قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، الجمعة، إن إدارة الرئيس جو بايدن، تجري محادثات مع روسيا والدول الحليفة لمحاولة منع موسكو من وضع سلاح نووي مضاد للأقمار الاصطناعية في الفضاء، بحسب ما نقلته مجلة "بوليتيكو" الأميركية.
ولجأ مسؤولون أميركيون إلى الأمم المتحدة ودول مثل الصين والهند لإقناع روسيا بالتراجع عن خططها لاختبار إطلاق سلاحها الفضائي.
وتسارعت وتيرة هذه المحادثات في الأسابيع الأخيرة، بعد الكشف علناً عن التطورات الفضائية الروسية، إذ أعربت واشنطن عن قلقها إزاء تطوير روسيا سلاحاً مضاداً للأقمار الاصطناعية الغربية، مشدّدة في الوقت نفسه على أن هذا السلاح لا يشكل خطراً على الأمن القومي الأميركي.
انفتاح على التفاوض
ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فبراير الماضي، هذا الأمر قائلاً إن موسكو "تعارض بشكل قاطع" نشر أسلحة نووية في الفضاء، لكنه أيد "التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن الاستقرار الاستراتيجي"، فيما ذكر مسؤولون أميركيون أنه لا يوجد ما يشير إلى أن موسكو على وشك إطلاق سلاح نووي إلى الفضاء أو إجراء إطلاق تجريبي.
وحتى فبراير الماضي، كان المسؤولون في الولايات المتحدة يقولون إنهم لم يجروا محادثات جوهرية مع روسيا بشأن نواياها، على الرغم من تواصلهم مع موسكو للتفاوض.
وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي لسياسة الفضاء جون بلامب، للصحافيين، الجمعة، إن واشنطن أجرت محادثات مع موسكو بشأن خطط الأسلحة، ما يُعد تأكيداً واضحاً على أن روسيا تشارك، على الأقل، في القضية.
وأشار بلامب إلى أن الولايات المتحدة تتواصل مع الحلفاء والشركاء وروسيا لإقناعهم بأن هذا التصرف "غير مسؤول"، على الرغم من أن نشر موسكو أسلحة نووية مضادة للأقمار الاصطناعية لا يمثل تهديداً مباشراً للأرض.
وأعرب عن أمله في أن "تحرز هذه المحادثات الجارية تقدماً، ولكن لم يتضح ما إذا كان بوتين، مقتنعاً بذلك أم لا"، لافتاً إلى أن الرئيس الروسي هو "صاحب القرار النهائي" في هذا الشأن.
وأكد المسؤول الأميركي أن "الإدارة تواصلت مع موسكو بشأن سلاحها الفضائي، وحثتها على عدم المُضي قدماً"، لكن واشنطن "لا تجري مفاوضات رسمية نشطة مع روسيا".
وخيم الغموض والقلق على واشنطن منذ أن أصدر رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب مايك تورنر بياناً قبل شهرين أشار فيه إلى "تهديد خطير للأمن القومي"، داعياً الرئيس جو بايدن إلى "رفع السرية عن جميع المعلومات المتعلقة بهذا التهديد".
وتتعلق المعلومات الاستخباراتية باتخاذ موسكو خطوات لوضع صواريخ نووية مضادة للأقمار الاصطناعية في الفضاء، بحسب ما ذكرته "بوليتيكو".
وقال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، هذا الأسبوع، إن الولايات المتحدة أيدت قراراً في الأمم المتحدة يحذر الدول من وضع أسلحة نووية في مدار الأرض، موضحاً أن واشنطن تدعو موسكو إلى التوقيع على القرار.
وسبق أن اتهم الغرب روسيا باللجوء إلى خطاب متهور بعد أن قال بوتين إنه مستعد لاستخدام سلاح نووي إذا شعر بوجود تهديد وجودي.
وتحظر معاهدة الفضاء الخارجي التي صادقت عليها كل من روسيا والولايات المتحدة، نشر الأسلحة النووية في الفضاء.