مسيرات واسعة بـ"مفاتيح العودة".. فلسطينيون يحيون الذكرى الـ76 للنكبة

time reading iconدقائق القراءة - 6
فلسطينيون يحملون الأعلام أثناء مشاركتهم في مسيرة لإحياء ذكرى النكبة في رام الله، بالضفة الغربية. 15 مايو 2024 - REUTERS
فلسطينيون يحملون الأعلام أثناء مشاركتهم في مسيرة لإحياء ذكرى النكبة في رام الله، بالضفة الغربية. 15 مايو 2024 - REUTERS
دبي-الشرقوكالات

أحيا الفلسطينيون، الأربعاء، الذكرى الـ76 لنكبة 1948، بمسيرات شعبية واسعة في مختلف المدن الرئيسية بالضفة الغربية، وسط الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي تسببت بنزوح مئات الآلاف.

وخرج الآلاف في مسيرات عدّة أطلقوا عليها اسم "مسيرات العودة"، حملوا خلالها العلم الفلسطيني ولوحوا به إلى جانب الكوفية و"مفاتيح العودة" التي ترمز إلى منازلهم التي تركوها قسراً إبان حرب عام 1948.

وفي مدن رام الله (وسط) ونابلس (شمال) والخليل (جنوب) في الضفة الغربية المحتلة رفع المشاركون لافتات تندد بالاحتلال، وتحتج على الحرب المستمرة في غزة منذ أكثر من سبعة أشهر.

وجاء إحياء ذكرى النكبة هذا العام، التي دعت اليها اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى يوم النكبة، تحت عنوان "فلسطين باقية والاحتلال إلى زوال".

قرى الأجداد

وتركزت الشعارات التي رُفعت في المسيرات على مطالبة العالم بالتدخل لوقف النكبة المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وحرب الإبادة والتهجير والتجويع الجارية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية.

وأقيمت فعاليات لإحياء ذكرى النكبة في مدينة رام الله، المدينة الرئيسية في الضفة الغربية المحتلة، حيث سار الآلاف حاملين الأعلام الفلسطينية، ولافتات بأسماء قرى أجدادهم.

وانطلقت المسيرة من ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى ميدان المنارة وسط المدينة بمشاركة آلاف الفلسطينيين، وأقيم وسط المدينة مهرجان جماهيري حاشد تحدث فيه عدد من قادة الفصائل الفلسطينية. وتوقف المشاركون في المهرجان 76 ثانية من الصمت عند انتصاف النهار، تعبيراً عن سنوات النكبة الـ76.

"نكبة جديدة"

وقال نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول في كلمة عن الفصائل الفلسطينية، إن هذه الذكرى "كانت نتيجة لمذابح أودت بآلاف الضحايا، الذين هُجروا من قراهم التي أقيمت على أنقاضها دولة الاحتلال الغاصب العنصري على أرض فلسطين".

وأضاف أنه "تتم الآن نكبة جديدة ربما أقسى بكثير من نكبة عام 1948، وهي حرب الإبادة على شعبنا في قطاع غزة، وعصابات المستعمرين الذين يعتدون على قرانا، ويزيلون تجمعات سكانية كبيرة، في مختلف المناطق في الضفة الغربية، بما فيها القدس"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). 

وانطلقت مسيرة من أمام مخيمات نابلس، باتجاه دوار الشهداء وسط المدينة، بمشاركة الفعاليات الرسمية والشعبية والوطنية في المحافظة.

فيما طالب مشاركون في مسيرة ووقفة نُظمت في مدينة الخليل، بوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

كما طالب المشاركون في الفعالية المركزية التي نظمت عند دوار مدينة أريحا الرئيسي، بضرورة وقف العدوان على قطاع غزة، الذي يتعرض "لإبادة جماعية"، وحق الشعب في الحصول على حقوقه المشروعة.   

وردد مشاركون في الفعالية التي نُظمت في ساحة المهد وسط بيت لحم، شعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومطالبة بحق العودة، وإحقاق الحقوق للشعب الفلسطيني.

ضحية برصاص الاحتلال

وأكدت وكالة "وفا"، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت شاباً فلسطينياً، إثر قمع مسيرة إحياء ذكرى النكبة، عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة.

وأفادت مصادر أمنية لوكالة "وفا"، بوفاة الطالب في جامعة بيرزيت أيسر محمد صافي (20 عاما)، من مخيم الجلزون، شمال مدينة رام الله، إثر إصابته الخطيرة بالرصاص الحي في الرقبة.

وأضافت المصادر، أن مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال، تخللها إطلاق قنابل الغاز السام والصوت، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي مباشرة على الحادثة.

وهيمنت على ذكرى هذا العام مأساة نحو 1.5 مليوني فلسطيني في قطاع غزة يعيش أغلبهم في الوقت الراهن في خيام وملاجئ بعد النزوح من منازلهم، بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع.

نزوح مستمر من رفح

ووفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، واصل عشرات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة النزوح قسراً من مدينة رفح جنوب القطاع، التي تشهد قصفاً صاروخياً ومدفعياً مكثفاً من الجيش الإسرائيلي، الذي يهدد باجتياح بري واسع النطاق، تزامناً مع إحياء الذكرى الـ76 للنكبة.

وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فإن ما يقرب من 450 ألف شخص نزحوا قسراً من رفح، منذ صدور أمر الإخلاء الأول في السادس من شهر مايو الجاري.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، أن حرب إسرائيل على القطاع أودت بحياة 35 ألفاً و233 فلسطينياً على الأقل منذ السابع من أكتوبر.

وبحسب بيان للجهاز المركزي للإحصاء، وتزامناً مع الذكرى الـ76 لـ"نكبة فلسطين"، فإن إجمالي عدد الفلسطينيين في العالم بلغ 14.63 مليون نسمة حتى نهاية عام 2023، ما يشير إلى تضاعف عددهم نحو 10 مرات منذ 1948.

وأشار البيان إلى أن من بين مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يقيمون في 1300 قرية ومدينة فلسطينية عام 1948، تم تهجير مليون شخص إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول المجاورة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أُخضعت لسيطرة الاحتلال منذ عام 1948، الذي سيطر على 774 قرية ومدينة فلسطينية، 531 منها تم تدميرها بالكامل، فيما تم إخضاع المتبقية للاحتلال وقوانينه.

تصنيفات

قصص قد تهمك