يعتزم ريشي سوناك تقديم نفسه كأفضل مرشح لتحقيق "مستقبل أكثر أمناً" لبريطانيا في خطاب سياسي مصمم لاستعادة السرد السياسي قبل الانتخابات العامة في المملكة المتحدة، بعد أسبوع واحد فقط من تكبد حزبه خسائر كبيرة في تصويت محلي.
وسيخبر رئيس الوزراء جمهوراً في لندن، الاثنين، أن البلاد "تقف على مفترق طرق" عندما يدلي الناخبون بأصواتهم "في وقت لاحق من هذا العام"، ليؤكد من جديد أن الانتخابات ستتم الدعوة إليها في عام 2024 بدلا من يناير 2025، آخر موعد ممكن لإجرائها، وفقاً لمقتطفات مسبقة من الخطاب نقلتها "بلومبرغ".
وسيقول سوناك: "لدي أفكار جريئة يمكن أن تغير مجتمعنا للأفضل، وتعيد ثقة الناس وفخرهم ببلدنا. أنا مقتنع بأن السنوات القليلة المقبلة ستكون من أخطر السنوات التي عرفتها بلادنا على الإطلاق وأكثرها تحولاً".
ويحاول سوناك صياغة خط فاصل بين حزب المحافظين الحاكم، الذي وعد في أبريل، بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، وزعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر الذي يتقدم بما يصل إلى 30 نقطة في استطلاعات الرأي.
وفي حين أن ستارمر كان أول من قال إنه سيرفع الإنفاق الدفاعي إلى 2.5%، إلا أنه لم يضع جدولاً زمنياً للتعهد.
وفي الوقت نفسه، سيستفيد ستارمر من الفوز بـ 11 منصب عمدة، في وقت سابق من مايو الجاري، من خلال استضافة أول اجتماع لرؤساء بلديات حزب العمال في ويست ميدلاندز منذ الانتخابات المحلية.
وستنضم إليه وزيرة خزانة حكومة الظل راشيل ريفز ونائبة زعيم الحزب أنجيلا راينر لإجراء مناقشات حول وضع مقترحات نمو محلي لمدة 10 سنوات في كل منطقة تهدف إلى تعزيز التوسع الاقتصادي في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وبعد أسبوع من خسارة أكثر من نصف مقاعد المجلس التي كانوا يدافعون عنها، بالإضافة إلى السباقات الرئيسية لرئاسة البلدية، تلقت رئاسة سوناك للحكومة ضربة أخرى عندما انشقت النائبة عن حزب المحافظين ناتالي إلفيك إلى حزب العمال وأيدت خطة ستارمر للهجرة.
وقالت إلفيك إن سوناك "خذل هذا البلد" بعدم معالجة الهجرة المتزايدة. وتقع دائرتها الانتخابية دوفر وديل في جنوب شرق إنجلترا على الخط الأمامي لأحد وعود سوناك الرئيسية بمنع المهاجرين من الوصول في قوارب صغيرة عبر القناة الإنجليزية.
وسيضع سوناك، الاثنين، الزيادة في عدد طالبي اللجوء في المملكة المتحدة كجزء من قضية الهجرة العالمية. وسيحذر من أن المزيد سيتغير في السنوات الخمس المقبلة أكثر مما كان عليه في السنوات الـ 30 الماضية وأن أمن البلاد يحتاج إلى حماية.
وسيقول سوناك "إن كيفية تصرفنا في مواجهة هذه التغييرات، ليس فقط للحفاظ على سلامة الناس وأمنهم لكن لتحقيق الفرص أيضاً، سيحدد ما إذا كانت بريطانيا ستنجح في السنوات القادمة أم لا. هذا هو الخيار الذي يواجه البلاد".
العمال في اسكتلندا
وكان استطلاع للرأي أظهر، الجمعة، أن حزب العمال في طريق العودة إلى اسكتلندا في الانتخابات العامة المقبلة في المملكة المتحدة.
ومني حزب العمال بهزيمة نكراء في اسكتلندا في الانتخابات العامة عام 2015 أمام الحزب الوطني الاسكتلندي المؤيد للاستقلال، ولديه حالياً عضوان فقط في البرلمان يمثلان الدوائر الانتخابية الاسكتلندية.
وأظهر الاستطلاع الجديد لنوايا التصويت أن حزب العمال حصل على 37% والحزب الوطني الاسكتلندي على النسبة ذاتها.
وعلى المستوى الوطني، كان حزب العمال متقدماً بفارق كبير على حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ريشي سوناك خلال العامين الماضيين.
وشهدت انتخابات عام 2015، التي فاز بها رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون، خسارة حزب العمال 40 مقعداً من مقاعده الاسكتلندية البالغ عددها 41 أمام الحزب الوطني الاسكتلندي.
وجاء الاستطلاع الأخير لمعهد سافانتا في الوقت الذي أقر فيه الوزير الأول الجديد لاسكتلندا وزعيم الحزب الوطني الاسكتلندي جون سويني بأن حزبه مر "بفترة صعبة" بعد فضيحة تزوير حزبي.
وتولى سويني منصبه هذا الأسبوع خلفاً لحمزة يوسف الذي استقال بعد عام من توليه منصبه.