هدنة غزة.. بلينكن يضغط على حماس وانقسامات في إسرائيل

تل أبيب تتوقع رداً سلبياً من الحركة على مقترح الهدنة بسبب غياب ضمانات لإنهاء الحرب

time reading iconدقائق القراءة - 9
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث للصحافيين خلال زيارته إلى الأردن. 30 أبريل 2024 - Reuters
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث للصحافيين خلال زيارته إلى الأردن. 30 أبريل 2024 - Reuters
دبي-الشرقوكالات

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إنه لم يعد هناك مزيد من الأعذار أو التأخير أمام حركة حماس، وحضها على "التحرك الآن" لقبول اتفاق الهدنة المعروض عليها من الوسطاء، فيما تشهد الحكومة الإسرائيلية انقسامات بشأن مقترح الهدنة وتبادل الأسرى.

وطالب بلينكن في تصريح للصحافيين في العاصمة الأردنية عمّان، حركة "حماس" بالقبول سريعاً بمقترح الهدنة، مؤكداً أنه "لا مزيد من التأخير ولا مزيد من الأعذار. وقت العمل حان الآن".

وأضاف: "نود أن نرى في الأيام المقبلة تنفيذ هذا الاتفاق".

وتترقب دول الوساطة رد "حماس" على مقترح الهدنة الذي قدمته مصر، وعقدت حماس اجتماعاً بشأنه في القاهرة الاثنين، قبل أن تعود إلى الدوحة للتشاور، تمهيداً لتسليم ردها للقاهرة، وسط توقعات إسرائيلية بـ"رد سلبي"، بسبب غياب ضمانات لإنهاء الحرب.

ووصف بلينكن الاثنين، المقترح الذي يشمل وقفاً لإطلاق النار لمدة 40 يوماً، وتبادلاً للأسرى، بـ"السخي جداً".

وبعد اجتماع عُقد الاثنين في القاهرة مع ممثلي مصر وقطر، اللتين تقودان جهود الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة، غادر وفد "حماس" العاصمة المصرية إلى الدوحة، لدراسة مقترح الهدنة الأخير.

ويأتي هذا المقترح بعد أشهر من الجمود في المفاوضات غير المباشرة الرامية إلى إنهاء الحرب، بعدما تم التوصل إلى هدنة لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر، سمحت بالإفراج عن حوالى 105 محتجز لدى "حماس"، في مقابل 240 أسيراً فلسطينياً لدى إسرائيل.  

وقالت مصادر مطلعة لـ"الشرق" الأحد، إن المقترح المصري الجديد الذي جرت صياغته بالتوافق مع إسرائيل، في الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد مصري إلى تل أبيب، الجمعة، يحمل بعض التقدم، خاصة في مجال عودة النازحين إلى الشمال وابتعاد قوات الاحتلال الإسرائيلي مسافة كافية عن الطريق التي سيسلكها العائدون.

إسرائيل تترقب "رداً سلبياً"

ووسط ترقب لرد "حماس" على مقترح الهدنة، قال مصدر إسرائيلي لـ"القناة 13" الثلاثاء، إن "حماس تتشدّد في مواقفها"، مضيفاً أن هناك تلميحات من القاهرة بأن "الرد سيكون سلبياً".

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، أن مصر أرسلت إلى إسرائيل، الثلاثاء، "إشارات سلبية" من "حماس" بشأن مقترح الإفراج عن المحتجزين.

وقال مصدران مطّلعان لـ"كان"، إن "المؤشرات السلبية جاءت بسبب عدم وجود ضمانات لإنهاء الحرب في نهاية الصفقة"، لافتاً إلى أنها "مؤشرات أولية، وليست جواباً نهائياً".

وأضاف المصدران أن "إسرائيل سترسل وفداً إلى القاهرة بناءً على الرد النهائي الذي ستحصل عليه مصر من حماس".

ووفق "كان"، فإن المؤشرات السلبية "لا تعني أنه لن يكون هناك اتفاق، ولكن رد حماس سيكون تحدياً على المستوى السياسي".

بدورها نقلت "القناة 11"، عن مصدر إسرائيلي قوله، إن "المعلومات التي تصل من حماس سلبية، وردها سيكون فيه تحديات كبيرة، بسبب طلبها ضمانات بإنهاء الحرب".

وعود أميركية لحماس

وكانت مصادر من "حماس" قالت في تصريحات لـ "الشرق"، الثلاثاء، إن الحركة تدرس وعوداً أميركية تلقتها عبر الوسيطين المصري والقطري، بوقف إسرائيل الحرب على غزة، والانسحاب من القطاع، في نهاية العملية التفاوضية الهادفة إلى تبادل الأسرى.

وأوضحت المصادر، أن الجانب الأميركي قدم تأكيدات للوسطاء المصريين والقطرين، بأن هذا المسار يؤدي إلى وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي، فيما تدرس الحركة ما إذا كانت هذه التأكيدات كافية أم لا، في ظل الموقف الإسرائيلي الرافض لها علانية. 

