الانفصاليون يخسرون الأغلبية في كتالونيا أمام الاشتراكيين بقيادة سانشيز

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس الإقليمي لكتالونيا المنتهية ولايته والمرشح لإعادة انتخاب الحزب الانفصالي بيري أراجونيس، يلقي خطاباً خلال الليلة التي أعقبت الانتخابات الإقليمية في كتالونيا، في برشلونة. 12 مايو 2024 - AFP
الرئيس الإقليمي لكتالونيا المنتهية ولايته والمرشح لإعادة انتخاب الحزب الانفصالي بيري أراجونيس، يلقي خطاباً خلال الليلة التي أعقبت الانتخابات الإقليمية في كتالونيا، في برشلونة. 12 مايو 2024 - AFP
برشلونة-أ ف ب

خسرت الأحزاب الانفصالية التي حكمت كتالونيا لمدة 10 سنوات أغلبيتها في الانتخابات الإقليمية الأحد، مع تقدم واضح للاشتراكيين بزعامة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز

وبعد فرز 98% من الأصوات، تمكن حزب "معاً من أجل كتالونيا" (JxCat) المتشدد بزعامة كارليس بوتشيمون، وحزب "الإصلاح الدستوري المعتدل" برئاسة الزعيم الإقليمي المنتهية ولايته بيري أراجونيس، وحزب "اليسار الجمهوري الأصغر"، من الحصول على 59 مقعداً فقط من مقاعد البرلمان الإقليمي البالغ عددها 135، أي أقل بكثير من 68 مقعداً اللازمة لتشكيل أغلبية. 

وحصل الاشتراكيون الكتالونيون بقيادة سلفادور إيلا على 42 صوتاً، وهو ما يزيد قليلاً عن المتوقع في استطلاع للرأي نُشر بعد انتهاء التصويت، ما يعني أنهم سيحتاجون أيضاً إلى "إقامة تحالفات لتشكيل أغلبية حاكمة".

ورغم حصد الاشتراكيين غالبية الأصوات في الانتخابات الإقليمية السابقة لعام 2021، إلا أنهم لم يتمكنوا من تشكيل أغلبية، فيما وصل الانفصاليون إلى السلطة بائتلاف مكون من 74 مقعداً.

ونجح الاشتراكيون بزعامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز في إظهار تراجع المشاعر الانفصالية في كتالونيا، بعد أكثر من 6 سنوات من محاولة الانفصال في أكتوبر 2017، وهي واحدة من أسوأ الأزمات التي شهدتها إسبانيا المعاصرة.

لكن مرشحهم سلفادور إيلا، وزير الصحة السابق خلال جائحة كوفيد، سيتعين عليه العثور على شركاء لتشكيل أغلبية، وهو ما عجز عنه عام 2021. 

والفرضية التي يرجحها المحللون هي التحالف مع اليسار الراديكالي الذي يحكمون معه على المستوى الوطني، ومع الحزب الأكثر اعتدالاً بين الانفصاليين الذي خسر الكثير من المقاعد في هذه الانتخابات.

وفيما بينها، بالكاد تحصل هذه الأحزاب الثلاثة على أغلبية مطلقة تبلغ 68 مقعداً.

"التئام الجروح"

منذ أن أصبح رئيسا للوزراء في 2018 بعد نحو 9 أشهر من المحاولة الفاشلة للانفصاليين في كتالونيا، عمل سانشيز على "التئام الجراح" التي تسببت بها الأزمة السياسية غير المسبوقة.

وأصدر في العام 2021 عفواً عن الذين سُجنوا على خلفية محاولة الانفصال.

وفي نوفمبر الماضي، دفع نحو إقرار قانون للعفو عن أولئك الذين ما زالوا مطلوبين، مقابل دعم الانفصاليين له بشكل يمنحه ولاية جديدة من 4 أعوام في رئاسة الحكومة.

ولا يزال مشروع القانون أمام مجلس الشيوخ، ومن المقرر أن تتم المصادقة عليه خلال أسابيع. وسيتيح ذلك عودة بوتشيمون (61 عاماً) الزعيم الذي قاد محاولة الانفصال، قبل أن يفر إلى بلجيكا لتفادي الملاحقة القانونية.

ودفع العفو المثير للجدل المعارضة اليمينية واليمينية المتطرفة للنزول إلى الشارع في احتجاجات ضخمة. وتهمت سانشيز بالسماح للانفصاليين بأخذه "رهينة" للبقاء في السلطة.

بالنسبة لسانشيز، يعد إبعاد كتالونيا عن الانفصاليين الذين حكموا الإقليم لنحو عقد من الزمن، انتصاراً كبيراً في جهوده لطي صفحة الأزمة التي أشعلتها محاولة الانفصال. كما يسمح له بإعادة إطلاق ولايته التي بدأت في نوفمبر.

تحركات المعارضة

وطغت على الولاية الجديدة حتى الآن، تحركات المعارضة اليمينية المتطرفة، وتحقيق يطال زوجة سانشيز بشبهات فساد، لوّح بسببه باحتمال الاستقالة.

ورغم نيل الاشتراكيين أكبر عدد من الأصوات خلال الانتخابات الإقليمية الأخيرة في فبراير 2021، إلا أن مرشحهم إيلا فشل في جمع غالبية حاكمة، بينما شكلت الأحزاب الانفصالية ائتلافاً من 74 مقعداً.

وكان بوتشيمون يأمل في تحقيق أداء قوي في الانتخابات، بشكل يتيح له العودة منتصراً كزعيم إقليمي لكتالونيا بمجرد إقرار العفو.

وقال بوتشيمون في ختام حملته الانتخابية بجنوب فرنسا: "دعونا نملأ صناديق الاقتراع بأوراق التصويت، ونبدأ في التحضير لعصر جديد".

وخاض الزعيم الكتالوني السابق حملته الانتخابية في جنوب فرنسا على مقربة من الإقليم، نظراً لأنه غير قادر على دخول إسبانيا بسبب "مذكرة التوقيف الصادرة بحقه ولا تزال نافذة".

وحالياً تعاني الحركة الانفصالية الكتالونية انقساما حاداً، في ظل تباين بين "معاً من أجل كتالونيا" وحزب اليسار الجمهوري.

تصنيفات

قصص قد تهمك