"تعامل مع الأمر".. محامي ترمب السابق يوّرطه في قضية "شراء الصمت"

time reading iconدقائق القراءة - 8
مايكل كوهين المحامي السابق للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يدلي بشهادته أمام محكمة مانهاتن في نيويورك. 13 مايو 2024 - REUTERS
مايكل كوهين المحامي السابق للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يدلي بشهادته أمام محكمة مانهاتن في نيويورك. 13 مايو 2024 - REUTERS
نيويورك/ دبي-الشرقوكالات

أكد المحامي السابق للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، مايكل كوهين، الاثنين، أنّه "كذب ومارس عمليات ترهيب" نيابة عن ترمب، وذلك خلال المحاكمة التي يخضع لها الأخير بتهمة التدليس في قضية دفع مبلغ مالي لنجمة الأفلام الإباحية السابقة ستورمي دانييلز، التي باتت تعرف إعلامياً بـ"شراء الصمت".

وتأتي شهادة كوهين بعد أسبوع صعب لترمب أدلت خلاله دانييلز بشهادتها التي تضمّنت تفاصيل بشأن العلاقة، التي تقول إنها أقامتها معه في عام 2006، عندما التقته على هامش منافسة للجولف في جناح بفندقه، وهو ما ينفيه المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية لهذا العام.

وتُعطّل هذه المحاكمة التي دخلت مرحلة حاسمة، حملة ترمب الانتخابية، خصوصاً أنّه يُجبر خلالها على متابعة جلسات الاستماع بصمت كلّ يوم تقريباً، منذ منتصف أبريل الماضي.

وبعدما استُدعي إلى منصة الشهود، بدا مايكل كوهين البالغ من العمر 57 عاماً متوتراً. ورداً على سؤال المدعي العام بشأن ما إذا كان قد "كذب"، و"أرهب" الناس من قبل، قال الشاهد مرّتين "نعم".

وأضاف المحامي تحت القسم: "هذا ما كان ينبغي القيام به لإنجاز المهام".

ادعاءات "كارثية"

وخلال الجلسة، شهد كوهين أنه كان يعتبر أن ادعاءات ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز بأنها أقامت علاقة مع ترمب "كارثية" و"أمر سيء بالنسبة لحملة (2016)".

كما ركز ممثلو الادعاء، الاثنين، على تسجيل شريط فيديو عن "الوصول إلى هوليوود" سيئ السمعة، الذي سُمع فيه ترمب حين كان يتباهى بالتحرش بالنساء.

وقالوا إن التسجيل عزز جهود ترمب لدفن قصص سلبية أخرى عنه، مثل قصة دانييلز، قبل الانتخابات الرئاسية. وشهد كوهين بأنه اعتقد أن التسجيل سيكون مؤثراً بشكل كبير، لا سيما مع الناخبات"، بحسب شبكة CNN.

وتمثل الشهادة أيضاً تصعيداً في العلاقة الفاترة بين كوهين وترمب، التي بدأت تتدهور بعد انتخابات عام 2016.

"تعامل مع الأمر"

وقال كوهين خلال الجلسة، إن "الأمر الوحيد الذي كان يشغل بالي هو إنجاز المهمة، وإسعاده (ترمب)".

في مرحلة ما، قدم المدعون قصة مجلة "ناشيونال إنكوايرر" التي تضمنت تفاصيل من حارس برج ترمب الذي زعم أن الرئيس السابق أنجب "طفلاً غير شرعي".

ورد كوهين قائلاً: "تحدثنا وذهبت إليه (ترمب) على الفور لإبلاغه بوجود قصة لأنها كانت قصة سلبية بالنسبة له، وللحصول على توجيهاته بشأن ما يريد مني أن أفعله"، مضيفاً: "لقد طلب مني أن أتأكد من عدم نشر القصة".

ونقل كوهين عن ترمب قوله له: "تعامل مع الأمر"، بعد أن علم أن حارس العقار زعم أن ترمب أنجب "طفلاً خارج إطار الزواج". ودفع 30 ألف دولار للحارس لإبقاء القصة "غير معلنة" على الرغم من أن الادعاء اعتبر في نهاية المطاف أنها لا أساس لها من الصحة، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

ووقعت حادثة مماثلة بعد أن حذر كوهين ترمب من أن العارضة في مجلة "بلاي بوي" كارين ماكدوجال زعمت أنها أقامت علاقة مع ترمب. ومرة أخرى، كان الأمر واضحاً: "تأكد من عدم نشر القصة"، كما قال كوهين إن ترمب أخبره. وحصلت المرأة على مبلغ 150 ألف دولار لتبقى صامتة.