وأضافت المصادر أن وفد الحركة لمس خلال لقاءاته مع الوسطاء، الاثنين، في القاهرة، "أجواءً جديدة"، مشيرة إلى أن المصريين، نقلوا "تأكيدات أميركية بأن الاتفاق المقترح الذي يتضمن 3 مراحل، مدة كل منها 6 أسابيع، ينتهي بوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من كامل قطاع غزة".

وقال مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة "فرانس برس"، الثلاثاء، إن الحكومة الإسرائيلية ستنتظر حتى مساء الأربعاء، رد حركة "حماس" على مقترح الهدنة، قبل إرسال وفد إلى القاهرة لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار.

وتطالب "حماس" بوقف دائم لإطلاق النار، قبل أي اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن، وهو ما ترفضه إسرائيل.

انقسام في حكومة نتنياهو

ووسط مفاوضات الهدنة، خرج وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي يمثّل التيار المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو، وهدّد بالانسحاب من الحكومة الائتلافية إذا وافقت على الاتفاق، الذي اعتبر أنه يقدم "تنازلات استراتيجية خطيرة".

وأوضح سموتريتش في تصريحات صحافية في أعقاب اجتماع لحزبه اليميني المتطرف "الصهيونية الدينية" في الكنيست، أنه يعتقد أن مثل هذا الاتفاق من شأنه أن "يعرض المدنيين الإسرائيليين للخطر"، وأنه "مستعد لدفع الثمن السياسي" لمنعه، حتى لو كان ذلك يعني الذهاب إلى المعارضة، بحسب ما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". 

وتغيّب سموتريتش عن اجتماع لمجلس الوزراء لحضور اجتماع حزبه، وسط خلافات سياسية مستمرة داخل الحكومة حول الاتفاق والعملية البرية الإسرائيلية المرتقبة في رفح. 

وأضاف سموتريتش: "العقل والحقيقة يقولان إنه يجب معارضة مثل هذا الاتفاق، لأن نتائجه ستكون كارثية وتشكل استسلاماً لدولة إسرائيل".

وتابع قائلاً: "لقد وصلنا إلى مفترق طرق حيث يتعين على دولة إسرائيل الاختيار بين النصر الحاسم أو الهزيمة في الحرب والإذلال"، معتبراً أن "قبول الاتفاق المطروح على الطاولة يعني التلويح بشكل لا لبس فيه بالراية البيضاء ومنح النصر لحماس". 

وجاءت تصريحات سموتريتش، الثلاثاء، بعد وقت قصير من تصريح وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير، بعد اجتماع خاص مع رئيس الوزراء، أن نتنياهو وعد بعدم الموافقة على اتفاق "متهور" بشأن المحتجزين. 

وقال بن جفير في بيان بالفيديو: "لقد حذّرتُ رئيس الوزراء من العواقب، إذا لم تدخل إسرائيل رفح، وإذا أنهينا الحرب وإذا كانت هناك صفقة متهورة".

وأضاف: "سمع رئيس الوزراء كلماتي، ووعد بأن إسرائيل ستذهب إلى رفح، ووعد بأن الحرب لن تنتهي، ووعد بأنه لن يكون هناك اتفاق متهور. أرحب بهذه الأشياء، أعتقد أن رئيس الوزراء يفهم جيداً ما سيعنيه إذا لم تحدث هذه الأشياء".

"ابتزاز سياسي"

ورداً على تهديدات بن جفير وسموتريتش، انتقد وزير الوحدة الوطنية جادي آيزنكوت، ما وصفه بـ"الابتزاز السياسي".

وقال آيزنكوت: "حدد مجلس الوزراء أهداف الحرب قبل 6 أشهر. وخلال اليوم الأخير، كان اثنان من أعضاء الحكومة يبتزان بتهديدات سياسية". ووصف أفعالهما بأنها "ظاهرة خطيرة تضر بالأمن القومي الإسرائيلي".

وردّ سموتريتش على آيزنكوت، قائلاً إن "من واجبه هو العمل ضد اتفاق سيئ من شأنه أن يعرض أمن مواطني إسرائيل للخطر". وأضاف: "هذا ليس ابتزازاً، هذا رأي شرعي لملايين الإسرائيليين الذين يهتمون بالمستقبل".

وانتقد زعيم المعارضة يائير لبيد بن جفير وسموتريتش، معتبراً أن إسرائيل "أصبحت رهينة لمجانين غير مسؤولين". 

وقال: "لا يمكن الاستمرار بهذه الطريقة، وزير لديه سجل جنائي يقف في مكتب رئيس الوزراء ويهدده بالعواقب إذا لم يفعل ما يطلب منه".

وتابع: "يخبر بن جفير العالم بأسره والمنطقة بأسرها أن نتنياهو ضعيف، ويعمل لصالحه، من غير المعقول أنه لم يُفصل على الفور". 

وبينما كان الوزراء يتبادلون الانتقادات، تم إعلان إلغاء اجتماع مجلس الحرب الذي كان مقرراً عقده، مساء الثلاثاء.

تصنيفات

قصص قد تهمك