير للجدل بشأن التلقيح الاصطناعي في فبراير الماضي، والذي قلب علاجات التخصيب داخل المختبر في الولاية رأساً على عقب، وتسبب في معضلة سياسية للحزب الجمهوري.
وتعهد وقتذاك عدد كبير من الجمهوريين في الولايات المتحدة بقيادة الرئيس السابق دونالد ترمب بحماية برنامج التخصيب الاصطناعي في المختبر، في أعقاب حكم أصدرته محكمة بولاية ألاباما يعتبر الأجنة المجمدة أطفالاً، في ما قد يصبح قضية ساخنة في الانتخابات الأميركية المقررة في نوفمبر 2024.
الحقوق الإنجابية
وكان مقعد منطقة هانتسفيل في الولاية يشغله سابقاً النائب الجمهوري السابق ديفيد كول، والذي تقدم باستقالته العام الماضي، بعد إقراره بالذنب في قضية تزوير انتخابات.
وواجه عضو مجلس المدينة الجمهوري تيدي باول الذي ركز على قضايا السياسة، من قبيل البنية التحتية والاقتصاد، لاندز، قبل أن يتنازل مساء الثلاثاء، متمنياً لمنافسته "الأفضل في مسيرتها لمواصلة خدمة سكان المنطقة 10".
وكانت حملة باول قد انتقدت لاندز لعدم تناولها قضايا السياسة، والتي وصفتها بأنها "تمتلك التأثير الأكبر والأكثر مباشرة على الناخبين".
وفي هذا الصدد، قال مستشار باول دالون ديسموكس لـ"أكسيوس"، إن "باول يتحدث عن القضايا التي يعرف أنه بإمكانه أن يكون مؤثراً في التغيير فيها، وعن القضايا التي يبدي الناخبون اهتماماً بها".
وأزالت الحملة، إعلاناً كان يتحدث فيه باول عن دعمه للتخصيب الاصطناعي، إذ قال ديسموكس: "إنه لا يريد أن يعتقد الناس أنه ترشح لأجل هذا، فقط من أجل تحقيق مكاسب سياسية".
وأشار "أكسيوس" إلى أنه بعد أن تعززت حظوظهم الانتخابية في عام 2022، بإلغاء الحكم في قضية "رو ضد وايد"، بحث الديمقراطيون عن طرق جديدة للوقوف في المربع المقابل للجمهوريين ليكونوا "محل مقارنة" فيما يتعلق بالحقوق الإنجابية.
واستغلت لجنة العمل السياسي الرئيسية التابعة للديمقراطيين قانون "الحياة في وقت الحمل" الجمهوري، الذي يحتوي على لغة مماثلة لحكم ألاباما.
وحاولت لجنة حملة الكونجرس ربط الأعضاء الجمهوريين الحاليين المترددين بمجموعات تسعى إلى دفع المحكمة العليا إلى تقييد الوصول إلى عقار "ميفيبريستون" الخاص بالإجهاض.
برنامج عمل ديمقراطي
وأوضح "أكسيوس"، أن النتيجة التي أسفر عنها سباق ألاباما، الثلاثاء، يمكن أن يكون بمثابة "برنامج عمل" للديمقراطيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة في معركتهم من أجل الفوز بالبيت الأبيض والمقاعد الرئيسية في الكونجرس في عام 2024.
وفي هذا الصدد، قالت رئيسة لجنة الحملة التشريعية للحزب الديمقراطي (DLCC)، هيذر ويليامز، التي أيدت لاندز، إن النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات الخاصة في ألاباما والاستحقاقات القادمة على مستوى الولايات "يمكن أن تقدم لنا خارطة طريق للمضي قدماً".
وأثار الحكم الصادر عن المحكمة العليا في ألاباما بأن الأجنة المجمدة هي أطفال "اهتماماً وإدانة"، إذ وصفت حملة الرئيس جو بايدن قرار التخصيب الاصطناعي في ألاباما بأنه "نتيجة مباشرة" لقرار "دوبس" في عام 2022 (قضت فيه المحكمة العليا بأن دستور الولايات المتحدة لا يمنح أي حق للإجهاض)، والذي ألقت اللائمة بشأنه على الرئيس السابق دونالد ترمب لتعيينه 3 قضاة محافظين.
وبعد حكم ألاباما أكد ترمب أنه يدعم التخصيب الاصطناعي، وحض على اتخاذ إجراء تشريعي في الولاية.
والشهر الماضي، حظر الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ مشروع قانون كان من شأنه الحفاظ على الحماية الفيدرالية للتخصيب الاصطناعي، حيث قال العديد من المشرعين الجمهوريين إن مشروع القانون كان "تجاوزاً فيدرالياً".
وتتطلع لجنة الحملة التشريعية الديمقراطية، التي تقود جهود الحزب الديمقراطي للفوز بالسيطرة على المجالس التشريعية في الولاية، إلى أن تكون السباقات الانتخابية على مستوى الولايات وسيلة لحماية الحريات الإنجابية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفقاً للمذكرة التي نشرتها اللجنة الأسبوع الماضي.