تعهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، بعدم تسليم أمر البلاد لـ"أي جهة داخلية أو خارجية"، مؤكداً أن "هذه الدولة لن يديرها إلا الذين صمدوا أمام ظلم وانتهاكات المليشيا"، فيما قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إن قواته "ستنتصر لضحايا الحروب والقصف الجوي الممنهج في الخرطوم والجزيرة ودارفور وكردفان".
وأضاف البرهان في كلمة ألقاها بمناسبة عيد الفطر بولاية القضارف: "لن نسلم أمر دولتنا لأي جهة داخلية أو خارجية، وهذه الدولة لن يديرها إلا الذين صمدوا أمام ظلم وانتهاكات المليشيا، ولن يكون لدينا أي حديث إلا بعد انتهاء المعركة مع المتمردين"، في إِشارة إلى الدعم السريع.
وشدد على أن "القوات المسلحة والقوات النظامية وحركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية والمستنفرين والشعب السوداني ستدحر هؤلاء المتمردين".
وأشار إلى أن "هذه المعركة مع المتمردين تمايزت فيها الصفوف، وأي شخص خان الشعب لن يكون له مكان بين السودانيين حتى وإن ذهبنا"، حسب تعبيره.
ولفت إلى أن "عيدنا القادم سيكون بدون جنجويد وبدون مرتزقة وعملاء"، معتبراً أن "كل من خان البلاد، ولم يساند السودانيون في هذه الحرب لن يكون له دور في إدارة السودان مستقبلاً، سواء بقوا في الحكم أو ذهبوا".
حميدتي: سننتصر
وفي المقابل، قال قائد قوات الدعم السريع في تسجيل صوتي على حسابه بتليجرام، إن "من يرتكب انتهاكات سوف يتم تقديمه لمحاسبة عادلة"، وأوصى قواته بـ"مضاعفة الجهود والحفاظ على أمن المواطن، وعدم التهاون مع أي متفلت يهدد استقرار المواطنين الأبرياء".
وذكر دقلو أن قواته "ستنتصر لإرادة شعبنا ولضحايا الحروب والمظلومين وضحايا القصف الجوي والفقد والتهميش، وخيارنا واحد النصر أو النصر وبإذن الله تعالى سننتصر لإرادة شعبنا ولوحدتنا ولوطننا العظيم".
"فرقعة في الهواء"
من جهته، قال نائب القائد العام للجيش السوداني شمس الدين الكباشي خلال مخاطبته قوات الجيش في ارتكاز منطقة حماري بمحلية ربك على الطريق الرابط بين ولايتي النيل الأبيض وسنار، الأربعاء، إن "ساعة النصر اقتربت، والقوات المسلحة تتقدم بثبات في كل محاور العمليات، وتحقق انتصارات كبيرة في الميدان".
وطالب الكباشي القوات "بعدم الالتفات للشائعات وأكاذيب العدو"، مضيفاً أن قوات الدعم السريع باتت تعتمد على ما أسماها "الفرقعة في الهواء جراء الهزائم المتتالية التي منيت بها في أرض المعركة"، على حد قوله.
مساعدت إنسانية
يأتي هذا فيما أفاد نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للسودان طوبي هارورد، الأربعاء، بأنه عقد اجتماعات "إيجابية" خلال الأيام الماضية مع السلطات والأطراف العسكرية في مدينتي مليط والفاشر في ولاية شمال دارفور التي تعاني من أزمات إنسانية متفاقمة.
وأضاف هارورد على منصة "إكس"، أنه ناقش خلال الاجتماعات الحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق للولايات المتضررة من الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، محذراً من موت "الآلاف قريباً" ما لم تحصل الأمم المتحدة على تمويل كاف للاستجابة للكارثة الإنسانية في السودان.
ولم يتم حتى الآن تمويل خطة الاستجابة الإنسانية داخل السودان سوى بنسبة 6%، في حين تم تمويل خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين لعام 2024 بنسبة 7%، بحسب وكالة "فرانس برس".
ونزح نحو 1.8 مليون شخص إلى دول مجاورة للسودان منذ اندلاع القتال، في حين فر 6.7 ملايين من أماكن سكنهم، ولكنهم نزحوا إلى مناطق أخرى داخل السودان.
ودمرت الحرب البنية التحتية الهشة أصلاً في السودان، ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة. وتثير الأزمة ضغوطاً على دول الجوار.