كوريا الجنوبية.. المعارضة في طريقها للفوز بالانتخابات البرلمانية

time reading iconدقائق القراءة - 5
جانب من عملية فرز بطاقات الاقتراع خلال الانتخابات البرلمانية في العاصمة الكورية الجنوبية سيول. 10 أبريل 2024 - REUTERS
جانب من عملية فرز بطاقات الاقتراع خلال الانتخابات البرلمانية في العاصمة الكورية الجنوبية سيول. 10 أبريل 2024 - REUTERS
سول-أ ف ب

أظهرت نتائج شبه نهائية للانتخابات العامة في كوريا الجنوبية، الخميس، أن المعارضة تتجه إلى تعزيز غالبيتها البرلمانية، ما يمثل انتكاسة للرئيس المحافظ يون سوك يول.

ومع فرز كافة الأصوات تقريباً في الانتخابات التي جرت، الأربعاء، يتجه "الحزب الديمقراطي" المعارض (يسار الوسط) مع حزب آخر حليف للفوز بـ176 مقعداً من أصل 300 تشكل مقاعد البرلمان.

وهذه النتائج في حال تأكيدها ستضعف الرئيس يون خلال السنوات الثلاث المتبقية من ولايته.

ومع ذلك، بدا أن حزب "قوة الشعب" بزعامة يون قادر على انتزاع ما يكفي من المقاعد لمنع المعارضة من تحقيق غالبية ساحقة، وهو ما يمكن أن يفتح الباب أمام عزل الرئيس.

وأوردت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية، أن "الحزب الديمقراطي" بزعامة لي جاي ميونج، الخصم اللدود للرئيس والذي أصيب بجروح بالغة قبل 3 أشهر في هجوم بالسكين، فاز بـ161 مقعداً بالاقتراع المباشر، ومن المتوقع أن يؤمن مع حزب حليف 16 مقعداً إضافياً تُحسب نتائجها على أساس النسبية.

وفاز حزب "قوة الشعب" بـ90 مقعداً بشكل مباشر، وأفادت تقارير بأن العدد يمكن أن يصل إلى 109 مع مقاعد حزب حليف له.

ويرى المحلل السياسي يوم سيونج يول أن "نتائج اليوم تظهر غضب الناس الشديد إزاء يون بسبب عامين من حكمه".

وأضاف لوكالة "فرانس برس": "ماذا لو لم يتغير، حتى مع هذه النتيجة الواضحة في الانتخابات؟ أعتقد أن غضب الشعب سيزداد، وهذا ما يثير قلقي".

وفاز يون بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في العام 2022 أمام منافسه لي، واتبع سياسة حازمة تجاه كوريا الشمالية مع تعزيز تحالف بلاده مع الولايات المتحدة والتقرّب من اليابان، القوة الاستعمارية السابقة والتي تكثر الخلافات التاريخية معها.

وعرقل عدم فوز حزبه بغالبية برلمانية تنفيذ مشروعه السياسي اليميني، ومنذ بداية ولايته، لم تسجل شعبية الرئيس أي ارتفاع وهي تقارب على الدوام 30%.

والآن بات بوسع لي جاي ميونج الذي يواجه تحقيقات بالفساد يعتبر أن دوافعها سياسية، أن يستمتع برد اعتباره بعد حملة انتخابية شديدة الاستقطاب، وتمحورت بشأن استياء الناخبين.

ونتيجة الانتخابات تضعه في وضع جيد لخوض الانتخابات الرئاسية مجدداً في 2027، وهذا ما ينوي فعله باعتقاد الجميع.

ونقلت وسائل إعلام محلية عنه قوله بعد التصويت: "سأرى اختيار الشعب بقلب متواضع".

في الجمعية الوطنية بسول حيث تجمع النواب ومسؤولون آخرون، الأربعاء ليلة الانتخابات، ساد الحزن بين صفوف حزب "قوة الشعب"، ودوى التصفيق وصيحات الفرح من جانب الديمقراطيين.

وصبت التركيبة السكانية في صالح يون. فقد غلب عدد الناخبين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، ويعرف بأنهم أكثر محافظة، على الذين هم في العشرينات أو الثلاثينات من أعمارهم.

وأعرب الأخيرون عن شعورهم بالخيبة البالغة من الطبقة السياسية التي يهيمن عليها المسنون متجاهلين مخاوفهم مثل تكلفة السكن أو تراجع فرص العمل.

ويعتقد الكثيرون أن هذا الخلل برز بشكل صارخ خلال التدافع المميت الذي شهدته سول أثناء الاحتفالات بعيد هالوين في أكتوبر 2022، والذي خلف أكثر من 150 ضحية، معظمهم من الشباب.

وحُملت مسؤولية المأساة حينها إلى إهمال السلطات.

ويرى محللون أن الحملة الانتخابية تمحورت حول تأجيج استياء الناخبين أكثر من اقتراح سياسات كبرى. ووعد حزب "قوة الشعب" بـ"سجن" لي وتشو، في حين تعهد "الحزب الديمقراطي" بـ"معاقبة" الرئيس على ما وصفه بسوء الإدارة.

كما أدى إلى ابتعاد الناخبين خطاب الكراهية والمعلومات المضللة على الإنترنت، والتي يخشى الخبراء من أنها قد تؤدي إلى المزيد من الاعتداءات الجسدية مثل تلك التي تعرض لها لي في يناير.

تصنيفات

قصص قد تهمك