أميركا تسحب العشرات من قوات العمليات الخاصة خارج تشاد لفترة مؤقتة

"نيويورك تايمز" اعتبرت الخطوة ضربة جديدة لسياسات الولايات المتحدة في إفريقيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
جندي أميركي يدرب جندياً تشادياً خلال مناورة عسكرية بقيادة الولايات المتحدة في فلينتلوك 2015 في ماو، تشاد. 22 فبراير 2015 - Reuters
جندي أميركي يدرب جندياً تشادياً خلال مناورة عسكرية بقيادة الولايات المتحدة في فلينتلوك 2015 في ماو، تشاد. 22 فبراير 2015 - Reuters
دبي-الشرق

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين لم تكشف هويتهم، أن وزارة الدفاع "البنتاجون" ستسحب العشرات من قوات العمليات الخاصة من تشاد في الأيام القليلة المقبلة، وهو ما يوجه ضربة كبيرة ثانية خلال أسبوع للأمن الأميركي وسياسة "مكافحة الإرهاب" في المنطقة المضطربة غرب ووسط إفريقيا.

وفي تقرير نشرته الخميس، أشارت الصحيفة إلى إن قرار سحب حوالي 75 من أفراد القوات الخاصة بالجيش الأميركي العاملين في نجامينا، عاصمة تشاد، يأتي بعد أيام من إعلان إدارة الرئيس جو بايدن أنها ستسحب أكثر من ألف عسكري أميركي من النيجر في الأشهر المقبلة.

وأضافت أن "البنتاجون" بات مضطراً إلى سحب قواته استجابةً لمطالب الحكومتين الإفريقيتين بإعادة التفاوض على القواعد والشروط التي يمكن أن يعمل بموجبها الأفراد العسكريون الأميركيون هناك.

ويقول المحللون إن تشاد والولايات المتحدة يُريدان شروطاً تخدم مصالحهما بشكل أفضل.

يُعد قرار الانسحاب من النيجر نهائياً، لكن المسؤولين الأميركيين يقولون إنهم يأملون في استئناف المحادثات مع تشاد بشأن التعاون الأمني ​​بعد الانتخابات التي ستجري بالبلاد في 6 مايو المقبل.

ويأتي رحيل المستشارين العسكريين الأميركيين في كلا البلدين في وقت تتخلى النيجر، وكذلك مالي وبوركينا فاسو، عن سنوات من التعاون مع الولايات المتحدة وتشكيل شراكات مع روسيا، أو على الأقل استكشاف علاقات أمنية أوثق مع موسكو.

وبحسب "نيويورك تايمز"، يستخدم الكرملين الإقناع، أو القسر في أحيان أخرى، لتحقيق أهدافه، لافتةً إلى أن الولايات المتحدة حذرت الرئيس التشادي العام الماضي، من أن مرتزقة روساً يُخططون لتصفيته مع 3 من كبار مساعديه، وأن موسكو تدعم المتمردين التشاديين الذين يحتشدون في جمهورية إفريقيا الوسطى التي تقع جنوب البلاد، وفي الوقت نفسه، كان الكرملين يُغازل المتعاطفين معه داخل النخبة الحاكمة في تشاد، بما في ذلك الوزراء والأخ غير الشقيق للرئيس.

تكتيك تفاوضي

كان الرحيل الوشيك للمستشارين العسكريين الأميركيين من تشاد مدفوعاً بخطاب من الحكومة التشادية هذا الشهر، رأت الولايات المتحدة أنه يُهدد بإنهاء الاتفاقية الأمنية المهمة لها مع البلاد.

وتم إرسال الخطاب إلى الملحق العسكري الأميركي في تشاد، إلا أنه لم يأمر الجيش الأميركي بشكل مباشر بمغادرة البلاد، لكنه خص بالذكر فرقة عمليات خاصة تعمل من قاعدة عسكرية تشادية في العاصمة، ويتم استخدامها كمركز مهم لتنسيق التدريبات العسكرية الأميركية، وتقديم المشورة للبعثات في المنطقة.

ويخدم في الفرقة حوالي 75 من أفراد القبعات الخضراء من مجموعة القوات الخاصة العشرين، وهي وحدة تابعة للحرس الوطني من ولاية ألاباما، وقال المسؤولون إن هناك عدداً قليلاً من الأفراد العسكريين الأميركيين الآخرين الذين يعملون في السفارة أو في وظائف استشارية مختلفة لن يتأثروا بقرار الانسحاب.

وذكرت الصحيفة أن الخطاب فاجأ الدبلوماسيين والضباط العسكريين الأميركيين وجعلهم في حيرة من أمرهم، لافتة إلى أنه تم إرساله من قبل رئيس الأركان الجوية التشادية إدريس أمين، باللغة الفرنسية، وهي إحدى اللغات الرسمية في تشاد.

وتمت كتابته على الأوراق الرسمية للجنرال أمين، حسب ما قال اثنان من المسؤولين الأميركيين، مضيفين أنه لم يتم إرسالها عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية، وهو الأسلوب المعتاد للتعامل مع مثل هذه الأمور.

وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن الخطاب، الذي نشرته شبكة CNN في وقت سابق، يُمكن أن يكون تكتيكاً تفاوضياً من قبل بعض أفراد الجيش والحكومة للضغط على واشنطن للتوصل إلى اتفاق أكثر ملاءمة قبل الانتخابات في مايو.

"انسحاب مؤقت"

في سياق متصل، قال مسؤولون أميركيون إنه على عكس رحيل القوات الأميركية من النيجر، فإن الانسحاب من تشاد يمكن أن يكون مؤقتاً فقط حتى يُحدد الدبلوماسيون ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق على وضع جديد للقوات، وما إذا كان المستشارون العسكريون الأميركيون سيعودون إلى البلاد في حال التوصل لمثل هذا الاتفاق.

وذكر مسؤولان أميركيان أنه من المقرر أن تبدأ قوات الولايات المتحدة المغادرة في نهاية هذا الأسبوع وتستكمل مغادرتها إلى ألمانيا بحلول الأول من مايو.

ولطالما اعتمدت الولايات المتحدة على تشاد كشريك أمني موثوق به، إذ يُعد الحرس الرئاسي التشادي واحداً من بين الأفضل تدريباً وتجهيزاً في منطقة الساحل، كما أن البلاد استضافت العديد من التدريبات العسكرية التي أجرتها الولايات المتحدة.

ويقول المسؤولون في القيادة الإفريقية لـ"البنتاجون"، إن نجامينا كانت شريكاً رئيسياً في الجهود التي شاركت فيها عدة دول في حوض بحيرة تشاد لمحاربة تنظيم "بوكو حرام" المتشدد.

وخلال زيارة إلى تشاد في يناير الماضي، قال الجنرال مايكل إي. لانجلي رئيس القيادة  الأميركية في إفريقيا: "تظل قيادتنا ملتزمة ببناء شراكات دائمة مع تشاد والدول الإفريقية الأخرى في منطقة الساحل لمعالجة المخاوف الأمنية المشتركة، والمساعدة في تعزيز مستقبل سلمي ومزدهر في المنطقة".

والتقى لانجلي، خلال الزيارة، بالجنرال أبكر عبد الكريم داود، رئيس أركان الجيش التشادي، وقادة آخرين، وركزت المناقشات على التحديات الأمنية الإقليمية والجهود التشادية لمكافحة التطرف العنيف في منطقة الساحل.

تصنيفات

قصص قد تهمك