مسؤول سابق بالمخابرات العسكرية الأميركية: استقلت بسبب حرب غزة

time reading iconدقائق القراءة - 6
صبي فلسطيني خلف سور مدرسة شبه مهجورة تستخدم كملجأ للنازحين الفارين من رفح جنوب قطاع غزة. 13 مايو 2024 - REUTERS
صبي فلسطيني خلف سور مدرسة شبه مهجورة تستخدم كملجأ للنازحين الفارين من رفح جنوب قطاع غزة. 13 مايو 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

استقال ضابط في الجيش الأميركي مُعيّن في وكالة الاستخبارات العسكرية، احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة "غير المشروط" لإسرائيل، الذي قال إنه "سمح وأتاح" قتل المدنيين الفلسطينيين.

وأعلن الرائد هاريسون مان، استقالته وشرح أسباب تركه الخدمة في خطاب استقالة نشره عبر حسابه على منصة التواصل LinkedIn، الاثنين، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

ووفقاً لسيرته الذاتية على الموقع، فقد تخصص مان في شؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، طيلة نصف حياته المهنية، التي استمرت 13 عاماً، وعمل سابقاً في السفارة الأميركية بتونس.

"دعم غير مشروط"

وكتب هاريسون في خطاب استقالته: "السياسة التي لم تفارق ذهني خلال الأشهر الستة الماضية، هي الدعم غير المشروط تقريباً لحكومة إسرائيل، الذي سمح وأتاح لها قتل وتجويع عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء". 

وأضاف: "هذا الدعم غير المشروط يشجع أيضاً على التصعيد المتهور الذي يهدد بحرب أوسع"، مشيراً إلى أنه أرسل تعليقاته مسبقاً عبر البريد الإلكتروني إلى زملائه يوم 16 أبريل الماضي.

ولم يتسن على الفور التأكد، مما إذا كان ضباط آخرون قد استقالوا لأسباب مماثلة منذ بدء الحرب، بحسب الصحيفة.

ومع ارتفاع عدد الضحايا في غزة، واجهت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن موجات من المعارضة الداخلية لدعمها إسرائيل في الحرب.

وفي أكتوبر 2023، استقال جوش بول، مسؤول وزارة الخارجية في المكتب الذي يشرف على عمليات نقل الأسلحة، احتجاجاً على قرار الإدارة بمواصلة إرسال الأسلحة إلى إسرائيل.

وقال الرائد هاريسون إنه كان يخطط لترك الجيش "في مرحلة ما"؛ لكن حرب غزة دفعته إلى تقديم استقالته في 1 نوفمبر، وترك مهمته في وكالة استخبارات الدفاع في وقت مبكر. ومن غير الواضح متى سيتم إنهاء خدمته في الجيش.

وفقاً لملفه الشخصي على LinkedIn ، أصبح هاريسون ضابط مشاة بعد حصوله على تكليفه في عام 2011، ثم درس في مركز John F. Kennedy Special Warfare Center التابع للجيش في ولاية نورث كارولينا، وتأهل ليكون مسؤولاً عن الشؤون المدنية في 2016. وبعد 3 سنوات، أصبح ضابطاً بمنطقة أجنبية، متخصص في الشرق الأوسط.

وغالباً ما يجري تعيين المتخصصين الإقليميين في سفارات أميركية، وقد يعملون كملحقين دفاعيين، وكجهات اتصال رفيعة المستوى بين وزارة الدفاع "البنتاجون"، وجيش الدولة المضيفة.

كما يتلقى ملحقو الدفاع تدريباً على تقييم طلبات الأسلحة، والتدريب من دول أجنبية، وتقديم توصيات إلى مسؤولي وزارة الخارجية بشأن ما إذا كان تقديم هذه المساعدات ضرورياً، ويتماشى مع القوانين الفيدرالية المتعلقة بحماية حقوق الإنسان.

"إحساس بالخزي والذنب"

وأوضح هاريسون في خطابه أنه "واصل القيام بواجباته في وكالة استخبارات الدفاع دون التعبير عن مخاوفه، على أمل أن تنتهي الحرب قريباً".

وأضاف: "قلت لنفسي إن مساهمتي الفردية كانت ضئيلة، وإنه إذا لم أقم بعملي، فإن شخصاً آخر سيفعل ذلك، فلماذا تسبب ضجة من أجل لا شيء؟".

وجاء في خطابه: "عملي هنا، مهما بدا إدارياً أو هامشياً، ساهم بلا شك في هذا الدعم. لقد قدمت لنا الأشهر الماضية أكثر الصور المروعة والداعية للحزن التي يمكن تخيلها، ولم أتمكن من تجاهل العلاقة بين تلك الصور وواجباتي هنا. هذا تسبّب في إحساس عميق بالخزي والذنب".

وأضاف: "في مرحلة معينة، بغض النظر عن التبرير، إما أنك تساهم في تنفيذ سياسة تمكّن من الجوع الجماعي للأطفال، أو أنك لا تفعل ذلك".

وتابع: "الجزء الأصعب من الأشهر الستة الماضية كان الشعور بالوحدة التامة، كما لو كنت الوحيد الذي انزعج من اللقطات من غزة. الوحيد الذي شعر بأنه مشارك".

وأضاف: "يعلم معظمكم أنني كنت أعتزم بالفعل ترك الجيش في وقت ما، لكن هذه الغصة الأخلاقية هي التي دفعتني إلى تقديم استقالتي أخيراً في نوفمبر".

وتابع: "أعلم أنني، بطريقتي الصغيرة، ساهمت بوعي في تقدم تلك السياسة. وأريد أن أوضح أنه بصفتي من سلالة يهود أوروبيين، فقد نشأت في بيئة أخلاقية لا تتسامح بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بموضوع تحمل المسؤولية عن التطهير العرقي".

وقال في رسالته: "أدرك أن هذه الكلمات تأتي بمثابة مفاجأة للكثيرين منكم. وعلى الرغم من قلقي، واصلت القيام بعملي بحماس ظاهري ودون التعبير عن مخاوفي. كانت لدي أسبابي.. كنت آمل أن تنتهي الحرب إذا صمدت لفترة أطول قليلاً".

واختتم بالقول: "أكتب إلى الأشخاص الذين أعرفهم، والذين قد يقدرون سماع الأسباب التي جعلتني أختار الابتعاد. أدرك أن هذا ليس خياراً متاحاً للجميع، وليس هذا ما أطلبه منكم .. فلدينا جميعا قائمة خاصة بنا من الأسباب للبقاء". 

تصنيفات

قصص قد تهمك