أظهرت صور الأقمار الصناعية أن كوريا الشمالية بدأت في بناء غواصة هجومية جديدة، وذلك في الوقت الذي دعا فيه زعيم البلاد كيم جونج أون، إلى تعزيز قدرات بيونج يانج، على شن هجمات نووية من تحت البحر، حسبما نقلت "بلومبرغ" عن تقرير صادر عن مجموعة بحثية
وأفاد موقع North 38 ومقره الولايات المتحدة، أن مكونات الهيكل ومعدات تستخدم في بناء الغواصات، شوهدت في حوض بناء السفن Sinpho South.
ورجح الموقع في تقريره، أن تكون الغواصة قيد الإنشاء مماثلة في الحجم لأحدث سفينة تم بناؤها في المنشأة، وهي غواصة هجومية تكتيكية قالت كوريا الشمالية إنها قادرة على إطلاق صواريخ تحمل رؤوساً حربية نووية.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية، خلال الأشهر القليلة الماضية، مكونات غواصة ذات أبعاد مماثلة لآخر غواصة كورية شمالية، بالإضافة إلى معدات البناء المستخدمة في بناء القوارب، وقد تم نقلها إلى حوض بناء السفن، بحسب الموقع التابع لمركز ستيمسون البحثي.
وقد أعطى كيم، أولوية قصوى لبناء غواصات قادرة على إطلاق الصواريخ، إذ يُحدث أسطوله الحالي من الغواصات ضجيجاً كبيراً تحت الماء بحيث لا تتمكن من الابتعاد عن الساحل دون أن يتم تعقبها.
ورغم ذلك، تضطر الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى أخذ هذه الغواصات بعين الاعتبار عند إعدادهم للإجراءات المضادة في حال شنت كوريا الشمالية أي هجوم محتمل.
وفي سبتمبر، أقامت كوريا الشمالية، حفل إطلاق لغواصتها الهجومية الجديدة التي تحمل اسم "البطل كيم كون أوك". وأظهرت الصور الأولية أن الغواصة، التي ستكون ثاني غواصة لإطلاق الصواريخ الباليستية يتم بناؤها، ستحتوي على الأرجح على 10 أنابيب للإطلاق، والغواصة عبارة قارب حديث من طراز روميو كلاس سوفيتي التصميم، حسبما ذكرت مجلة Naval News المتخصصة في تحليل لها.
وتعمل جميع الغواصات الحالية لكوريا الشمالية بالطاقة التقليدية، لكن كيم ربما يسعى للحصول على تكنولوجيا من روسيا من شأنها أن تساعد في بناء غواصة تعمل بالطاقة النووية، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" العام الماضي قبل عبور الزعيم الكوري الشمالي الحدود لعقد قمة مع الرئيس فلاديمير.
اختبارات ومحاكاة لهجمات نووية
وقبل أسابيع أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، على تجربة إطلاق صواريخ متعددة، وذلك بعد أيام قليلة من أول مناورة تحاكي "هجوماً نووياً".
وأوضحت الوكالة الكورية الشمالية الرسمية، أنّ "خصائص الطيران ومؤشرات التأثير والتركيز" التي تملكها "قذيفة 240 مليمتر لقاذفة صواريخ متعدّدة" مصنّعة في وحدة الصناعة الدفاعية الجديدة في بيونج يانج "تمّ تقييمها بطريقة مُرضية للغاية" خلال هذا الاختبار.
وأضافت الوكالة، أنّ كيم أكد "ضرورة تنفيذ خطة إنتاج الذخيرة هذا العام بطريقة نوعية". وقال إنّ قاذفة الصواريخ هذه المجهّزة بـ"تكنولوجيا جديدة ستُحدث تغييراً استراتيجياً في تعزيز القوة المدفعية" لكوريا الشمالية.
وقبل هذا الاختبار أشرف كيم جونج أون على أول محاكاة لـ"هجوم نووي" في البلاد، رداً على التدريبات المشتركة التي تجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وبعد إجراء عدد قياسي من اخبارات الصواريخ في العام 2023، نفّذت كوريا الشمالية عدّة عمليات إطلاق صواريخ منذ بداية العام. وأفاد النظام الكوري الشمالي بأنّه تمّ اختبار صاروخ جديد فرط صوتي متوسّط المدى يعمل بالوقود الصلب في أوائل أبريل.
وفي 19 أبريل، أعلنت بيونج يانج اختبار "رأس حربي كبير جداً" مصمّم لصاروخ كروز استراتيجي.
ضغط العقوبات
وتخضع بيونج يانج لسلسلة عقوبات فرضتها الأمم المتحدة في 2006 وشدّدتها مرات عدة لاحقاً وتحظر بشكل خاص تطوير صواريخ باليستية وأسلحة نووية.
ومع ذلك، واصل نظام كيم برامجه العسكرية المحظورة، وفي عام 2022، أعلن أنّ وضع البلاد كقوة نووية "لا رجعة فيه".
واستخدمت موسكو، الفيتو في مارس ضدّ مشروع قرار يمدّد ولاية لجنة الخبراء المسؤولة عن مراقبة هذه العقوبات لمدة عام واحد.
ويأتي ذلك بعدما عززت كوريا الشمالية علاقاتها مع روسيا، حليفها التقليدي، بينما تتهمها واشنطن وسيول بتزويد موسكو بأسلحة في مقابل الحصول على تكنولوجيا عسكرية.
ومنذ بداية العام، وصفت بيونج يانج كوريا الجنوبية بأنها "عدوها الرئيسي" وأغلقت الوكالات المخصصة لإعادة التوحيد والحوار بين الكوريتين، وهدّدت بالحرب إذا حدث أي انتهاك لأراضيها "وإن لم يتجاوز 0.001 مليمتر".