أعلن العراق، السبت، عن سقوط ضحايا ومصابين في قاعدة "كالسو" العسكرية بمحافظة بابل، جراء ما قيل إنه انفجار ناتج عن "قصف" أو هجوم بطائرات مسيرة، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عما حدث.
وتضمّ القاعدة قوّات من الجيش العراقي وعناصر من الحشد الشعبي الموالي لإيران، وجرى دمجها في القوّات الأمنيّة العراقيّة.
ولم يُحدّد مسؤول عسكري ومسؤول آخر في وزارة الداخليّة الجهة التي تقف وراء القصف الجوّي لقاعدة "كالسو"، كما لم يحدد ما إذا كانت الضربة قد شُنّت بطائرة مسيّرة أم لا.
بدوره، أكّد المسؤول في وزارة الداخليّة أنّ الانفجار استهدف "مقرّ الدروع التابعة للحشد الشعبي"، و"طال العتاد والأسلحة من السلاح الثقيل والمدرّعات".
والحشد الشعبي جزء لا يتجزّأ من جهاز الأمن العراقي الرسمي الخاضع لسلطة رئيس الوزراء، لكنّ هيئة الحشد تضمّ عدداً من الفصائل المسلّحة الموالية لإيران، والتي نفّذ بعضها هجمات في العراق وسوريا ضدّ الجنود الأميركيّين المنتشرين في إطار التحالف الدولي.
وتحدثت البيانات الرسمية عن سقوط شخص وإصابة 8 آخرين جراء هذا الانفجار، وقال الحشد الشعبي في بيان: "وصل فريق تحقيق إلى المكان على الفور، وتسبّب الانفجار بوقوع خسائر مادّية وإصابات"، مشيراً إلى أنه سيقدّم مزيداً من التفاصيل عند انتهاء التحقيق الأوّلي، قبل أن يعلن لاحقاً أن الانفجار نتج عن هجوم.
وفي قاعدة "كالسو"، أفاد مسؤول عسكري بثلاثة إصابات في صفوف الجيش العراقي جرّاء القصف ليل الجمعة السبت.
وذكرت خلية الإعلام الأمني العراقية، السبت، أنه لم تكن هناك أي طائرة مسيرة أو مقاتلة في الأجواء عند وقوع "الانفجار" في القاعدة العسكرية، بعدما أعلن سابقاً عن "قصف" استهدف الموقع.
ونقلت خلية الإعلام الأمني عن "تقرير لقيادة الدفاع الجوي والجهد الفني والكشف الراداري عدم وجود أي طائرة مسيرة أو مقاتلة في أجواء بابل قبل وأثناء الانفجار" في قاعدة كالسو.
ما هي قاعدة "كالسو"؟
قاعدة "كالسو" أو معسكر كالسو هي منشأة عسكرية أنشأتها القوات الأميركية عقب دخول العراق في عام 2003، إذ تقع القاعدة في محافظة بابل على بعد 30 كيلو متر تقريباً جنوب العاصمة بغداد.
وكان يشغلها فريق اللواء القتالي الأول، فرقة الفرسان الأولى، التابعة للقوات الأميركية، قبل أن تسلم بشكل رسمي للقوات العراقية في عام 2011، إبان فترة الخروج الجزئي للقوات الأميركية من العراق، وفق الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة.
وبقيت القاعدة تحت تصرف وزارة الدفاع العراقية، وفي العام 2014، وبعد تأسيس الحشد الشعبي في العراق خصص جزء منها للقوات التابعة للحشد، الذي يستخدمها كمقر لرئاسة أركانه ومديرية الدروع ومستودعات لتخزين الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
يشار إلى أن القاعدة يتركز فيها اللواءان 17 و18 وقسم من مديرية التدريب.
نفي أميركي
وتوجهت أصابع الاتهامات في البداية إلى الولايات المتحدة بالوقوف وراء الهجوم، لكن القيادة العسكريّة الأميركيّة في الشرق الأوسط (سنتكوم) سارعت إلى نفي تنفيذ الولايات المتحدة أي ضربات في العراق.
وكتبت "سنتكوم" عبر منصّة "إكس": "نحن على علم بمعلومات تزعم أنّ الولايات المتحدة نفّذت غارات جوّية في العراق اليوم. هذه المعلومات خاطئة"، أما الجيش الإسرائيلي، فقال إنّه "لا يُعلّق على معلومات ترد في وسائل الإعلام الأجنبيّة".
وكانت فصائل عراقية مسلحة تطلق على نفسها اسم "المقاومة الإسلامية في العراق" قد حملت الولايات المتحدة "المسؤولية الكاملة في حال ارتكبت قواتها أو إسرائيل "أي حماقة في العراق أو دول المحور"، وهددت برد مباشر.
وبعد ذلك توجهت الشكوك إلى وقوف إسرائيل وراء ما حدث، لكن مسؤولاً إسرائيلياً رفيعاً قال لشبكة CNN الأميركية إن إسرائيل لم تشارك في مهاجمة القاعدة العراقية.
وقالت الفصائل العراقية المسلحة لاحقاً إنها "استهدفت فجر السبت هدفاً حيوياً في إيلات، جنوب إسرائيل، في هجوم بطائرات مسيرة".
وأضافت الفصائل، في بيان، أن الاستهداف جاء "رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل وانتهاك العدو الصهيوني للسيادة العراقية في استهدافه الغادر لمعسكرات الحشد الشعبي".
وسبق أن أعلنت هذه الفصائل استهداف قواعد عسكرية أميركية في العراق وسوريا أو أهداف في إسرائيل، فيما تقول إنه رد على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر.
ويأتي هذا التطوّر الذي شهده العراق في سياق إقليمي متفجّر تغذية الحرب الدائرة في غزّة، فيما تتواصل الجهود الدبلوماسيّة لتجنّب تمدّد النزاع.
وفجر الجمعة، سُمعت أصوات انفجارات قرب قاعدة عسكريّة في منطقة أصفهان وسط إيران، حيث قلّلت السلطات من تأثيرها، من دون أن تتّهم إسرائيل مباشرةً بالوقوف وراءها، فيما لم يصدر تعليق إسرائيلي على الهجوم. وحصل ذلك بعد أقلّ من أسبوع على هجوم إيراني غير مسبوق ومباشر ضدّ إسرائيل.
وعبّرت الخارجيّة العراقيّة مساء الجمعة عن "قلقها الشديد" حيال الهجوم الذي استهدف أصفهان، محذّرة من "مخاطر التصعيد العسكري الذي يهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة". وأضافت: "هذا التصعيد يجب ألّا يصرف الانتباه عمّا يجري في قطاع غزّة من دمار وإزهاق للأرواح البريئة".