أفاد مجلس السيادة الانتقالي في السودان، السبت، بأن عضو المجلس ونائب القائد العام للقوات المسلحة شمس الدين كباشي، اتفق مع رئيس الحركة الشعبية-شمال عبد العزيز الحلو على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب.
وذكر المجلس في بيان أن الطرفين اتفقا خلال اجتماع في جوبا، على "تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة الحكومة، ومناطق سيطرة الحركة بشكل فوري كل طرف في مناطق سيطرته".
وناقش اللقاء الأزمة السودانية، وتبادل الطرفان الرؤى بشأن الحلول للملف الإنساني والحل السياسي للأزمة، بحسب البيان الذي أشار إلى أنه "تم الاتفاق على أن يلتقي خلال أسبوع، وفد لإقرار وثيقة تحدد كيفية إيصال المساعدات".
ورحبت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية "تقدم" بالاتفاق، وقالت في بيان إنها تثمن هذه الخطوة وترحب بها "وتجدد دعوتها للقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع للوصول لتفاهمات مشتركة تتيح إزالة كافة العوائق التي تعرقل وصول المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالحرب".
وأضافت: "آن الأوان بعد مرور أكثر من عام للاستماع لصوت العقل وضمير الإنسان وإسكات دعاة الحرب والموت والانتصار لإرادة الحياة باتخاذ خطوات عاجلة وشجاعة تضع حداً لمعاناة البلاد بإيقاف هذه الحرب والتأسيس لسلام مستدام".
وأشارت إلى أن إنهاء الحرب لا يمكن تحقيقه "إلا بالجلوس في طاولات التفاوض وتنحية البنادق جانباً، مجددة دعوتها لقيادتي القوات المسلحة والدعم السريع للعودة لمنبر جدة واستئناف التفاوض".
وكان كباشي وصل إلى جوبا، الجمعة، والتقى مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وناقشا "إحلال السلام في السودان وإيصال المساعدات الإنسانية"، بحسب بيان مجلس السيادة.
تعطل المساعدات
وتعطلت الجهود المبذولة لمساعدة ملايين الأشخاص الذين دفعتهم الحرب إلى شفا المجاعة جراء القتال المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى جانب القيود التي فرضها الطرفان المتحاربان، والالتزامات من الجهات المانحة تجاه كوارث عالمية أخرى.
وتوسع الصراع في السودان مع احتدام القتال في مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها، وهي مركز مساعدات محاصر وآخر مدينة في إقليم دارفور بغرب البلاد لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع، فيما لجأ مئات الآلاف من النازحين إلى المنطقة، بحسب وكالة "رويترز".
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، إن أعمال العنف في محيط الفاشر تسببت في إغلاق ممر إنساني من تشاد افتُتح حديثاً، لافتاً إلى أن الوقت ينفد لمنع حدوث مجاعة في هذه المنطقة الشاسعة.
وأدت الهجمات في الفاشر، آخر معقل للجيش السوداني في دارفور والتي يقطنها نحو 1.6 مليون نسمة، إلى إطلاق تحذيرات شديدة من موجة جديدة من النزوح الجماعي والصراع الطائفي في إطار الحرب المستمرة منذ عام في السودان.
وذكر مسؤولو الإغاثة، أن "كلا الجانبين ينهبان المساعدات أو يمنعانها من الوصول إلى المناطق التي تستفحل فيها المجاعة، ما يساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية"، وفقاً للوكالة.
وأشار برنامج الأغذية العالمي، إلى أن أعمال العنف التي وقعت خلال الآونة الأخيرة في محيط الفاشر أدت إلى توقف مرور قوافل المساعدات عبر معبر الطينة الحدودي في تشاد، في حين أن القيود التي تفرضها السلطات المتحالفة مع الجيش تمنع توصيل المساعدات عبر ممر المساعدات الآخر الوحيد من تشاد في أدري.
ولم تدخل سوى كميات صغيرة من المساعدات إلى الفاشر خلال الحرب، وهي القناة الوحيدة التي وافق عليها الجيش لنقل الشحنات إلى أجزاء أخرى من دارفور.