وعلى الرغم من أن المحلفين سمعوا من آخرين عن ممارسة صحف "التابلويد" المتمثلة في عملية تُعرف بـ"الصيد والقتل"، أي شراء القصص وحجبها عن الجمهور، فإن شهادة كوهين مهمة بشكل خاص للمدعين العامين بسبب قربه من ترمب، ولأنه يقول إنه كان ينسق بشكل مباشر مع المرشح آنذاك بشأن المدفوعات.

وإلى جانب المدفوعات المقدمة إلى الحارس وماكدوجال، ذهب مبلغ آخر إلى الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز، التي أخبرت المحلفين الأسبوع الماضي، أن الـ130 ألف دولار التي تلقتها، كانت بهدف منعها من الإعلان عن علاقة تقول إنها أقامتها مع ترمب، قبل عقد.

وتشكل المبالغ المستردة التي تلقاها كوهين من هذه الدفعة أساس التهم الموجهة ضد ترمب، وتشمل 34 تهمة جنائية تتعلق بتزوير سجلات تجارية، ويقول ممثلو الادعاء إن المبالغ المستردة سجلت على أنها نفقات قانونية لإخفاء الغرض الحقيقي من المدفوعات، وهو ما يعد انتهاكاً للقانون.

وكان كوهين يعدّ من الأكثر إخلاصاً للرئيس السابق، حتى أنه لُقب "بيتبول" ترمب. وفي نهاية الحملة الرئاسية في عام 2016، دفع مبلغ 130 ألف دولار لدانييلز لشراء صمتها بشأن علاقتها مع ترمب.

وبحسب الادعاء، فقد تمّ تعويضه المبلغ في عام 2017 على أنّه "رسوم قانونية" في حسابات شركة منظمة ترمب القابضة، وذلك لإخفاء استخدام الأموال للتغطية على العلاقة مع دانييلز. ويلاحق ترمب بتهمة تزوير مستندات محاسبية لإخفاء أثر هذا المبلغ.

وعندما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن العلاقة بين ترمب ودانييلز في عام 2018، قال مايكل كوهين في البداية إنّه دفع لنجمة الأفلام الإباحية بمبادرة منه من دون إبلاغ رئيسه.

"انقلاب كامل"

وبعدما لوحِق بموجب القانون، انقلب الرجل الذي كان يفاخر بأنّه مستعدّ "لتلقي رصاصة من أجل دونالد ترمب" ضدّ الأخير، مشيراً إلى أنّه تصرّف بناء على أوامره.

وفي عام 2018، اعترف كوهين بالذنب بتهمة التهرّب الضريبي، والإدلاء ببيانات كاذبة أمام الكونجرس الأميركي، وانتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية. وترتبط الجريمة الأخيرة ارتباطاً مباشراً بدفع المبلغ لستورمي دانييلز.

وفي هذا الإطار، أمضى كوهين قرابة 13 شهراً في السجن، وعاماً ونصف قيد الإقامة الجبرية، بعدما حُكم عليه بالسجن 3 سنوات بتهمة الكذب على الكونجرس، وارتكاب جرائم مالية.

ومن المرجّح أن تثير شهادته توتراً جديداً، لا سيما أنّ العلاقة تتسم بكراهية شديدة بين ترمب وكوهين.

وجدّد محامو ترمب، الجمعة، استنكارهم لمقاطع فيديو على تطبيق "تيك توك"، يظهر فيها كوهين وهو يرتدي قميصاً يظهر عليه الرئيس السابق واقفاً خلف القضبان.

وطلب القاضي مايكل ميرشان من الشاهد وقف مثل هذه الهجمات، بعدما كان قد منع دونالد ترمب من مهاجمة الشهود أو المحلّفين.

انتقادات لكوهين

وبعد استجوابه من قبل المدّعين، سيتعرّض المحامي السابق لوابل من الأسئلة من قبل الدفاع، الذي صوّره على أنّه "كاذب مرضي ومجرم مُدان"، وهو رأي يشاركه فيه مناصرو دونالد ترمب.

وقالت ليزا لومباردو (61 عاماً) خلال تجمّع انتخابي للرئيس السابق قرب نيويورك، السبت، "كوهين، إنّها مزحة كبيرة... لا يتحلى بالمصداقية".

ومنذ بداية الجلسات، تسمع هيئة المحلّفين بشكل متكرّر من شهود أنّ كوهين كان شخصية صعبة المراس، وكان يتنمّر على الآخرين، ويتزلّف لنيل مراده.

كما تمكّنوا من سماع تسجيل صوتي لمحادثة خاصّة يناقش فيها مايكل كوهين مع دونالد ترمب مبلغاً مالياً، للحصول على صمت امرأة أخرى، وهي عارضة الأزياء كارين ماكدوجال التي قالت أيضاً إنها كانت على علاقة بالملياردير.

تصنيفات

قصص قد تهمك