بايدن يستبعد "صراعاً عالمياً" بعد فرض رسوم جمركية على الصين

بكين: القرار الأميركي سيؤثر بشكل خطير على التعاون الثنائي

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي كلمة في حديقة الورود بالبيت الأبيض، في واشنطن. 14 مايو 2024 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي كلمة في حديقة الورود بالبيت الأبيض، في واشنطن. 14 مايو 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

توقّع الرئيس الأميركي جو بايدن أن تحاول الصين، على الأرجح، زيادة الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الأميركية، رداً على إعلان إدارته فرض رسوم جمركية كبيرة على مجموعة من الواردات الصينية، فيما استبعد أن تؤدي هذه الخطوة إلى "صراع عالمي".

وأعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، زيادات كبيرة في الرسوم الجمركية على مجموعة من الواردات القادمة من الصين، في محاولة لتعزيز التصنيع المحلي في الصناعات الحيوية خلال عام الانتخابات، فيما اعتبر سلفه دونالد ترمب أن هذه الإجراءات "غير كافية".

وقال بايدن لموقع Yahoo: "لا أعتقد أن ما سيفعلونه سيؤدي إلى أي صراع عالمي، أو أي شيء من هذا القبيل. لكنني أعتقد أنهم سيحاولون على الأرجح معرفة كيف يمكنهم رفع الرسوم الجمركية، ربما على منتجات ليست ذات صلة"، معتبراً أن "الصراع التجاري القادم قد يمكن إدارته".

وتستهدف الرسوم الجمركية الأميركية السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين، بزيادة تصل إلى 100%،  بالإضافة إلى زيادات تتعلق بالعديد من القطاعات الأخرى "الإستراتيجية"، وفي مقدمها أشباه الموصلات و البطاريات، بالإضافة إلى الزيادات المعلن عنها سابقاً على الصلب والألمنيوم.

"إجراء ضروري لحماية شركات أميركا"

وخلال كلمة في البيت الأبيض، وصف بايدن هذه الخطوات الجديدة، بأنها "إجراء ضروري لحماية العمال والشركات في الولايات المتحدة"، من الشركات التي اتهمها بـ"السرقة والغش وإغراق الأسواق الدولية بسلع منخفضة السعر"، وفق "بلومبرغ".

وقال بايدن إنه "عندما تقوم بحيل كهذه، فأنت لا تنافس، هذا ليس تنافساً، إنه غش، وقد شهدنا أضراراً هنا في أميركا".

وتمثل هذه الإجراءات تحديثاً أكثر شمولاً للرسوم الجمركية على الصين التي فرضها سلفه دونالد ترمب لأول مرة، كما تشكل اعترافاً بأن النهج المتشدد في التجارة مع بكين، لا يزال يحظى بشعبية لدى الناخبين الأميركيين.

ولن تخفض أي من الرسوم التي فرضها ترمب. وسيرفع بايدن الرسوم الجمركية على السلع التي واجهت الولايات المتحدة صعوبة في استيرادها خلال جائحة كورونا، وعلى عدد من الصناعات مثل الرقائق (أشباه الموصلات) والطاقة الخضراء، التي سعى لدعمها منذ توليه منصبه.

وأضاف بايدن: "ضخّت الحكومة الصينية أموال الدولة في الشركات الصينية. الصين دعّمت جميع هذه المنتجات بشكل كبير، ما دفع الشركات الصينية إلى إنتاج كميات أكبر بكثير مما يستطيع العالم استيعابه، ثم أغرقت السوق بالمنتجات الفائضة بأسعار منخفضة بشكل غير منصف".

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، إن هذه القرارات "ليست مدفوعة بالسياسة المناهضة للصين، ولكن الرغبة في منع الاضطراب الاقتصادي بسبب الممارسات الاقتصادية غير العادلة" من جانب بكين.

وأكدت يلين، أن الولايات المتحدة "ستواصل التعامل مباشرة مع الصين بشأن مخاوفها حول الاختلالات في الاقتصاد الكلي".

وتضمّن إعلان البيت الأبيض، رفع معدل التعريفة الجمركية على بعض منتجات الصلب والألمنيوم من 7.5% إلى 25%، والمركبات الكهربائية من 25% إلى 100%.

 "لا أريد صراعاً مع الصين"

وشدّد بايدن على أنه لا يريد صراعاً مع الصين، بل يرغب فقط في "منافسة عادلة"، إذ سعى إلى تهدئة مخاوف المستهلكين الأميركيين، قائلاً إن نظام الرسوم الجمركية لن يحد من قدرة الجمهور على شراء السيارات التي يريدونها.

وقال إن نهجه كان أفضل من دعوة ترمب إلى فرض رسوم شاملة على الصين.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أنه من المقرر تطبيق تغييرات بايدن على مراحل  خلال الفترة بين عامي 2024 و2026، وهي أكثر استهدافاً مقارنة بالرسوم الثابتة بنسبة 60% التي اقترحها ترمب.

وأكبر بنود الزيادة ستكون على المركبات الكهربائية، إذ تضاعف معدل الرسوم أربع مرات، بينما ستشهد واردات أخرى مضاعفة الرسوم أو فرضها لأول مرة.

وفي بعض الحالات، تُفرض الرسوم على قطاعات لا تمتلك فيها الصين سوى شريحة صغيرة من السوق الأميركية، ولكن الهدف منها هو منع تدفق محتمل للواردات.

ترمب: نهج بايدن غير جاد مع الصين

من جانبه، قال ترمب، في حديثه للصحافيين قبل دخوله محاكمته الجنائية في مانهاتن، إن بايدن بحاجة إلى توسيع نطاق الرسوم الإضافية لتشمل منتجات أخرى، بما في ذلك السيارات التقليدية.

وأضاف ترمب: "الصين تأكل غداءنا الآن.. وقد ابتعدت (إدارة بايدن) عما كنت أفعله"، مضيفاً أن بايدن كان يمارس نهجاً غير جاد مع بكين.

وعندما سُئل عن تعليق ترمب بشأن "الغداء"، الثلاثاء، قال بايدن إن ترمب "كان يطعمهم لفترة طويلة"، مضيفاً: "إن نهجنا ذكي. قارن ذلك بما فعلته الإدارة السابقة".

بكين: تأثير خطير للقرار الأميركي

وأعربت بكين عن "رفضها" للقرار، مشددة على أن "منظمة التجارة العالمية خلصت منذ فترة طويلة" إلى أن التعريفات الأميركية "تنتهك قواعدها"، لكن "الولايات المتحدة تصر على أخطائها مراراً وتكراراً".

وأكدت وزارة التجارة الصينية في بيان، أن القرار "سيؤثر بشكل خطير على أجواء التعاون الثنائي"، داعية الولايات المتحدة إلى "التراجع الفوري عن أجراءاتها الخاطئة، وإلغاء الرسوم الجمركية الإضافية ضد الصين".

وقال المتحدث سام الوزارة، وانج وين بين، إن الصين "ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة".

وفي الواقع، استثمرت الحكومة الأميركية أكثر من 860 مليار دولار، عبر الخطة الخضراء، لتسريع إنتاج السيارات الكهربائية وبطاريات المركبات وكذلك الألواح الشمسية أو توربينات الرياح "المصنوعة في أميركا".

تصنيفات

قصص قد تهمك