أعلن أحد المقرّبين من المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني، الخميس، حل شبكة المكاتب الإقليمية لمنظمته المناهضة للفساد، والمهددة بإعلانها كمنظمة "متطرفة"، لتجنب تعريض أعضائها لعقوبات قاسية بالسجن.
وقال ليونيد فولكوف في تسجيل فيديو نُشر على مواقع التواصل: "نحن بصدد حل شبكة أليكسي نافالني رسمياً"، موضحاً أن "بعض المكاتب الإقليمية ستستمر في العمل بشكل مستقل".
وتزامن الإعلان مع ظهور نافالني للمرة الأولى علناً، الخميس، وذلك منذ انتهاء إضرابه عن الطعام الذي استمر 3 أسابيع، وقد بدا في تسجيل فيديو هزيلاً ويرتدي بزة السجناء خلال جلسة استماع في المحكمة.
وقال نافالني في تسجيل صوتي بثته قناة "دويد" التلفزيونية المستقلة: "تم اقتيادي إلى الحمام أمس، كانت هناك مرآة نظرت إلى نفسي: أنا مجرد هيكل عظمي رهيب".
ونقلت وكالة رويترز، عن نافالني الذي رفض الاتهامات المنسوبة إليه بالتشهير بأحد قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية، قوله: "أطالب بمثول الموقّعين (على التماسات ضده) وممثلي الادّعاء أمام محكمة جنائية".
وأنهى المعارض الأبرز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة الماضية، إضراباً عن الطعام استمرّ 24 يوماً احتجاجاً على ظروف احتجازه السيئة في معتقل بوكروف، بعد تدهور وضعه الصحي.
وحُكم على نافالني بالحبس عامين ونصف عام لإدانته بانتهاك شروط إطلاق سراحه المشروط في قضية فساد سابقة، وسجن في معسكر بوكروف الواقع على مسافة 100 كيلومتر شرق موسكو، والذي يعتبر أحد أكثر السجون تشدداً في روسيا.
تعليق الأنشطة
وكان القضاء الروسي أعلن، الاثنين الماضي، أنه أمر بتعليق أنشطة المنظمة التابعة لنافالني، وذلك في ظل توقعات بحظرها وتصنيفها كمنظمة "متطرّفة"، ما يمنع أنشطتها في البلاد.
وأعلنت نيابة موسكو، في بيان، أنها علقت أنشطة 37 مكتباً للمنظمة في روسيا، وكتب مدير صندوق مكافحة الفساد، إيفان جدانوف، عبر حسابه في "تويتر" أنه "تم تعليق أنشطة مكاتب نافالني وصندوق مكافحة الفساد فوراً".
وأضاف مدير صندوق مكافحة الفساد: "يصرخون بكل بساطة: نحن خائفون من أنشطتكم، نحن خائفون من تظاهراتكم، نحن خائفون من توجيهاتكم بالتصويت".
"زعزعة الاستقرار"
وتواجه المنظمة اتهامات النيابة الروسية، بأنها تسعى إلى "خلق ظروف لزعزعة استقرار الوضع الاجتماعي والاجتماعي السياسي في روسيا تحت غطاء شعارات ليبرالية".
وفي حال اعتبرت منظمة متطرفة، ستضاف منظمات أليكسي نافالني إلى لائحة تضم نحو 30 منظمة أخرى محظورة في روسيا مثل تنظيم الدولة الإسلامية أو منظمة "شهود يهوه".
ويحمل مصطلح "التطرف" معنى فضفاضاً في القانون الروسي، ما يسمح للسلطات باستخدامه لمكافحة المنظمات المعارضة والمجموعات العنصرية والإرهابية أو حتى حركات دينية على غرار منظمة "شهود يهوه" التي أمرت المحكمة العليا الروسية بحظر أنشطتها الدينية وتصنيفها كمنظمة متطرفة في أبريل 2017.