اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الجمعة، في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأفادت مصادر ميدانية لـ"مراسل الشرق"، أن الجيش مدعوماً بقوات من الحركات المسلحة، تصدى لهجوم عنيف من قوات الدعم السريع في محاولة لتسلل الأخيرة عبر الأحياء الشرقية من المدينة.
ونشرت صفحة "القوات المسلحة السودانية" على فيس بوك" مقطع فيديو، لقائد الفرقة السادسة مشاة، تفقد خلاله جرحى ومصابي المعارك في الفاشر.
وذكر البيان أن "القوات المسلحة كبدت (الدعم السريع ) خسائر كبيرة، واستلمت عدداً من المركبات القتالية".
فيما قالت قوات الدعم السريع في بيان على منصة "إكس":"إنها صدت هجوماً من قوات الجيش ومسلحين داعمين له، بعد تسللها إلى مواقع ارتكازات قواتنا وهاجمتها عبر ثلاثة محاور ما أدّى إلى وقوع إصابات وسط المدنيين في الأحياء السكنية، ومعسكرات النازحين وفرار الآلاف إلى خارج المدينة".
وأكدت قوات الدعم السريع في البيان "أنها ستدافع عن نفسها، وستصد أي هجوم من قبل الجيش، والمسلحين الداعمين له، وأنها صدت 22 هجوماً خلال الأيام الماضية".
وقال أحد السكان لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة تدور منذ صباح الجمعة في الأجزاء الشمالية والشرقية من المدينة، مشيراً إلى أن الطرفين تبادلا القصف المدفعي.
وأبان إلى أن قوات الدعم السريع قصفت مواقع للجيش الذي ينتشر وسط المدينة، بينما رد الجيش بضربات مدفعية على تمركز الدعم السريع حول مدينة الفاشر، مشيراً إلى سماعه أصوات انفجارات قوية، وإطلاق نار مع تصاعد كثيف لأعمدة الدخان من أحياء شمال وشرق المدينة.
من ناحية أخرى، قالت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر، "إن الجيش السوداني والحركات المسلحة الداعمة له يشتبكون مع قوات الدعم السريع في شرق المدينة منذ الصباح".
وأشارت التنسيقية في بيان على "فيسبوك" إلى تساقط القذائف والمدافع الثقيلة بشكل عشوائي على منازل المواطنين، مما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، نقل بعضهم إلى المستشفى.
حصار محكم
وتفرض قوات الدعم السريع حصاراً محكماً على مدينة الفاشر في مسعى للسيطرة عليها، بعد أن أحكمت قبضتها على أربع من أصل خمس ولايات في إقليم دارفور، وسط تحذيرات دولية وإقليمية من اجتياح المدينة التي تؤوي ملايين النازحين الذين فروا من مدن الإقليم المضطرب جراء الصراع.
وكان والي شمال دارفور المكلف حافظ بخيت أكد في وقت سابق على "وقوف حكومة الولاية بكل ما تملك من أجل الوطن والمواطن ودحر الميلشيا"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وأعلنت عدد من الحركات المسلحة، بينها حركة جيش تحرير السودان التي يرأسها مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان بقيادة مصطفى تمبور، "خروجها عن الحياد والقتال إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع".
وتشهد مدينة الفاشر إلى جانب الضعين بولاية شرق دارفور ونيالا في الجنوب منذ يومين "انقطاع شبكتي سوداني والشركة السودانية للهاتف السيار (زين)، إلى جانب شبكة إم.تي.إن سودان التي انقطعت عن المدينة منذ أشهر".
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل 2023 بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
قلق أممي
من جانبه، عبّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث عن قلقه الشديد إزاء التقارير بشأن تصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية الجمعة.
ودعا جريفيث على منصة "إكس": "الأطراف المتصارعة في السودان للوفاء بالتزاماتها بحماية المدنيين ووقف التصعيد على الفور".
وأضاف المسؤول الأممي:"الناس في دارفور يحتاجون المزيد من الطعام وليس القتال".