حذرت الولايات المتحدة حلفاءها من قيام الصين بتكثف دعمها لروسيا، من خلال تقديم معلومات استخباراتية "نوعية" للجغرافية المكانية (Geospatial) بهدف مساعدة موسكو في حربها ضد أوكرانيا، بحسب وكالة "بلومبرغ".
وقالت مصادر مطلعة للوكالة، السبت، إن الصين زودت روسيا بصور التقطت عبر الأقمار الاصطناعية للأغراض العسكرية، مشيرين كذلك إلى تقديم إلكترونيات دقيقة ومعدات للدبابات.
وذكر مصدر، لم تكشف "بلومبرغ" عن هويته، أن "دعم بكين لموسكو يشمل أيضاً البصريات والوقود الذي سيتم استخدامه في الصواريخ، فضلاً عن زيادة التعاون في مجال الفضاء".
ووفقاً للوكالة، فإن الصين تسعى إلى تصوير نفسها على أنها "محايدة" بشأن الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، والذي دخل عامه الثالث، ولكنها على الرغم من ذلك أنشأت تحالفاً عميقاً مع موسكو كجزء، مما وصفه الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "صداقة بلا حدود".
ووصلت التجارة بين البلدين إلى مستوى قياسي بلغ 240 مليار دولار في عام 2023، وأصبحت بكين المورد لكل شيء تقريباً من الملابس إلى الآلات والسيارات، بعد مغادرة المصنعين الغربيين والجولات المتعددة من العقوبات، كما عززت روسيا، في الوقت نفسه، صادراتها من السلع مثل الفحم والنفط إلى بكين.
وأصبحت الصين وهونج كونج أيضاً بوابات رئيسية لموسكو للوصول إلى التقنيات المحظورة، بما في ذلك الرقائق والدوائر المتكاملة (أكثر أنواع الرقائق شيوعاً، والتي تُستخدم في مجموعة واسعة من الأجهزة الإلكترونية)، المُستخدمة في الأسلحة أو اللازمة لإنتاجها.
وأدرجت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العديد من الشركات الصينية على قائمتها السوداء لمساعدتها موسكو في هذه العملية، ولكن لا توجد علامات تشير إلى تراجع معدل التجارة بين البلدين.
وفي العام الماضي، فرضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أيضاً عقوبات على شركة صينية لتقديمها صوراً عبر الأقمار الاصطناعية لشركة تكنولوجيا روسية، والتي بدورها زودت مجموعة "فاجنر" العسكرية.
ولم توضح بكين بعد ما إذا كانت ستشارك في القمة التي تنظمها أوكرانيا للاتفاق على المبادئ الأساسية التي يمكن على أساسها التوصل لتسوية مستقبلية سلمية مع روسيا.
دعم مستمر
وأشارت مصادر "بلومبرغ" إلى أن دعم بكين لموسكو تعمق خلال الأشهر الأخيرة، لافتة إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أطلع الحلفاء الأوروبيين، الأسبوع الماضي، على نطاق وخطورة الدعم الصيني، والحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للحد منه.
وقال مصدر آخر مطلع على المناقشات، إن بلينكن طلب من الحلفاء إثارة المشكلة مع بكين بشكل مباشر، فضلاً عن اتخاذ إجراءات ضد الكيانات والشركات الصينية.
وأوضحت المصادر أن الولايات المتحدة وحلفائها يتطلعون لنقل مخاوفهم إلى بكين، وتكثيف الجهود للقضاء على دعمها لصناعة الدفاع الروسية.
من جهتها، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في بيان إنها شددت خلال زيارتها للصين، على أن "الشركات بما فيها الشركات في الصين، يجب ألا تقدم دعماً لحرب روسيا على أوكرانيا، بما في ذلك لقطاع الصناعة الدفاعية الروسية" محذرة من "عواقب بالغة في حال فعلت ذلك".
وقالت يلين للصحافيين بمدينة قوانجتشو الصينية، السبت: "كنا واضحين مع الصين بأننا نرى روسيا تحصل على الدعم من سلع تزودها بها بكين وشركات محلية"، مضيفةً: "لا أحد منا يريد أن يسبب ذلك مشكلة في العلاقات الثنائية بين بلدينا. لذا نعمل معاً".
وتأتي هذه المخاوف في الوقت الذي تواجه فيه أوكرانيا نقصاً خطيراً في المدفعية، وسط فشل جهود حلفائها لإعادة إمدادها.
وفي المقابل، تمكنت روسيا من تعزيز إنتاجها المحلي من الأسلحة، كما تواصل استيراد المكونات الرئيسية عبر شبكة من 3 دول، إذ تحصل على قذائف وأسلحة أخرى من دول مثل كوريا الشمالية وإيران أيضاً.
وعلى الرغم من أن إدارة بايدن كانت حذرت بكين من تزويد موسكو بالأسلحة، ولكن ليس هناك ما يشير إلى أنها فعلت ذلك حتى الآن، بحسب "بلومبرغ".